رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. هلا السعيد

مساحة إعلانية

مقالات

264

د. هلا السعيد

حين يتحطم الحلم بعد 20 عامًا من الأمل

22 يوليو 2025 , 02:57ص

كما عودتكم، عندما يهزني خبر أو موقف أو مقطع يهز القلب ويحرك المشاعر، أجد قلمي يفيض، لا كتابةً فقط، بل فضفضة صادقة من قلبٍ تأثر وتأمل.

فضفضتنا اليوم ليست كأي قصة، بل حكاية أمل عالق بين الحياة والموت. 

ليست هذه مجرد قصة غيبوبة، بل حكاية صبر وأمل وحب لا يشبه أي حب.

إنها قصة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، “الأمير النائم”، الذي مكث أكثر من 20 عامًا في غيبوبة، ومع ذلك ظل قلب والديه مليئًا بالإيمان بأن ابنهما سيعود يومًا.

رحل الأمير، وترك خلفه قلوبًا أنهكها الانتظار، لكنها لم تعرف اليأس أبدًا.

قلب أم لا ييأس

تخيلوا أمًا تمضي 20 عامًا بجوار سرير ابنها، تمسك بيده، تهمس في أذنه، وتدعوه للعودة.

كل يوم كانت تؤمن أن لحظة الفرج قريبة، ترى في كل رمشة بارقة أمل، وفي كل نبض حياة جديدة.

لكن توقف الأمل فجأة.

كيف لقلبها أن يصدق أن الحلم انتهى؟

أن الدعاء الذي كانت ترفعه صباحًا ومساءً، هذه المرة لم يأتِ بالشفاء، بل بالوداع؟

أبٌ لم يفقد ثقته بالله

قال الأطباء: “لا أمل”… فردّ: “ربي كبير”.

قالوا: “أبقوا على الأجهزة فقط”. فقال: “إنها حياة، والله قادر أن يُحيي العظام وهي رميم”.

تحمّل الشفقة والكلمات المحبطة، لكنه ظل صامدًا، يؤمن، يدعو، ينتظر.

واليوم، حين ودّع ابنه، لم يودّع جسدًا فقط، بل حلُمًا عاش لأجله عمرًا كاملًا.

رسالة إنسانية خالدة

أنا لست أمّه، ولا من دمه، لكنني بكيت عندما سمعت الخبر.

كنت أتابع حالته، وأنتظر لحظة تقول: “الحمد لله، الأمير قام”.

لكن جاءت النهاية مختلفة.

رحل الأمير، لكن قصته بقيت، تلهمنا، توقظ فينا الرجاء، وتذكّرنا أن الحب لا يحتاج مقابلًا.

دروس خالدة من الأمير النائم

1. الأمل لا يموت

- طالما القلب ينبض، فالأمل باقٍ.

2. الصبر أعظم قوة

- والديه قدّما نموذجًا نادرًا في الثبات.

3. الدعاء لا يرتبط بالنتائج

- بل هو تعبير عن حب وإيمان عميق.

4. الحب لا يحتاج مقابلًا

- حبهم لابنهم لم يتغير رغم الصمت والغيبوبة.

5. الحياة تُقاس بالأثر، لا بالحركة

- الأمير ألهم الملايين رغم صمته الطويل.

6. لكل إنسان رسالة، حتى لو لم ينطق بها

- وكان رسالته:

“لا تيأسوا من رحمة الله”

ختامًا…

وداعًا أيها الأمير، يا من علمتنا أن الحب لا ينام، وأن الأم لا تيأس، وأن من يعلّق قلبه بالله، لن ينكسر وإن تأخر الفرج.

اللهم ارحمه، واربط على قلب أمّه وأبيه، وامنحهم من رضاك ما يخفف ألم هذا الفقد الكبير.

مساحة إعلانية