رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كما نسجل لحظاتنا الجميلة بمناسباتنا السعيدة في صور لتبقى في (البوم)، نحتفظ به لنعيد ـ وقتما نشاء ـ دفء اللحظة، أو فرحها، تسجل عيوننا أيضا لقطات كثيرة خاصة من شارع الحياة، ليست لنا.. ولا علاقة لنا بها، لكنها كانت إنسانية جداً، مؤثرة جداً.. فجذبت انتباهنا، ومعها عواطفنا، لنتابعها وتسجلها الذاكرة المليئة بلقطات، لبشر تخلَّوا عن إنسانيتهم، وقابلوا الإحسان بالإساءة، والمعروف بالخذلان! فمن اللقطات المؤثرة ما نراه في المطارات، وتحديداً في صالات السفر، والوصول، إذ فيها يمكنك أن ترى دنيا الناس في فراق، ولقاء، في موَدِّع يذوب حزناً، ومستقبل يطير فرحاً، هذه اللقطة شدت جموع المنتظرين بصالة الوصول، اذ كان المشهد لا فتاً؛ اثنان يركضان تجاه بعضهما ليحتضن كل منهما الآخر ويبكيان، ثم يفكان الاحتضان الحميم، وينظران في وجوه بعضهما، ويقولان شيئاً ثم يعودان للعناق والدموع.. وحمدِ الله على السلامة، لم يكونا إخوة، ولا من الأهل والعشيرة، ولا بينهما نسب، كانا صديقين جمعتهما عِشرة المدرسة الثانوية، في مطالع الصبا، ثم سنوات الجامعة، وما بعدها من سنوات، في (كرير) عمل واحد، ثم ترك أحدهما مصر، إلى صقيع غربته البعيدة، وظل على وده وتواصله مع صديق عمره، حتى التقاه في لقطة شديدة الإنسانية، عزيزة التكرار، وربما لو كنتَ حاضراً هذه اللقطة، لتساءلت: أي مودة، أي محبة، أي مشاعر يمكن أن تصمد كل هذه السنوات بين الصديقين (عفية)، نقية، صادقة، دافئة لا يغيرها بُعد، ولا تفتر بانشغال؟ وقد تسأل عن السر الذي ربط الرجلين ليكونا على هذه الدرجة من الوفاء، والكون يموج بالخيانة؟ قد لا يأتيك رد، لكنك ستشعر بسعادة غامرة، وقد رأيت مشهداً مختلفاً لبشر الحياة، وهم في أجمل حالات النبل، وأرقى مشاعر الإخلاص، أما إذا كنت من الذين رُوّعوا بجحود الأصدقاء، وودهم الكذوب، وعانَوا مِن: (أنت صديقي، وحبيبي، وعمري، وحياتي إلى أن تنتهي مصلحتي معك، وبعدها: باي باي)، فلربما قلت لنفسك: (دول بيصوروا مسلسل في المطار، أو يمكن فيلم بس مش هندي)!
كل تقرير طبي يتحدث عن السرطان، أتسمّر أمامه وأتابعه ربما لوداعنا أغلى الناس، بعد الإصابة به، وبعد كل تقرير يسأل خاطري عن أسباب إصابة الناس بهذا المرض، الناس يريدون حقيقة، (مارتن هيدجر) الفيلسوف الألماني يقول: "إنني أقف حافي الرأس أمام سيدتي، أنتظر أي إشارة منها في خشوع، غير أن سيدتي لم تطلعني على الكثير من أسرارها، ولكن أملي عظيم في أن تفعل أحيانا"، يتحدث الفيلسوف عن الحقيقه التي دوخته ودوختنا، فكلنا ننشد حقيقة.. كثيراً ما لا ندركها، وكثيراً ما خنقتنا بمرارة غيابها!! كلنا مررنا بأسئلة عصية على الإجابة، منها مثلاً: أسباب إصابة الناس بالسرطان، أو الفشل الكلوي، أو الإعاقه، أو الغباء.. إجابة أهل الطب تقول بأن الإصابة بالسرطان والكلى تعود إلى تلوث الغذاء، طيب كيف نصدق هذا، وقد أصيب بالمرض أغنياء، وكبراء، وملوك، ولم يكونوا أبداً في حمية من الإصابة، لترفهم وطعامهم، الذي يزرع في مزارع خاصه لا تلمسها الكيماويات، ولحومهم على تنوعها منتج نفس المزارع، التي تأكل طعاماً لا يلمسه الكيماوي، من أين تأتي إذن الإصابة (وكله أورجانك).. يمكننا أن نصدق كلام أهل الطب، لو أن إصابة الكلى كانت نتيجة لشرب الماء الملوث بمياه المجاري، لكن ماذا عن إصابة الاغنياء القادرين على شرب أغلى عبوات الماء الصحي، لماذا يصيبهم المرض؟ كل مصاب بداء او مرض، أو له مريض يود لو يعرف حقيقةً.. أسباب المرض الذي أسهب فيه الأطباء دون تحديد أسباب، وأيضاً دون علاج شاف (غير الكفتة والشيش طاووق)، في الزمانات كان يخرج علينا من التلفزيون (عارف بالطب وأحواله) ليقول: إن معظم ما نأكله مسرطن، لم يترك شيئاً إلا سرطنه! الحقيقة الوحيدة: أن لا جواب شافٍ، ولا رأي قاطعٌ، وأيضاً لا علاج أكيد، إذن فلنؤمن بقضاء الله واختباراته، ونسأل الله أن يرفع أجر المبتلين، وبعيداً عن الأمراض وحقيقتها، ومن أين تأتي، وكيف نشفى منها؟ نحن نفتقد حقائق كثيرة في الحياة، أبسطها: هل تستطيع أن تعرف حقيقة دواخل من تحب أو تصادق، أو تعمل معه، أو تربطك به علاقة من أي نوع؟ هل تعرف حقيقة ما يضمره لك من مشاعر جوانية؟ الإجابة صعبة، صعبة جداً.. فلطالما لطمتنا المفاجأة بإجابات، تتقاطع مع كل ما تصورناه، واعتنقناه، وصدقناه، ودافعنا عنه، وآمنا به في علاقات عالم يموج بالمفاجآت غير السارة، ذلك عندما تسقط الوجوه المستعارة، ويتعرى الذي أمامك حتى من ورقة التوت، التي اختبأ وراءها.
طبقات فوق الهمس
* صقيع المشاعر أشد قسوة من صقيع البرد، قد تقاوم البرد بالدفايات، والبطانيات، والملابس الصوفية الثقيلة، لكن لا يغني كل ما تقدم عن قلب صديق يحبك، ويحتويك، ويخلص لك، ويخاف عليك، وتجد فيه كل الدفء، تصوري شخصياً أنكَ دون محب، أو صديق من هذا النوع، ستظل تقول وأنت ترتجف برررررد....الدنيا بررررد!.
* عندما يعود الود (المهاجر) بين اثنين بعد طول غياب، تطمئن الروح ويهمس القلب: "لسه الدنيا بخير".
* حسبنا الله.. سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون، يقول الشيخ بن باز: "والله ما دعوتُ بهذا الدعاء، بعد التشهد الأخير، في أي أمر عسير إلا تيسر".
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
3348
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2454
| 16 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.
1389
| 14 نوفمبر 2025