رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
• في هدأة رمضان، وسبحاته، وسكينته، وصفائه يمكن أن نقتنص لحظات فيها نفكر كما لم نفكر قط في حالنا، نهجنا، وخاصة إنسانياتنا التي غمرها السواد، مثلاً قد نتغير في رمضان للأحسن بفعل نفحاته، ربما تركنا التسرع، والغضب، والعجلة القاتلة، ربما أعدنا الشريط بتؤده، عندما كان يأتينا من يقول إن فلانا اغتابك، أو قال فيك ما ليس فيك، أو جرحك بما نعلم أنك منه براء! كيف كان ردنا؟! على طول نفتح (كلاشينكوف) بسباب، وقذف، وصنوف من الأوحال، وكذا فضح لما لدينا من مؤتمنات وأسرار، كلها نخرجها ونصبها فوق رأس مغتابنا لنقتله بكل كلمة تذري به، وفوق ذلك لا ننسى (المنة) وتذكيره بكل معروف قدمناه له فقابله بالخسة، والنكران، والجحود!! ولا تهدأ طلقاتنا القاتلة إلا بعد إفراغ خزينة (الكلاشينكوف) سريع الطلقات من آخر قذائفه، بعدها نتنفس بارتياح وقد أشفينا شيئا من غليل صدورنا، بعد إحساسنا بوقع ألم الظلم الذي اجترأ به على الله من بهتنا أو آذانا، يحدث هذا كثيرا بفعل وقع الألم، وقليلون من يصلهم اتيابهم فلا يعاتبون، ولا يشهرون مسدساتهم، ولا سكاكينهم، فقط يشكون لله كل من أوجعهم، ومع شكواهم (حسبنا الله ونعم الوكيل) لتغشى صدورهم سكينة وهدوء وبرد، إذ من أكرم من الملك إذا ما حكم، في يوم تشخص فيه الأبصار، وترد الحقوق لأصحابها، وقد خاب من حمل ظلماً؟ أما ما يعلو على ذلك ويستحق الأوسمة، ونرجو أن نصل إليه فهو العفو الجميل، والتخلق النبيل مثلما حدث مع الورع (زين العابدين) الذي ذهب أحدهم ليقول له (شتمك فلان) وبدل أن يغضب (علي بن الحسين) سعى للقاء الشاتم ليقول له (إن كان فينا ما قلت غفر الله لنا، وإن لم يكن غفر الله لك) عبارة لا تكون إلا من قلب سليم يملؤه اليقين العظيم بأن العفو سلام، وراحة، وإحسان، وقبول عذر، وطهارة وجدان من الغل والحقد، اتأمل موقفا يعلم أمة بحالها لأقول وقد اشتعلت الأحقاد، وعظمت الضغائن، وامتد التراشق، وقلت المودات، وكثر الغدر، وتنامى الجحود، واستلت سكاكين النم، والبهتان تضرب الغافلين، أقول يا إيماننا الناقص متى الاكتمال؟ يا ظلام وجداننا الدامس متى النور؟ يا خصالنا المذمومة متى الشفاء؟ يا غرامنا بالتشويه والبهتان متى الإقلاع؟ يا سواد دواخلنا متى البياض؟!
السؤال مر لأن رمضان لم يغير في البعض شيئاً.. عافانا الله وعافاكم.
• قالوا لها سامحيه، قالت، والله لا أسامحه حتى آخذ منه حقي يوم التغابن!! قالوا لها المسامح كريم، قالت: ولكم في الحياة قصاص، وأنا أنتظر حقي منه ولو بعد حين!!
• يا ويله، يا همه، يا غلبه، يا غمه، يا ضيعته من رافقته حقوق العباد حتى قبره، لتظل على كتفه، وحتى تؤخذ منه في يوم يشيب له الولدان، سلم يا رب، يا رب سلم.
• الغريب أن بعضنا يعرف كم أساء، وكم لوث، وكم اغتاب، وكم نهش، وكم بهت، ورغم ذلك ينام قريرا وكأن الكون كله مسامحه!! مطمئن بماذا هذا؟! صحيح بماذا؟
• طبقات فوق الهمس:
• ألحظ كثيرا التصاق الطفل بمربيته، أكثر من أمه، بل إنه قد يمرض، وتعتل صحته إذا ما سافرت بإجازة، فالالتصاق طبيعي فطعام الطفل، وشرابه، ولعبه، ونومه، ومذاكرته كلها بصحبة ماما (المربية)، ربما من أجل ذلك وجب التنويه، بخطورة التواجد الطويل مع الخدم بعدما سمعنا عن انتهاكات يشيب لها الولدان، مطلوب مراقبة الخادمات، ولتعلم كل أم تترك صغارها بحجرات الخدم أنها تعرضهم لكارثة، ذلك عندما يدخل الخدم المواقع الإباحية وبصحبتهم صغار (يطالعون) ومهما تفعل الأم بعد لزرع قيم الحلال والحرام، وثوابت الدين لن تفلح وقد اعتادت عيونهم على رؤية ما يخل بالعقيدة، ويدمرها! مهم جدا مراقبة الخادمات، وعدم ترك الأولاد معهن لساعات طوال إذ ليس بكل بيت (كاميرا) تكشف بلاويهن التي تصل إلى حد التحرش! والله الخطر داهم، وليتنا نسمع عن قانون يحظر استجلاب غير المسلمات علنا نحاصر كوارث تهدد خاصة الأمهات العاملات، وتدق ناقوس خطر كوارث إن تركت استفحلت وضاع مجتمع بكامله، يا أمهات انتبهن القنابل موقوتة وضعناها في بيوتنا بأيدينا.
• إلى السادة المسؤولين بالأوقاف:
- مازال المصعد الخاص بمصلى النساء الموجود بالجامع الكبير المجاور لنادي الفروسية معطلاً، النسوة الكبار والمرضى يعانين من الصعود على السلم، رجاء اجعلوها صدقة رمضان.. وأصلحوا المصعد.
• إلى السادة بوزارة البلدية:
- مازال الخبز الساخن يغبأ، بأكياس نايلون مخالفة للأكياس الصحية دون أدنى اكتراث، جولة صغيرة على المخابز تكشف صدق ما نقول.
• إلى كل أصحاب الخطاب الديني ببرامجنا والمساجد:
- النساء يتشاحن في المساجد، وتعلو أصواتهن بتقاذف شتائم لا تليق بحرمة المكان بسبب برودة المكيف، أو الاصرار على وجود الأطفال ورنين الموبايلات، أو الكراسي التي تكسر انضباط الصف! كلموهن أثابكم الله.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
3324
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2775
| 25 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2388
| 22 سبتمبر 2025