رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الأزمة الأخلاقية أصبحت وباء ملازما يعاني منها الكثير من المجتمعات، وما هذه العاصفة التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية من الحروب والانقلابات والصراعات إلا نتيجة تلك الأزمة، وما زلنا نتحمل آثارها، وفقدنا الأمن والأمان، وانصهرت المفاهيم والقيم الأخلاقية في أتون المادة والبحث عنها، وليس أدل على ذلك من القرية الآمنة التي ذكرت في القرآن. والتي قال عنها. سبحانه (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
..... ولا شك أن الأخلاق وسيادتها هما محورا الثقافة والحضارة لأي مجتمع، فبقدر ما تعلو قيم المجتمع وأخلاقياته بقدر ما تعلو حضارتها وثقافتها، فكم من أمة كافرة سادت وعلت بتوازنها الأخلاقي، وكم من أمة مسلمة ضاعت وقهرت وذلت بفقدانها أخلاقياتها، والواقع المجتمعي العربي خير شاهد .
...... في كلمتها التي ألقتها في حفل تخريج دفعة 2017 من خريجي جامعات المدينة التعليمية الذي أقامته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أطلقت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة المؤسسة جائزة تحمل اسم "أخلاقنا" ستمنح لمن هم على خلق عظيم من الشباب، لتنضم إلى قافلة الجوائز التقديرية والتشجيعية التي تمنحها الدولة للمتميزين سنويا ،في مختلف المجالات على المستويين الداخلي والخارجي.
...... توجه طيب نحو ضرورة التقويم الأخلاقي للشباب، وتعزيز مفاهيم السمة الأخلاقية، في سلوكيات الشباب وخلق التنافس الأخلاقي في الشخصية الشبابية، وتشكر سموها ،على تلك المبادرة ،في زمن يتطلب المتابعة والمراقبة والتوجيه والتقويم ،من الأسرة والمدرسة ، مع التغيير السكاني وانتشار الثقافات والسلوكيات والأخلاقيات المتنوعة ومدى تأثير ذلك على شخصية الكثير من الشباب باختلاف الجنسين ، بالإضافة إلى التأثير الإعلامي باختلاف وسائله ، نتيجة فقدان تطبيق المنظومة الأخلاقية الدينية، على أسلوب الحياة التي يعيشها الشباب، في البيت في العمل في الشارع في المدرسة، بالإضافة إلى افتقاد القدوة المتزنة والقدوة الوظيفية التي يقتدي بهما.
..... جائزة استثنائية تحمل سمات كبيرة. متى ما تم إرساء معاييرها، والإعلان عنها، وكيفية قياسها، وتطبيقها في الواقع، أزاحت الستار عن المفهوم العام للجوائز المألوفة التي تمنحها الدول للمتفوقين والفائزين والأوائل في شتى المجالات العلمية والبحثية والأدبية والاقتصادية والفنية والطبية وغيرها ، لتخاطب الأخلاق الإنسانية ، وتعزز دورها من أجل مجتمع فضيل قائم على المفاهيم الأخلاقية والسلوكية ، كما ينبغي أن يكون عليه وفق ما يحثنا عليه ديننا، ووفق المكارم والمعايير الأخلاقية التي من أجلها بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
.... إن الشباب الآن يعيشون في متناقضات الحياة ما بين امتداد مادي تحكمه التطورات الهائلة في الوسائل التكنولوجية وما قد تبثه من مضامين إباحية، وأفكار منحرفة، وسلوكيات سلبية، مِما يضاعف من التحديات التي تواجه الشباب ، وما بين غياب القدوة والتوجيه والمراقبة في البيت والمدرسة والعمل، وما بينهما تضيع القيم والمثل الأخلاقية والدينية، لذلك لا نستبعد سيادة الظلم، وغياب العدالة ،وفقدان النزاهة ، وضياع الأمانة الوظيفية كما لا نستبعد تفشي النفاق والعصبية القبلية ،والفساد الأخلاقي والسلوكي وتحقير الآخر، والإسراف والتبذير، وغيرها من السلوكيات السلبية، التي تدخل جميعها في النطاق الأخلاقي الإنساني.
... وما تلك الجائزة في مضمونها إلا لتعزيز الأخلاق، ودعم القيم الإسلامية، ومعها نأمل أن تعود التربية ومسماها إلى التعليم في مدارسنا، لتعود القيم والتربية الأخلاقية إلى قوتها وهيبتها ، وزرعها في نفوس أبنائنا ، ومحاسبة من يتجاوزها، ولا يغيب عنا ما يحدث في مدارسنا اليوم من ظواهر سلبية تتنافى مع قيمنا الدينية وأخلاقياتنا، "كالإيمو" " والبويات " " والتنمر " ،" والإعجاب " " والسويكة " والاستهانة بالمعلم، والعبث بالممتلكات المدرسية وغيرها من السلوكيات التي تعاني منها أغلب الجامعات والمدارس وخاصة الثانوية. وجميعها نتاج ثقافة العنف والكبت والتفكك الأسري، والوسائل التواصلية الهادفة لهدم الفكر والخلق وغيرها من العوامل المؤثرة على سلوكيات الشباب وأخلاقهم، بالإضافة إلى ضعف تطبيق الوازع الديني.
..... لذلك لابد أن تكون الصحافة والإعلام والوسائط المجتمعية شريكا لتدعيم المنظومة الأخلاقية المجتمعية، وترسيخ القيم الإسلامية السامية والنبيلة في المجتمع، في نشر ما هو صالح وموثوق ودقيق وخير والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التفرقة والفساد والعنصرية والعنف والفتن، تدعيما للجائزة " أخلاقنا " فالدعوة إلى الأخلاق النبيلة تحتاج إلى شراكة، كما تحتاج إلى وجود القدوة، وإلى الارتباط بالخالق الذي هو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد .
هل تجرأت وقلت «الله»!
هل تجرأت وقلت «الله».. والإيمان! بهذا التساؤل التهكُمي يختم الإعلامي والناقد الأمريكي الساخر جيم بروير فيديو ينتقد فيه... اقرأ المزيد
42
| 31 ديسمبر 2025
وإنه لنصر لأبي عبيدة أو استشهاد
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا... اقرأ المزيد
51
| 31 ديسمبر 2025
على عتبة عام جديد.. أمل يتجدد
يفصلنا يوم واحد عن نهاية عام وبداية عام جديد، يوم في الوعي الإنساني كلحظة فاصلة، تشبه الوقوف عند... اقرأ المزيد
36
| 31 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2019
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025