رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم فلامرزي

 كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ

مساحة إعلانية

مقالات

412

إبراهيم فلامرزي

الدَّرسُ الأهلاويُّ في إحياءِ ملاعبِـنا

20 يناير 2014 , 11:14م

لابد من دراسةِ تجربةِ النادي الأهلي التسويقيةِ، وجهودِهِ الناجحةِ في اجتذابِ الجماهيرِ التي قاطعتْ ملاعبَنا بفضلِ الـمستوياتِ الفنيةِ الضعيفةِ، وسياسات بعضِ إدارات أنديتنا الجماهيريةِ. فقد استطاعَ مسؤولو التسويقِ فيه الخروجَ من حالةِ ممارسةِ الدورِ الشكليِّ إلى الانتقال بعمليةِ الحَـشْـدِ الجماهيريِّ من كونها رهينة بأيدي روابطَ مشجعين لا كفاءةَ ولا لونَ ولا طعمَ لها، إلى صيرورتها أداةً لإحداث التغيير المطلوب.

الرائعُ في التجربةِ الأهلاويةِ أنها اتجهتْ إلى اجتذابِ الجالياتِ العربيةِ وغير العربية التي تشاركُ في بناء قطرَ المستقبلِ، عبر أنشطةٍ تجعلُ من ملاعبنا مُلتقًى لها، كما هو الحال مع مباراة الفريقين السودانيين الكبيرين: الهلال والـمريخ، على سبيل المثال. وأنها تخطت الحاجزَ الماديَّ الذي تتذرعُ به بعضُ الأنديةِ عندما تُسألُ عن جهودها في المجالِ التسويقي، فالجماهير تحترمُ مَـنْ يحترمُها، ويتعامل معها بمَـوَدَّةٍ ويُـقَـدِّمُ إليها هدايا ذات قيمةٍ معنويةٍ، ويفتحُ لها أبواب الأندية لتصبحَ مقارَّ للالتقاء والتفاعل.

الأمر الآخر، الذي طالبنا به سابقاً، وقامت إدارة التسويق الأهلاوية به، هو الانطلاق نحو المدارس والتعامل مع الجسم التربوي في بلادنا، الذي يضمُّ الناشئةَ والشبابَ . وهذا يدلُّ على وعيٍ كبير بارتباط الرياضة بالمجتمع، فهي ليست مجرد نشاط بدني وإنما حالةٌ نفسيةٌ نصنعها ونُرَسِّخُها في مجتمعنا.

نتمنى لو استفادت الإدارات التسويقية في أنديتنا الرياضية من التجربة الأهلاوية، ولم تكتفِ بروابط الـمشجعين العقيمة فيها، والتي لا نشهد أثراً فعلياً لها، وإنما هي تَـجَـمُّـعٌ بشريٌّ غير مؤثرٍ ولا فاعلٍ . وبصراحة، أكثرنا ينظر إليها كمصارف تستنزف جزءاً من موازنات الأندية بغير وجه حق.

عندما نقرأ ونتابع ما تقوم به روابط المشجعين في دول أقلِّ إمكانات ماديةٍ منا، فإننا نُصاب بالذهول لأنها تمارس دورها باحتراف ونَـهْـجٍ قائمين على التخطيط، ومُرْتَـكِـزَينِ على الكفاءة والأهلية، وليست واجهاتٍ الغَثُّ فيها أكثر من السمين، كما هو الحال عندنا.

نحن نسابقُ الزمنَ في إعداد الإنسان والمجتمعِ كلِّـهِ لاحتضان مونديال 2022 م ، وللانتقال ببلادنا لعصر الصناعة الرياضية، ولتصبح مركزاً للنشاط الرياضيِّ الدوليِّ والقاريِّ ، ولابدَّ من الثناء على الجهودِ الـمُمَـيَّـزَةِ التي يبذلُها الأكِـفَّاءُ الـمُؤَهَّلونَ من أنديةٍ وجهاتٍ رسميةٍ وأفراد ، والإشارةِ إلى مواضعِ الخللِ في أداء آخرين لم يتمكنوا بعدُ من الخروج من قوقعةِ مفاهيمهم القاصرة لدورِهم في صُنْـعِ الغدِ.

كلمةٌ أخيرةٌ:

ليتَ الآخرين يشعرون بالتغيير الذي أحدثَـتْـهُ سياسات الأهلي التسويقية في ملاعبنا، فيتحركون كما ينبغي لهم.

مساحة إعلانية