رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يعتمد نجاح أي برنامج تلفزيوني على (كاريزما) المقدم، إذ مهما كان الإعداد جيدًا، والديكور مبهرًا، والمؤثرات السمعية والبصرية رائعة، يظل المقدم هو المحور الأساسي لإنجاح أي برنامج تلفزيوني.
وخرجت علينا بعض المحطات العربية مؤخرًا ببعض المقدمين الذين لم يتمرسوا مهنة وتقنية التقديم، ما أضاع جهود القائمين على تلك المحطات، وسبب إفقارًا للموارد المالية، نظرًا للبذخ الواضح على بعض هذه البرامج وعدم وجود مردود لا معرفي ولا مالي.
وإذ ندرك أهمية حضور المقدم ولباقته في التعامل مع الجمهور ومع الضيف، فإننا ندرك أيضًا أهمية ثقافة المقدم وخلفيته العلمية والمهنية، وقدرته على التواصل مع الجمهور عبر العين، وعدم الضياع بين سطور جهاز القراءة، وأهمية إظهاره لضيفة بالصورة اللائقة، وتجنب ما قد يضايق الضيف من حيث طرح أسئلة الإثارة والمحاصرة – طبقًا لنظرية الدوان حول الذات التي يمارسها بعض المقدمين – أو الاستهزاء برأي الضيف إن خالف رأي أو فكر المقدم، فإن البرنامج يظل مستندًا على المقدم.
وتوقفت محطة بأكملها لأن المقدم الرئيسي فيها لا يمتلك كاريزما التقديم، كما توقف أحد البرامج مؤخرًا بسبب عدم التزام المقدم بمواصفات ومهنية التقديم التلفزيوني، ولكن مازال الفضاء مزدحمًا ببعض المقدمين الذين لا يقدمون شيئًا جديدًا، وإن قدموا فكرة جيدة، فإنهم "يحرقونها" بعدم التقديم اللائق الذي يحترم عقلية المشاهد، ومن أمثلة ما نشاهده هذه الأيام في بعض التلفزيونات العربية:
1 - عبادة المقدم لنفسه، ودورانه حولها، دونما اعتبار للموضوع الذي يقدمه ولا لأهمية المشاهدين.
2 - التمثيل الواضح – لدى بعض المقدمات – واستعراض المخرج لملامح من جسدها، دونما مبرر، أو قيامها بتسبيل عينيها عندما يتحدث الضيف، أو قيامها بـ"غمز عينها" للانتقال من فقرة إلى أخرى، وهذه من الأمور غير المهنية وتتعارض مع أخلاقيات العمل التلفزيوني.
3 - كثرة "الردح" والصراخ في بعض البرامج التي تبث على الهواء، ونحن ندرك أن التلفزيون وسيلة إقناع، وله لغته الخاصة عبر الصورة والكلمة، ولا يمكن أن يقتنع المشاهد بأسلوب الردح أو الصراخ، حيث يمكن أن نرى المقدم يستخدم يديه ورجليه ورموشه وحواجبه، بل ويلجأ أحيانًا إلى "اللطم"، كل ذلك من أجل أن يقول للمشاهدين: أنا لدي نهج جديد في التقديم (New Look)، وهذا أسلوب طارد للمشاهدين، بل ويجلب السخرية والتأفف من المقدم وللمحطة أيضًا، ولقد توقفت بعض إحدى المحطات العربية لأنها خالفت النهوج الإعلامية التي نُدَرّسها في الجامعة.
4 - تدني ثقافة المقدم، وظهوره في موقف الضعف عندما يأتي بضيف له خبرة في الثقافة أو الفن أو العلوم الاجتماعية، حيث نجد المقدم يرتجف، ويريد إنهاء البرنامج بأقصى سرعة، كما نجده يتقيد بأسئلة المعد، ويقرأها قراءة مدرسية، دونما تجاوب أو اندماج في الموضوع الذي يطرحه مع الضيف. وهذه النوعية من المقدمين والمقدمات لا يضيفون شيئًا في هذا الفضاء المزدحم، وهم في الأغلب يعتمدون على التلقين من المعد عبر سماعة الأذن، حيث نلاحظ الارتباك الواضح على وجوههم أثناء البرنامج، وللأسف مازال لدينا من هذه النوعية ومن أكثر من خمس سنوات!
5 - ضعف اللغة العربية لدى كثيرين من مقدمي البرامج، وهذا يخالف أساسيات البث، بل لقد تحولت محطات بأكملها إلى محطات ناطقة بـاللهجة المحلية، في مخالفة للقوانين المحلية التي تؤكد ضرورة استخدام اللغة العربية الفصحى كلغة للإعلام والتعليم، ونلاحظ الارتباك عند هؤلاء عندما يأتي بيان من جهة رسمية بلغة عربية فصحى!. ولقد تسرع الكثير من الشباب في الظهور على الشاشة دون تدريب، وظلوا "محلك سر" حتى اليوم.
6 - إن الانتقائية، وعدم وجود لجان لقراءة النصوص أو مشاريع البرامج في بعض المحطات العربية، يساهم في "تمرير" بعض البرامج "المزاجية" غير الهادفة، أو إنها تأتي مجاملة لشخص ما "مرضيّ عنه"!؟ أو تلك البرامج "المنسوخة" عن برامج أجنبية لا تناسب الذوق العربي الإسلامي، ولا تتفق مع أخلاقيات شعوب المنطقة العربية.
7 - تسابق بعض المحطات العربية – لكسب الإعلان – في تقديم بعض "النجوم"، خصوصًا المطربين والمطربات والممثلين والممثلات لتقديم البرامج. وهذا أمر يحتاج إلى وقفة، فقد يكون المطرب أو الممثل أو المطربة أو الممثلة جيدين في الغناء على المسرح، ولكنهم لا يتقنون أساسيات التقديم. ولقد ظهرت برامج – لمرة واحدة – وفشلت لأن المقدم أو المقدمة لم يكن على المستوى اللائق للتقديم.
8 - التقديم التلفزيوني يعتمد على حسن استواء وجه المقدم، وعدم وجود تشوهات خَلقية في صوته أو صورته، ولكننا نلاحظ وجود بعض الوجوه التي "فُرضت" لأزمان طويلة على الشاشة، لم يكن الله قد خلقها لتظهر على الشاشة، وإن أبدعت في مجالات أخرى!؟ توجد وجوه فيها "تضاريس" حادة أو متداخلة، أو أن الزمن قد رسمَ آثاره عليها، ولكننا نشاهدها على الشاشة منذ أكثر من 25 عامًا!؟
موهبة التقديم
وبعد فإن التقديم التلفزيوني مهمة ليست بالسهلة، وتحتاج إلى موهبة فطرية تؤسّس بالاطلاع والتدريب، بل وتحتاج إلى توجيه من قبل أصحاب المحطات المتخصصين. لأن المشاهد – والإنسان – عموماً يحكم على الصورة الأولى، أو الانطباع الأول، فإذا ظهر المقدم بصورة غير مقبولة ، فإن المشاهد لن يدير مؤشر التلفزيون على المحطة مرة ثانية.
زيتونتي ماتت.. وبقيت أنا !
الهوينا كان يمشي، هنا فوق رمشي، اقتلوه بهدوءٍ، وأنا أهديه نعشي...... صدق القائل ومِنَ الحُبِ ما قَتل، هذا... اقرأ المزيد
192
| 31 أكتوبر 2025
بيد الوالدين تُرسم ملامح الغد
تُعتبر الأسرة الخلية الأولى في المجتمع وأحد أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل، حيث تُسهم في تكوين... اقرأ المزيد
192
| 31 أكتوبر 2025
الخطأ في تشخيص حالات التوحد (ASD)
ظهرت للأسف من قبل أخصائيين غير مدربين على كفاءة وضمير مهني التجارة بمسمى العلاج وعدم الإدراك والفهم والوعي... اقرأ المزيد
120
| 31 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6651
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2724
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2250
| 30 أكتوبر 2025