رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم فلامرزي

 كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ

مساحة إعلانية

مقالات

1590

إبراهيم فلامرزي

المسؤولية الاجتماعية الوطنية

23 مايو 2017 , 12:32ص

الـمسؤولية الاجتماعية للفردِ، بإيجاز، هي يقينُة بأنَّ عليه العملَ، في حياتِـهِ الخاصةِ والعامةِ، لتحقيقِ مصالح لوطنِـه ومجتمعِـه. وانطلاقا من هذا الـمفهومِ، فإنَّ مستواها الوطنى هو أعلى مستوياتِـها، ففيه يُمارسُ الـمواطنُ دورَه كسفير ينقلُ الصورةَ الحقيقية للإنسانِ القطريِّ الـمُبدعِ الذي يعيشُ في دوله مؤسسات ترتكزُ نهضتُها على القِيَمِ الإنسانيةِ الرفيعةِ للإسلامِ الحنيفِ، وعلى التفاعلِ الإيجابى مع الحضاراتِ والشعوبِ.

عندما نتحدثُ عن الـمسؤولية الاجتماعيةِ، فإننا ننطلقُ من وطن ومجتمع حيّ، ومن رؤية لسمو الأميرِ الـمُفدى ترتكزُ إلى إيمانِـهِ وثقتِـهِ بأبناءِ شعبِـهِ وقدرتِـهِم على الإبداعِ والوصولِ ببلادِنا إلى مرتبة رفيعة منَ الـمَـدَنيةِ والتَّحَـضُّرِ، ومن إمكانات وأجهزة رسمية مُسَـخَّـرة لرعايةِ الإنسانِ وتنميةِ قدراتِـهِ وتأهيلِـهِ ليشاركَ في بناءِ الصَّرحِ الوطنيِّ ذي الركائزِ الإسلاميةِ والعربيةِ والإنسانيةِ.

من مسؤوليتنا الاجتماعيةِ الوطنيةِ أنْ نصنعَ التأثيرَ لبلادنا في صفوفِ أشقائنا العربِ والـمسلمينَ، وأخوتِـنا في الإنسانيةِ، من خلالِ التعاملِ الإنسانيِّ، واحترامِ الآخرينَ، والتركيزِ على ما يجمعُنا بهم. وبالطبعِ، فإنَّ ذلك يكونُ عَـبْـرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، ومنها، بخاصة، الفيس بوك والتويتر اللذانِ أصبحا أهمَّ منابرَ يلتقي فيها الشبابُ العربُ من الجنسين، فيتحدثونَ عن قضاياهم الخاصةِ والعامةِ، ويتبادلونَ الآراءَ والخبراتِ بحرية مطلقة. ولو تابعنا مواقعَهُما الكبرى في وطنِـنا العربيِّ، فسنلاحظُ نُدرةَ مشاركةِ شبابِـنا فيها، وأنَّ دورَهم في صُنْعِ تأثير لبلادِنا في الـمشاركينَ فيها يكادُ يكون معدوما. وهذا أمر يدفعُنا لـمطالبةِ شبابِنا الـمثقف بأنْ يكونَ لهم دور فيها، وندعوهم لضرورةِ التَّحَـكُّمِ في انفعالاتِهِم، لأنَّ كلمة طيبة تجتذبُ النفوسَ والعقولَ أكثرَ بملايينِ الـمراتِ من انفعالات فيها غضب ولغةُ خطاب عنيفة.

ومن الـمسؤوليةِ الاجتماعية الوطنيةِ، أيضا، أنْ يقومَ شبابُنا الـمُبدعونَ في شتى الـمجالاتِ بالإسهامِ بأعمال فنية، وأدبية، وعلمية، وشعرية مُصَوَّرة ينشرونها في اليوتيوب، بحيثُ تكونُ واجهة حضارية راقية لبلادنا وشعبنا. وهذه الأعمالُ ذاتُ تأثير إيجابيّ عظيم لانَّها جزء من القوةِ الناعمةِ التي تجعلُ لنا تواجدا رائعا في نفوسِ وعقولِ مشاهديها العربِ وغيرِ العربِ، وتُمَـكِّنُنا من الحديثِ عن مستقبل من العلاقاتِ القويةِ التي تربطُنا ببلادهم وشعوبِهم.

من جانب آخرَ، نعتبُ على تلفزيونِ قطر وقناةِ الريانِ، فلديهما إمكانات هائلة، فنيا وماديا، لكن معظمَ برامجهما التي تتصل بشبابِـنا وقضاياه تفتقرُ إلى التجديدِ في الطرحِ، ولا نجدُ فيها إبهارا بصريا وسمعيا يُؤهلها لتكونَ برامجَ جاذبة للشباب. لذلك نتمنى عليهما السعي لتقديم شبابِـنا الـمبدعِ والـمختصِّ في كلِّ الـمجالاتِ في صورة يمكن استثمارُها وطنيا في وسائل التواصل الاجتماعيِّ واليوتيوب، وشبابُنا قادرون على نشرِها على أوسعِ نطاق.

إننا نتحدث عن دور ينبغي التوعية به في وسائلِ الإعلامِ، وداخل الهيئاتِ التعليمية، مُسْـتَـهْـدِفِـينَ، في ذلك، الناشئةَ والشبابَ، وهم الفئةُ العُـمْـرِيَّـةُ الأوسعُ في بلادنا، والأقدرُ بحكم السِّـنِّ على قبولِ الـمفاهيمِ الجديدةِ والعملِ بها بتلقائية، حين تصيرُ جزءا من تكوينهم العقليِّ والنفسيِّ

كلمة أخيرة:

استثمارُ قدراتِـنا، كأفراد، على التأثيرِ الحضاريِّ في الآخرينَ هو ركيزة مهمة في مسؤوليتنا الاجتماعيةِ الوطنيةِ.

مساحة إعلانية