رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لقد كانت بعثة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، نورًا على البشريَّة، وجاءت رسالته تحمل في تعاليمها شتَّى خصال الخير التي تنفع الفرد والمجتمع، فلم تترك شريعة الإسلام أي جزء، ولو بسيطًا، من جوانب النفس إلا واهتمَّت به وهذَّبته حتى يُخرج الإنسانُ أفضلَ ما عنده فيرتقي بنفسه أولًا وينفع مجتمعه كذلك.. ومن الخصال الحميدة التي حثَّنا عليها الإسلام: إتقان العمل.. هذه العبادة الخالصة التي تكمن في النفوس الراقية المؤمنة التي ترجو محبة الله والفوز بمرضاته.
•استشعار مراقبة الله في عملك:
فالمؤمن يعلم أن الله مُطَّلع على عمله، فيجتهد أن يُريَ اللهَ منه أحسن صنيع، فيكون الجزاء من جنس العمل، فكلما كان العمل خالصًا لوجهه تعالى، على درجة عالية من الإتقان والجودة، كان الجزاء كذلك من الله أوفى وأجزل، والله عنده حسن الثواب.
ولقد أخبرنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن إتقان العمل من أسباب محبة الخالق سبحانه عباده؛ فعن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمِل أحدكم عملًا أن يتقنه» (رواه الطبراني وصحَّحه الألباني).
•أثر الإتقان في العمل على الفرد:
الإنسان الذي يسعى إلى الإتقان والإجادة طلبًا لمحبة الله يسعد بلا شك في دنياه وآخرته، والنفس إذا اعتادت خصال الخير كان ذلك سببًا رئيسًا في نجاحها وتقدمها، فحَثُّ الإنسان نفسه على الإتقان في عبادته وعمله وسائر مسؤوليَّاته يجعل الشخص أولًا نشيطًا غير كسول، والنشاط يزيد من قوة الإنسان وعزيمته، فتجده شخصًا إيجابيًّا لا يترك أي فرصة حتى يضع بصمته ويرى له دورًا ومساحة ولو صغيرة في كل عمل خير، فيعكس حب الإتقان الجانب الخفي في نفس المؤمن، فيخرج أجمل ما فيها من النشاط والحماس والإيجابيَّة وحب المشاركة وتقديم يد العون للآخرين، فنجد للإتقان أثرًا عظيمًا في الفرد، من حيث النجاح ودوام التقدُّم والتطوُّر الملحوظ وتحسين مستواه في عمله والترقِّي في درجاته، وكذلك تحسين مستواه الاجتماعي والمادي، وينعكس إتقانه على مَن حوله في المجتمع.
•أثر الإتقان في العمل على المجتمع:
المجتمع الذي يتمتع أبناؤه بصفة الإتقان والتفاني في العمل ومحبة الإجادة والتميُّز مجتمع متقدِّم ناجح متماسك في ازدهار وتطور مستمرين؛ لأنه كلما أتقن الإنسان عبادته وعمله الشخصي انعكس ذلك عليه عمومًا، فيصير متقنًا لعمله ومحبًا إياه، يسعى إلى الوصول إلى أعلى درجات الجودة في مجاله، فيرتقي به مجتمعه، ولا سيَّما إن كان يتمتَّع كل أفراد المجتمع بالروح نفسها التي تحب الإتقان والإجادة.
فيضع هؤلاء الأفراد المتقنون مجتمعهم دائمًا في الصدارة، ويصير في تقدُّم مستمر بإذن الله تعالى.
وينعكس الإتقان على الأمة الإسلاميَّة والعربيَّة في علو شأنها بين الأمم وتقوية عزيمتها وبيان مكانتها وإبراز قدراتها بين الأمم، فيهابها الأعداء ويحسب حسابها القاصي والداني.
فبالإتقان نرتقي ونتقدم وتزداد قوتنا، فنرفع ديننا فوق الجميع وتظل راية الإسلام عالية خفَّاقة لا ينطفئ بريقها ولا يضعف بنيانها.
•أهمية تربية هذا الجيل على إتقان العمل:
لذلك يجب علينا التحلي بالإتقان، بل يجب تعليمه لهذا الجيل بالأخص؛ لأنه اعتاد السرعة من خلال ارتباطه بالتكنولوجيا المتطورة والأجهزة الذكية، ممَّا أثَّر بعض الشيء في اندثار فكرة الإجادة والإتقان؛ لأنها أصبحت مهمة التكنولوجيا اليوم، ولكن لا ينبغي إغفال الجانب المهم، وهو الأشخاص أنفسهم، لا بُدَّ من اعتياد الإتقان في كل شيء منذ الصغر، نربِّي أبناءنا على حب الإتقان ونكافئهم ونحمِّسهم ونشجِّعهم على الإتقان باستمرار؛ فبذلك نُخرج جيلًا واعيًا نشيطًا إيجابيًّا متقدمًا ومتطورًا في كل المجالات.
