رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بدور المطيري

• كاتبة وصحفية كويتية

مساحة إعلانية

مقالات

93

بدور المطيري

كلنا نضحك.. ولكن من منا سعيد؟

19 نوفمبر 2025 , 04:00ص

كنت أظن بكل سذاجات البدايات أن الضحك دليل على أننا بخير، فالناس لا يضحكون الا اذا فرحت قلوبهم، حتى جاء هذا الموقف.

كانت الأكثر مرحا بين الصديقات، ما إن تجلس حتى يتحول المكان الى نوبات من الضحك والفكاهة، وفي مرة استأذنت لدقائق، وبالصدفة كنت بقربها سقط منها شيء التقطته بسرعة، كانت حبوبا مضادة للاكتئاب، نظرت اليَّ بفزع، فأدرت ظهري كأنني لم أر، ولكن بداخلي تغير شيء.

لم أعد أصدق الضحكات وبدأت أحاول أن اشعر بها، غيرت سؤالي للمقربين من «شلونك؟» الى «هل أنت سعيد؟» وبدأ السؤال يلح بداخلي، ما معنى السعادة؟ ثلاث سنوات وأنا أطارد هذا السؤال، في وجوه الناس، في الكتب وفي التفاصيل الصغيرة التي تكشف أكثر مما تخفي، سألت نفسي: هل السعادة حالة مؤقتة تنتهي عندما نحصل على ما نريد؟ أم هي قناع اجتماعي نتقنه حتى لا يقلق من حولنا؟ أم هي مجرد وهم. سراب نركض خلفه دون أن نلمسه؟

وحين كنت أظن أن الإجابة تحتاج الى حكيم أو فيلسوف، وجدتها عند رجل مشرد يجلس على الرصيف ويغني اقتربت منه وسألته: هل أنت سعيد؟ فابتسم وقال: السماء صافية وأنا أتنفس فكيف لا أكون سعيدا، لم يقل أملك بل قال أتنفس وهذا يكفي لمن يفهم.

في تلك اللحظة أدركت أن السعادة ليست شيئا نشتريه، ولا انجازا نعلقه، ولا قائمة أمنيات، السعادة هي شعور لحظي ولكن أصله الرضا هو أن تعيش اللحظة بقلب راض، وبدأت أرى البشر كما لم أرهم من قبل.

حيث إن المشكلة ليست في الحياة بل بقالب السعادة الذي فرضه العقل الجمعي وهو وهم المقارنة، في ذلك الميل المؤذي لأن نقيس قلوبنا بما في أيدي الآخرين، أو نحمل أنفسنا ما لم يكتب لنا، ولا أن نحاول اصلاح مسارات ليست لنا أصلا، أو تغيير أقدار ليست جزءا من حكايتنا، فلكل انسان طريقه، وكل منا لديه اختباراته ونعمه وأرزاقه في هذه الحياة.

ثمة حقيقة في هذا أن السعادة شعور مؤقت وليست حالة مثالية ولا لحظة كاملة، انها لحظة الرضا، أن تتصالح مع ما هو لك، أن ترى التفاصيل الصغيرة جدا، وحين يرضى القلب، تتغير الدنيا كلها، تصبح التجربة الصعبة نعمة مؤجلة، وتصير اللحظة الناقصة جزءا من حكمة أكبر، وتغدو الحياة رغم ازدحامها أخف مما نظن، وفي نهاية هذا البحث الطويل علمت أن السعادة ليست محطة ننزل عندها بل هي الطريق نفسه، فهي تنبع من الرضا داخلك، وأن تؤمن أن كل حلو ومر هو مكتوب لك ولن يفوتك شيء لأن الله عادل في عطاءاته بصور مختلفة، من يرض يسعد، ومن يسعد ير النور في أكثر اللحظات ظلاما، هكذا فقط يصبح الطريق الى السعادة أقرب، وأكثر واقعية، وأكثر صدقا مع أنفسنا ومع الحياة كما هي. لا كما نتوقع أن تكون، السعادة ليست حدثًا كبيرًا يغيّر حياتنا، ولا لحظة نادرة تأتي ثم ترحل، السعادة، في حقيقتها، هي الرضا، أن نرى حكمة الله في كل ما يحدث، حتى في الأشياء التي لا نفهمها في وقتها.

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الرقمية ركيزة التحول نحو حكومة المستقبل في قطر

في ظل التسارع التكنولوجي الحالي، والذي يفتح آفاقًا جديدة من بيئات العمل المختلفة، لم تعد القيادة الفاعلة تُقاس... اقرأ المزيد

273

| 19 نوفمبر 2025

alsharq أي بوصلة نحتاجها اليوم؟

قرأت مقولة تقول: «إن من يملك بوصلة، يملك سلامًا». فالبوصلة ليست مجرد أداة للاتجاه نحو الشرق أو الغرب،... اقرأ المزيد

99

| 19 نوفمبر 2025

alsharq كلنا نضحك.. ولكن من منا سعيد؟

كنت أظن بكل سذاجات البدايات أن الضحك دليل على أننا بخير، فالناس لا يضحكون الا اذا فرحت قلوبهم،... اقرأ المزيد

96

| 19 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية