رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حققت الانتفاضة الشعبية التونسية جزءاً كبيراً من أهدافها , برحيل بن علي, عن أرض تونس الخضراء.نقول : جزءا كبيرا من الأهداف وليس كلها،ذلك أن ما يجري من خطوات سياسية من تسلم رئيس البرلمان للرئاسة المؤقتة , وتشكيل رئيس الحكومة السابق للوزارة الجديدة التي تحتوي رموزا كثيرة من رجالات العهد البائد , قد يجري استغلاله للانقضاض من قبل الحزب الحاكم(السابق) , على السلطة مرةً أخرى،ويعود الوضع إلى الشبيه بمثل ما كان عليه،تماماً مثلما جرى مع(انتفاضة الخبز) في تونس عام 1984, وقد كان بن علي أيامها وزيراً للداخلية،استطاع آنذاك تقديم نفسه, بالمنقذ من حكم الرئيس الأسبق بورقيبه ,قمع بن علي الانتفاضة أيامها،وعادت الأمور إلى الأسوأ مما كانت عليه.نأمل هذه المرة من القوى الوطنية التونسية الحقيقية المعارضة, السير بالمشوار حتى نهايته الظافرة والمؤزرّة.
لقد دفع الشعب التونسي في انتفاضته الباسلة, العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى, في سبيل الثورة,على الظلم والتعسف والفقر والبطالة والدكتاتورية وقمع الحريات والفساد واغتناء القلّة من المرتبطين بالنظام , على حساب القاعدة الشعبية العريضة, التي ازدادت فقراً ومعاناةً،وسط ظروف ازدادت فيها مديونية الدولة،وازدادت مصالح الفئة القليلة, حاجة, للارتباط بالرأسمالية العابرة للقارات, والشركات الاحتكارية العالمية.انتفاضة امتدت شهراً ولم تتوقف , أشعل فتيلها الشاب محمد البوعزيزي, الذي لم يكن يدرك حين أضرم النار في نفسه احتجاجاً على البطالة والظلم،أنه سيشعل انتفاضة شعبه،التي لم تخفت يوماً,سوى عند رحيل الرئيس،وقد دارت طائرته بالجو ساعات وساعات, قبل أن يجد ملجأً يلوذ إليه،بعد أن لفظه حلفاؤه أصدقاء الأمس, ولم تقبل فرنسا باستضافته،وأعلنت واشنطن من خلال ناطق رسمي:أن من حق الشعب التونسي اختيار حكامه.
بن علي مضى على طريق شاه إيران وتشاوتشيسكو وماركوس والعديد العديد من دكتاتوريي العالم.
لقد تصور كثيرون على صعيد المنطقة والعالم:بأن الأمة العربية خانعة, وهي ميتة, وآخرون اعتقدوا ولا يزالون : أن العرب لا يُحكمون سوى من خلال القوة والعصا....إلخ، إلى الحد الذي عنونت فيه إحدى الصحف الفرنسية أخبار تونس من خلال القول(بأن الثورة في بلد عربي ... ممكنة أيضاً).الانتفاضة التونسية أعادت للأمة العربية من المحيط إلى الخليج،أَلَقَها وعنفوانها وقوتها, ليتبين أن الأمة العربية بكافة شعوبها, أمة حرّة،أبيّة،لا تصبر على ضيم،وإن بدا أنها مستكينة, فهذا سراب ووهم،وهو صبر مؤقت،أمة تختزن في حناياها, العزّة والكرامة،وهي في الوقت الذي تتحرك فيه, لن يقف في طريقها ظالم ولا حاكم دكتاتور,يدوس حقوق شعبه صباح كل يوم.
كثيرون من دكتاتوريي العالم النامي(ولا نقول الثالث) ويضمهم العالم العربي, لا يتعظون بما جرى للكثيرين من الحكّام الظلمة،ولا يدركون حقيقة المتغيرات العالمية،والتقدم التكنولوجي وحقائق العصر،فتراهم يحاولون تغطية وجه الشمس بغربال،ويتصورون بأن رقابة الصحف ومنع المسيرات السلمية،وقمع كل أنواع الاحتجاجات الجماهيرية،ويعتقدون بارهاب الجماهير البوليسي, والاعتقال والسجن.
يعتقدون بأن كل هذه الوسائل القمعية ستطيل من عمر هذه الأنظمة حتى في ظل ارتفاع الأسعار لكافة السلع وبالتحديد الحياتية منها،وازدياد نسب الفقر والبطالة،وبخاصة عندما تنقل البطانة إلى الحاكم: بأن الجماهير تُسَبّح بحمده،وعندما تنقل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء, برقيات الولاء إلى الحاكم من فئة قليلة منافقة, رغم العوز والفقر والحاجة،فيعيش الحاكم في عالم جميل رومانسي بعيداً عن الواقع،هكذا اعترف بن علي بخداع بطانته ومستشاريه،خداعهم الدائم له،ولكن جاء اعترافه بعد فوات الأوان،إذ كان بمثابة الزوج المخدوع.
في زمن التكنولوجيا, من الاستحالة بمكان أن تقوم الحكومات بحجب بعض الأخبار والحقائق التي قد تسئ لأنظمة الحكم فيها على الصعيدين:الداخلي والخارجي،ومن الصعب حجب الكتب وما تطرحه من حقائق, بمنع نشرها في هذا البلد أو ذاك،فمن الممكن طباعتها في الخارج ونقل صفحاتها من خلال الشبكة العنكبوتية،فيضطلع عليها الشعب في البلد المعني.نسوق هذا على سبيل المثال لا الحصر،ففي الكثير من دول العالم النامي وبضمنها دول عربية بالطبع،لا تزال عقلية القائمين على الحكم تراوح في أمكنتها, وتعتقد وكأنها تعيش في قرون ماضية خارج إطار الزمن والتاريخ.
الدكتاتورية لا تصنع نصراً،حتى وإن تمكنت , فهو انتصار مؤقت.الدكتاتورية لا تصنع إنجازات إلاّ في عقول معتنقيها.الحرية والديموقراطية هما التي تصنعان الإنجازات , وهما الكفيلتان بحل كل المعضلات التي يعانيها الشعب والدولة،وهما اللتان تكمنان خلف التطور والتقدم للبلد،ولنأخذ الهند على سبيل المثال لا الحصر، فبقوانينها تنتقل السلطة بشكل سلمي وفقاً للإرادة الجماهيرية في صناديق الاقتراع.الهند من أكثر البلدان النامية تطوراً،وهي الأولى في العالم على صعيد علم الكمبيوتر،وتصنيعها يتراوح بين إبرة الخياطة والقنبلة النووية والصواريخ والأقمار الصناعية.
أيضاً البرازيل،في ظل الديموقراطية استطاعت إنجاز الكثير.
عظمة الانتفاضة التونسية, أنها كسرت التابوهات المحرمة, ليس على صعيد تونس فحسب،وإنما على صعيد الدول النامية،وعلى صعيد الأمة العربية،فقد أوضحت كيف يكون الطريق في سبيل الحرية والكرامة.في تونس الفعل هو الذي كان في البداية.
ما كان لم ينقذ غزة
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 71 ألفا و266 شهيدا... اقرأ المزيد
105
| 29 ديسمبر 2025
معجم الدوحة التاريخي
يعدّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية الذي انطلق عام 2013، أحد أكبر المشاريع اللغوية والعالمية، إذ يوثّق تاريخ... اقرأ المزيد
75
| 29 ديسمبر 2025
يمرّ العام من دون أن ألوح له بيدي
يقترب العام من نهايته، لا بوصفه تاريخًا على الحائط، ولا رقمًا يتبدّل في أعلى الصفحة، بل ككائنٍ خفيفٍ... اقرأ المزيد
96
| 29 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1983
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1380
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1143
| 22 ديسمبر 2025