رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هبة الرفاعي

مساحة إعلانية

مقالات

129

هبة الرفاعي

أكثر من مجرد معرض

23 مايو 2025 , 01:00ص

ودعت العاصمة القطرية قبل أيام حدثاً ثقافياً بامتياز، حيث اختتم معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذا العام، وقد كان صرحاً ثقافياً شاملاً يعكس توجهات الدولة وسعيها الدؤوب المستمر نحو ترسيخ ثقافة القراءة وتعزيز الحوار الفكري والتبادل المعرفي، اكتظت أروقة المعرض بالعديد من دور نشر من مختلف دول العالم، تزاحمت فيها اللغات وتنوعت العناوين، فكان المعرض بحراً، من مر به وشرب منه عطش أكثر فأكثر. فهل تكفي منه أيام عشرة؟

لعل الأثر الأعمق لهذا الحدث لا يكمن في تنوع محتواه بقدر ما يتجلى في تأثيره على المجتمع القطري نفسه، إذ أصبح المعرض مناسبة يترقبها الجميع عاماً بعد عام، كباراً وصغاراً، مثقفين وعوام. معرض يُعيد تشكيل العلاقة بين الفرد والقراءة، ويقدّم المعرفة في صورة احتفالية حية؛ يلتقي فيها القارئ بكاتبٍ طالما قرأ له، ويجد الطالب ضالته في كتاب كان يبحث عنه، ويكتشف الطفل عالماً من الخيال والمعرفة يُشعل شغفه ويصقل لغته.

معرض عزز الحضور الوطني، سلّط الضوء على الإنتاج الأدبي المحلي ومنح الكتّاب القطريين مساحة لعرض أعمالهم والتفاعل مع جمهورهم. هذا الدعم للهوية الثقافية القطرية لا يُثمر فقط عن مزيد من الكتب، بل يعيد تشكيل المشهد الثقافي ككل، ويؤكد أن الإبداع متجذر في هذه الأرض. كما أن البرنامج المصاحب للمعرض، من ندوات فكرية ولقاءات أدبية وورش عمل، أضاف بُعداً تفاعلياً جعل من حضور المعرض تجربة شاملة للروح والعقل.

ولم يغب عن هذا المشهد التركيز اللافت على الأجيال القادمة، أولئك الصغار الذين بالكاد تصل هامتهم رفوف الكتب بينما تعلو هممهم السحب، وكما يقال: “ ما يغرس في الصغر هو كالنقش على الحجر”، لم يكن الطفل فيه متلقياً وحسب، بل شريكاً في الفعل الثقافي، يتعلّم طرح الأسئلة قبل البحث عن الأجوبة. طفلاً يعتلي المنصات ويقتبس من الحكايات ويحكيها ويحاكيها في مسرحيات شيقة، وبين رفوف الكُتب وألوان القصص، تتكوّن بداخله علاقة وطيدة مع الكتاب، علاقة قد تصنع منه قارئاً ناقداً أو كاتباً مبدعاً ذات يوم.

واكب المعرض التطورات التكنولوجية ولم يتوان عن توظيف مختلف الوسائل الرقمية من كتب إلكترونية، وتطبيقات تعليمية، ومنصات رقمية، في سبيل تسخير المعرفة وخدمة الثقافة؛ وبهذا مثل شعاره «من النقش إلى الكتابة» خير تمثيل، وبنى جسراً بين الماضي والراهن، بين الورق والشاشة، بين التقليد والابتكار.

إن معرض الدوحة الدولي للكتاب تجسيد لوعي مجتمع اختار أن يُراهن على الكلمة وعلى الفكر والإنسان. إنه مرآة لرؤية قطر الثقافية والإنسانية، وإيمانها بأن النهضة لا تُبنى إلا على المعرفة، وأن الكتاب ما زال -رغم كل ما تغيّر- شريكاً أساسياً في رحلة الوعي. وإن كان ثمة توصية فهي أن يكرر مثل هذا الحدث وينجب أحداثاً مصغرة منه، مماثلة له، تصدح طوال العام؛ فنشاهد الجلسات الثقافية والندوات والمؤتمرات تعقد وتنظم بين الفينة والأخرى؛ لتبقي لنا روابط العلوم متينة يشد بعضها بعضاً، وليكن المعرض أكثر من مجرد حدث سنوي، بل كهفاً يبث النور بين المعرضين، بؤرة تتشعب منها بؤر، كلٌ في مجاله واختصاصه. إن أكثر ما تتعطش له الشعوب اليوم هو المعرفة في زمن الجهل، والحقيقة في زمن الباطل، والجِدّية والجِد في زمن التفاهة والعبث.

اقرأ المزيد

alsharq ماذا استفادت القضية الفلسطينية بعد حرب غزة؟

شهدت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها الحديث، حين اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين فصائل... اقرأ المزيد

33

| 26 أكتوبر 2025

alsharq سلامٌ على غزة وأهلها

تباشر قناة الجزيرة منذ أيام مضت أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد توقيع الاتفاق في شرم... اقرأ المزيد

36

| 26 أكتوبر 2025

alsharq رؤية الأسرة القطرية

ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خطابًا شاملاً بمناسبة انعقاد دور... اقرأ المزيد

21

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية