رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
على الرغم من أني قد اعتدت على تبني "التخطيط" كمبدأ أساسي لأغلب التحديات التي نسعى إليها في حياتنا فحرصت وفي كثير من المناسبات على الترويج له، إلا أني وفي حقيقة الأمر أميل إلى ترك فسحة كافية لصفحة الغيب التي تحمل بين طياتها ما لا نعرف أو نتوقع وذلك؛ كي نتقبله حين يُقبل علينا دون أن نُعاني أو نتألم منه وبسببه بعد أن ينتهي من وصلته، خاصة وأن النهايات التي تلحق بأي تخطيط سبق له وإن كان منا لا تكون كما نريد، ولكن كما يشاء الله لها ويريد؛ لذا يكفي بأن نُخطط، نُنفذ، ثم نترك كل شيء للعلي القدير؛ كي يقدر ما يشاء وكما يشاء، فيأخذ ومن بعد كل واحد منا نصيبه الذي سيُقدر له، فيفرح من سيفرح، ويبكي من سيبكي بقدر ما يريد لنفسه. إن التفكير بما يمكننا بلوغه يعتمد علينا فقط، فالسعادة بحد ذاتها هدف يمكن بأن نبلغه متى أردنا ذلك، ويمكن بأن نبتعد عنه متى أردنا ذلك أيضاً، وفي طبيعة الحال فإن من يتمتع بذرة من العقل لن يقبل إلا بالسعادة ولن يُقبل على أي شيء سواها، فهي تلك التي تجعل الحياة مكاناً أفضل وأجمل بكثير.
إن التحدث عن السعادة يجعلنا نشعر بروعتها؛ لذا نميل إلى البحث عنها كل الوقت، ولأن الأسباب التي تأخذنا إليها تختلف بحسب المصدر الذي يبثها، فلاشك أننا سنسير في اتجاهات مختلفة جداً ستصل بنا وفي نهاية المطاف حيث تلك النقطة التي دار من حولها كل ما قد سبق وأعني "السعادة"، التي نحرص ومن خلال صفحتنا الأسبوعية على إيجادها، ومن ثم غرسها في أعماقكم، ولعل أجمل ما يمكنه تحقيق ذلك هو تسليط الضوء على "موضوع الصداقة"، الذي سبق لنا وأن تطرقنا إليه من قبل، وسنفعل هذه المرة أيضاً؛ لعظيم ما نخرج به منه ذاك الموضوع ومنها تلك الصداقة التي تمدنا بالسعادة وتعمل كمضاد جيد وفعال لحالات الاكتئاب التي ومن الممكن بأن تُصيب الإنسان متى تحولت حياته لصفحة خاوية لا صديق فيها أو رفيق، يمتص كل أو بعض الظروف التي تسقط على رأسه وتحتاج لمظلة تحميه من ذلك.
لن نختلف أبداً على حقيقة أن الصديق يشغل حيزاً منا لا يمكن أن ينشغل بأي شيء آخر، فهو كالملجأ الذي نفر إليه من كل تلك الضغوط التي تحيط بنا، ونقرر تركها خلفنا؛ لنعيش تفاصيل كل الذكريات الجميلة التي سبق لها أن جمعتنا معاً، أو نُفرغ كل ما في قلوبنا ونستفرغه؛ كي نشحنها ومن بعد بنصائح مفيدة سنشعر معها بتحسنٍ يسمح لنا بالعودة إلى حياتنا ونحن أكثر إقبالاً عليها، وأكثر قدرة على العطاء ودون توقف. الآن ومن بعد ما قد ذكرته فلابد أن نتفق على حقيقة أخرى وهي أن الصداقات وإن اختلفت الطرق المؤدية إليها إلا أننا سنخرج منها بذات الأثر، الذي أعرفه تمام المعرفة وأدركه بشكلٍ جيد بفضل كل الصداقات التي كونتها، ولم أجد فرقا كبيراً بين ما حرصت على الفوز به منها، أو ما قد كان لي دون أن أطالب به من الأصل.
وأخيراً
العلاقات الإنسانية العظيمة التي تربطنا ببعضنا البعض لا تحتاج لشروط تحدد مسارها، ولكن لقلوب طيبة متى وجدناها فسيسهل علينا ومن بعد إدراك أجمل جوانب الحياة، التي لا نستطيع التعرف عليها مع كل من يحدد تفاصيل حياته بالمسطرة والقلم، ولا يسمح للآخرين بالاقتراب والتقرب منه؛ لأسباب يدركها هو ولا يجدر بنا التفكير بها ولكن بكل ما يجعلنا وسيجعلنا سعداء بقدر ما نريد.
من همسات الزاوية
داعب ماضيك الجميل بكل ما فيه، وراقص حاضرك الأجمل أيضاً، حتى تُشجع قلبك على إخراج أجمل اللحظات وأفضلها؛ بحثاً عن صديق تشعر بأنه مصدر سعادتك، ثم تنازل عن تلك الأسباب التي تشغلك عنه، ولتنزل عند رغبة قلبك، الذي يريد الاتصال به، ويرغب بأن يتواجد معه في هذه اللحظة، التي وإن بدأت فيها بالبحث عنه فلاشك أنك ستجده وهو ينتظرك ويشتاق لك ولكل ما يمكن أن يجمعكما معاً، فتعيش الماضي بحُلة الحاضر. والآن يكفي أن تنتهي همسة اليوم بـ (حسناً سأفعل ذلك)، وحتى تفعل فلا شيء نريده لك سوى أن تجد السعادة التي تحدثنا عنها في هذا اليوم.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن التقاضي في مجال التجارة والاستثمارات وذلك بإصدار القانون رقم 21 لسنة 2021 المتعلق بإنشاء محكمة الاستثمار مختصة للنظر في الدعاوى المتعلقة بالاستثمار والأعمال التجارية لتبت فيها وفق إجراءات وتنظيم يتناسب مع طبيعة هذه النوعية من القضايا. وتعكس هذه الخطوة القانونية الهامة حرص المشرع القطري على تطوير المناخ التشريعي في مجال المال والأعمال، وتيسير الإجراءات في القضايا التجارية التي تتطلب في العادة سرعة البت بها مع وجود قضاة متخصصين ملمين بطبيعتها، وهذه المميزات يصعب للقضاء العادي توفيرها بالنظر لإكراهات عديدة مثل الكم الهائل للقضايا المعروضة على المحاكم وعدم وجود قضاة وكادر إداري متخصص في هذا النوع من الدعاوى. وجاء القانون الجديد مكونا من 35 مادة نظمت المقتضيات القانونية للتقاضي أمام محكمة الاستثمار والتجارة، ويساعد على سرعة الفصل في القضايا التجارية وضمان حقوق أطراف الدعوى كما بينت لنا المادة 19 من نفس القانون، أنه يجب على المدعى عليه خلال ثلاثـين يوماً من تـاريخ إعلانه، أن يقدم رده إلكترونياً وأن يرفق به جميع المستندات المؤيدة له مع ترجمة لها باللغة العربية إن كانـت بلغة أجنبية، من أسماء وبيانات الشهود ومضمون شهاداتهم، وعناوينهم إذا كان لذلك مقتضى، ويجب أن يشتمل الرد على جميع أوجه الدفاع والدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المقابلة والعارضة والتدخل والإدخال، بحسب الأحوال. وعلى مكتب إدارة الدعوى إعلان المدعي أو من يمثله إلكترونياً برد المدعى عليه خلال ثـلاثـة أيام ولكن المادة 20 توضح لنا أنه للمدعي أن يُعقب على ما قدّمه المدعى عليه من رد وذلك خلال (خمسة عشر يوماً) من تاريخ إعلان المدعي برد المدعى عليه إلكترونياً. ويكون للمدعى عليه حق التعقيب على تعقيب المدعي (خلال عشرة أيام على الأكثر) من تـاريخ إعلانه إلكترونياً وبعدها يُحال ملف الدعوى إلكترونياً للدائرة المختصة في أول يوم . لانتهاء الإجراءات المنصوص عليها في المواد (17)، (19)، (20) من هذا القانون، وعلى الدائرة إذا قررت إصدار حكم تمهيدي في الدعوى أن تقوم بذلك خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ الإحالة، ليتضح لنا اهتمام المشرع بضمان تحقيق العدالة الناجزة. وتتألف هذه المحكمة من دوائر ابتدائية واستئنافية، وهيئ لها مقر مستقل ورئيس ذو خبرة في مجال الاستثمار والتجارة كما هيئ لها موازنة خاصة وهيكل إداري منظم، وسينعقد الاختصاص الولائي لها حسب المادة 7 في نزاعات محددة على سبيل الحصر تدور كلها في فلك القطاع التجاري والاستثماري. وإيمانا منه بطابع السرعة الذي تتطلبه النزاعات التجارية كما حدد هذا القانون مددا قصيرة للطعون، إذ بخلاف المدد الزمنية للطعن بالاستئناف في القضايا العادية أصبح ميعاد الاستئناف أمام هذه المحكمة (15 يوما) من تاريخ الإعلان، و7 أيام بالنسبة للمسائل المستعجلة والتظلم من الأوامر على العرائض والأوامر الوقتية، (و30 يوما بالنسبة للطعن بالتمييز). ومن أهم الميزات التي جاء بها أيضا قانون إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة ما سمته المادة 13 «النظام الإلكتروني» والذي بموجبه سيكون أي إجراء يتخذ في الدعوى يتم إلكترونيا سواء تعلق بتقييد الدعوى أو إيداع طلب أو سداد رسوم أو إعلان أو غيره، وذلك تعزيزا للرقمنة في المجال القضائي التجاري، وتحقيقا للغاية المنشودة من إحداث قضاء متخصص يستجيب لرؤية قطر المستقبلية. ونؤكد ختاما أن فكرة إنشاء محكمة خاصة بالمنازعات الاستثمارية والتجارية في دولة قطر يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني منها العوامل التي جعلت دولة قطر وجهة استثمارية مميزة على مستوى المنطقة والعالم وجعلها تتمتع ببيئة تشريعية قوية متقدمة تدعم الاستثمارات وتحمي حقوق المستثمرين. وتساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، وتعزز من مكانتها الدولية في المجال الاقتصادي لكن هذا المولود القضائي يجب أن يستفيد من التجارب المقارنة في المحاكم التجارية بالبلدان الأخرى لتفادي الإشكالات والصعوبات التي قد تطرح مستقبلاً ليكون رمزاً للعدالة الناجزة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
1710
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية والعربية للسياحة العائلية بشكل خاص، فضلاً عن كونها من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل ما تشهده من تطور متسارع في البنية التحتية وجودة الحياة. ومع هذا الحضور المتزايد، بات دور المواطن والمقيم أكبر من أي وقت مضى في تمثيل هذه الأرض الغالية خير تمثيل، فالسكان هم المرآة الأولى التي يرى من خلالها الزائر انعكاس هوية البلد وثقافته وقيمه. الزائر الذي يصل إلى الدوحة سواء كان خليجياً أو عربياً أو أجنبياً، هو لا يعرف أسماءنا ولا تفاصيل عوائلنا ولا قبائلنا، بل يعرف شيئاً واحداً فقط: أننا قطريون. وكل من يرتدي الزي القطري في نظره اسمه «القطري”، ذلك الشخص الذي يختزل صورة الوطن بأكمله في لحظة تعامل، أو ابتسامة عابرة، أو موقف بسيط يحدث في المطار أو السوق أو الطريق. ولهذا فإن كل تصرّف صغير يصدر منا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، يُسجَّل في ذاكرة الزائر على أنه «تصرف القطري”. ثم يعود إلى بلده ليقول: رأيت القطري … فعل القطري … وقال القطري. هكذا تُبنى السمعة، وهكذا تُنقل الانطباعات، وهكذا يترسّخ في أذهان الآخرين من هو القطري ومن هي قطر. ولا يقتصر هذا الدور على المواطنين فقط، بل يشمل أيضاً الإخوة المقيمين الذين يشاركوننا هذا الوطن، وخاصة من يرتدون لباسنا التقليدي ويعيشون تفاصيل حياتنا اليومية. فهؤلاء يشاركوننا المسؤولية، ويُسهمون مثلنا في تعزيز صورة الدولة أمام ضيوفها. ويزداد هذا الدور أهمية مع الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة عبر تطوير الفعاليات النوعية، وتجويد الخدمات، وتسهيل تجربة الزائر في كل خطوة. فبفضل هذه الجهود بلغ عدد الزوار من دول الخليج الشقيقة في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 900 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية قطر العائلية ونجاح سياستها السياحية، وهو أمر يلمسه الجميع في كل زاوية من زوايا الدوحة هذه الأيام. وهنا يتكامل الدور: فالدولة تفتح الأبواب، ونحن نُكمل الصورة بقلوبنا وأخلاقنا وتعاملنا. الحفاظ على الصورة المشرّفة لقطر مسؤولية مشتركة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية. فحسن التعامل، والابتسامة، والاحترام، والإيثار، كلها مواقف بسيطة لكنها تترك أثراً عميقاً. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنُظهر للعالم أجمل ما في مجتمعنا من قيم وكرم وذوق ونخوة واحترام. كل قطري هو سفير وطنه، وكل مقيم بحبه لقطر هو امتداد لهذه الرسالة. وبقدر ما نعطي، بقدر ما تزدهر صورة قطر في أعين ضيوفها، وتظل دائماً وجهة مضيئة تستحق الزيارة والاحترام.
1566
| 25 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1281
| 25 نوفمبر 2025