رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أنقذوا ليبيا.. بحق الله أنقذوا هذا البلد من يد معتوه مختل متعطش للدماء أصابه خرفُ الهرم والكبر.. بحق الإنسانية التي تجمع العالم أنقذوا شعب ليبيا.. بحق الإسلام والعروبة والرحمة والعطف والشفقة واللين والتراحم والأخوة وكل من له شأن لينقذ الشعب الليبي الذي يتعرض لأقوى وأشرس عملية إبادة من قبل من عليه أن يحميه ويحقن دماءه... أرجوكم أنقذوا هؤلاء الناس من بطش وخسة القذافي وزبانيته الذين يفتقرون لأقل شعور الآدمية فليس يجب أن تعلو مصالح موارد البترول في آبار ليبيا على حياة شعب بأسره.. واعذروني إن كنت قد بدأت مقالي بهذا النداء الحار فالأمر أكبر من التحليل والتأويل..أكبر من أن يقال فيه كلام منسق منمق ولكنه بالتأكيد احتاج للعاطفة الإنسانية التي تجتاح قلوبنا ونحن نشاهد الجثث محترقة في الطرق والأرصفة جراء القصف العشوائي من الطائرات الحربية التي تمخر سماء طرابلس لممارسة جرائم بشرية يظن أصحابها ان المسألة لا تتعدى لعبة بلاي ستيشن في التصويب على الأهداف!!..ما الذي يفعله هذا المعتوه بشعب ليبيا وأرفض أن أقول شعبه لأن الشعوب لا تتبع الحكومات وإنما هي عباد الله وخلقه؟!.. ما الذي يفعله هذا بناس عزل أرادوا أن يكسروا حكماً يعد الأطول مدة في العالم ويزيد على الأربعين عاماً تغير فيه ستة رؤساء أمريكيين وخمسة رؤساء فرنسيين إلى جانب الرئيس الحالي ساركوزي ومات الآلاف في العالم وولد الآلاف ولايزال هذا المختل يسكن خيمة الرئاسة التي رحل بها إلى جميع الدول العربية وحتى مدن نيويورك وباريس محاطاً بهالة أمنية تثير الريبة والضحك في آن واحد؟!.. ما الذي يريد أن يفعله هذا موشوم بالقسوة والغلظة بشعب يخرج في مظاهرات سلمية بصدر عار ويتلقى القذائف الإرهابية ويستمر بالاحتجاج الذي تحول إلى ثورة شهداء مباركة بإذن الله؟!.. ثم ما هي حكاية سيف الجاهلية المتغطرس المغرور الذي يخرج لنا على غفلة ويهدد ويتوعد وكأن الشعب حشرات تحت قدميه؟!.. خسئت والله وخسئ أبوك واشقائك الذين يملكون البلاد لكنهم وأنَّى لهم أن يملكوا العباد.. من تظن نفسك أيها المعتوه الصغير لتخرج ملوحاً بيديك الملوثتين بدماء الشهداء تتوعد الناس بأن المستقبل سيحكمه السلاح وحرب العشائر والقبائل وان ضخ البترول سيتوقف وتتوقف معه عافية ليبيا إذا سقط نظام القذافي وزبانيته وكأن ليبيا العظيمة مملوكة لك ولأهلك؟!.. لا يا أيها الطفل المتكبر.. ليبيا أكبر من أن تئد ثورتها بخطاب غبي وأيد تلكم الهواء ونظرة متغطرسة تافهة ولعلك شاهدت كيف قابل الشعب صورتك وأنت تخطب.. نعم بالأحذية القديمة!..واليوم يجب أن تنتهي أسطورة القذافي الذي أرهقنا وقرفنا بحديث الديمقراطية والرخاء اللذين يعيشهما الشعب إلى جانب خرافاته التي تضمنها كتابه "الكتاب الأخضر" وسمحنا لأنفسنا أن نستمع لشخص مثلك يتغنى بالحرية وهو أفقر من أن يعرف معناها..شخص مثلك ظل طوال أربعين عاماً يسكن الخيام وشخصيته أقرب إلى الجنون مارس علينا خفة دم ثقيلة وكنا نقول الرجل له عذره كبر وخرَّف وما أجمل الكبار حين يعودون صغاراً!.. يجب أن يقضى على القذافي ليس بالهروب إلى الخارج وإمكانية أن تؤويه أي دولة خليجية أوعربية أو أوروبية كما يفعل الرؤساء الهاربون من بطش الشعوب ويجدون من أراضينا الخليجية قصوراً ومنتجعات فاخرة تنتظر وصولهم وكأنها ديار ترقب أهلها لتؤنس وحشتها التي سكنتها طويلاً لالالا نريد قصاصه على أرض ليبيا..لا نريده فاراً أو مطلوباً بل مقبوضاً عليه ويلقى جزاء ما فعله بالأبرياء وكيف أتته الجرأة لتأجير مرتزقة وصيادي الحيوانات المفترسة في غابات غينيا ونيجيريا وتنزانيا لقتل الليبيين مقابل 2000 دولار أمريكي لكل قاتل مأجور وربما تضاعفت المكافأة الدنيئة بعدد الضحايا والقتلى.. هذا ما أريده شخصياً وأعلم بأن الملايين يشاركونني هذه الأمنية التي أعدها اليوم أمنية حياتي فقد زهقنا من كل رئيس عربي يفر ويجد له الترحيب على أراضينا وكأنه بطل مخلوع بينما في الحقيقة هو جرذ يحمل من الأوبئة والأمراض ما يستلزم إعدامه وشنقه!.. تعبنا من مشاهدة الترحيب الخليجي والعربي لكل مجرم قتل ونهب وسلب واعتدى على الأرض والعرض في دولة لم تكن دولته بقدر ما كانت أمانة في عنقه وبإذن الله تصبح حبلاً يلتف حول هذا العنق الذي خان العهد والوعد.. اليوم نريد للقذافي وسيف الجاهلية وخميس ومعتصم ومحمد وغيرهم من أبناء وأقارب هذا الذي جثم على القلوب أن يلقوا قصاص الشعب العادل الذي يجيز له أي عاقل أن يختار من أشكاله ما يمكن أن يناسب هؤلاء الذين تكبروا وعتوا في البلاد غياً وغواية وظلماً وظلاماً.. وكم ستكون سعادتي حينها فليس للسطور آنذاك قدرة على تمثيل فرحتي وبهجتي وسروري وامتناني لهذه اللحظة..نعم لا نريده هارباً فبعد أن تسامحت مع نفسي في فرار شين الفاسقين بن علي وخلع حسني غير المبارك أجد هذه النفس تواقة لأن ترى قذائف القذافي وقد رُدت إلى صدره بإذن الله.. من حقي أن أشعر بالحقد والاقتصاص فإنني بعد إذن الليبيين ليبية موجوعة بعد أن تعددت جنسياتي ما بين تونسية منتشية ومصرية فخورة.. يارب عجل بفرحتي!
فاصلة أخيرة:
ليبيا.. أنت ِ في القلب وسامحيني على ضيق اليد وقلة السؤال والذاكرة السيئة التي لم تذكر سجنك أربعين عاماً!!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1236
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
801
| 10 ديسمبر 2025