•دعاء:
أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإتقان في عباداتنا وأعمالنا وسائر مهمات حياتنا، وأن يرزقنا خصال الخير والبركة لأنفسنا وأهلينا وبلادنا ولأمتنا والتي ترتقي بنا إلى نوال محبة الله ومرضاته.. اللهم آمين يا رب العالمين.
إنّ الأمة لا تحتاج إلى أسئلة تُثير الضجيج وتُبعثر الطاقات، وإنما إلى السؤال الراشد؛ سؤال صادق النية، موجَّه... اقرأ المزيد
63
| 16 سبتمبر 2025
مهما ادلهمّت بالإنسان النوائب، وتكالبت عليه أقدار الزمان، يبقى في داخله نبع لا يجف، ورافد لا يغيض، سرّ... اقرأ المزيد
51
| 16 سبتمبر 2025
ليست حادثة الاعتداء الصهيوني السافر والغادر يوم التاسع من سبتمبر على الدوحة بمستغرب، فهذا العدو المارق أسرف ولا... اقرأ المزيد
42
| 16 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ماذا لو اهتزت الدوحة؟ ماذا لو تحوّل الأمان إلى صدمة؟ (تخيل) أن (جهة ما) استهدفت مقرًا سكنيًا لحركة (ما) في قلب العاصمة، بلا سابق إنذار.الضربة لا تهز مبنى وحسب، بل تهز النفوس، والمجتمع، والتعليم، والجامعات… وحتى صورة المستقبل. هنا السؤال الذي يفرض نفسه؟ إذا اهتزت الدوحة.... من يهتز أولاً ؟ اهتزاز المجتمع… بين الصدمة والصلابة: المجتمع بكامله يدخل في اختبار جماعي عند الأزمات. يولد القلق، ويضعف الإحساس بالأمان، لكن في الوقت نفسه تتكشف فرص لصناعة الصلابة المجتمعية. هذه الصلابة تبدأ من وعي المواطن، وتنمو عبر التعليم وتترسخ عبر ثقافة المسؤولية المشتركة بين الدولة والأفراد. اهتزاز الأمن النفسي… الشرخ الخفي: الأمن النفسي هو الركيزة الأولى لأي مجتمع مستقر. فإذا تصدّع هذا الركن، انهارت معه القدرة على التفكير المتوازن، واتسعت دوائر الخوف والارتباك. الأزمات لا تقتل بالجراح المباشرة وحدها، بل بما تزرعه في النفوس من قلق وشعور بالعجز. أما آن الأوان أن يُنظر إلى الأمن النفسي كأولوية وطنية لا تقل عن الأمن العسكري أو الاقتصادي؟ إنه صمام الأمان الذي يحدد قدرة المجتمع على الصمود أمام أي صدمة، وهو الخط الفاصل بين مجتمع ينهار عند أول اهتزاز، ومجتمع يُعيد ترتيب نفسه ليقف أكثر قوة. الأزمات تكشف هشاشة أو قوة المناهج. التعليم لم يعد مجرد رياضيات وعلوم، بل مهارات حياة، كيف يتعامل الطالب مع الخوف؟ كيف يحافظ على اتزانه النفسي وسط الصدمات؟ وكيف يتحول من ضحية محتملة إلى جزء من الحل؟ المطلوب أن تتحول المناهج إلى منصات لتعليم مهارات التكيف والوعي الأمني. الجامعات القطرية مطالبة بتطوير برامج أكاديمية في الأمن وإدارة الكوارث، وإنشاء مراكز بحث تدرس انعكاسات الأزمات على المجتمع والنفس البشرية. لم تعد الجامعة مجرد منارة للعلم، بل أصبحت درع وعي يحمي المجتمع ويُسهم في استقراره. الاستقرار ليس معطى أبديًا، بل بناء يومي يتطلب وعيًا، تعليما، وتأهيلاً نفسيًا وأمنيًا. هذه الصدمة الافتراضية قد تتحول إلى فرصة وطنية لإعادة التأسيس، مناهج أعمق، جامعات أقوى، وأكاديميات أمنية تندمج في صميم العملية التعليمية. لماذا تؤجل دراسة العلوم السياسية حتى تُطرح كتخصص جامعي، وكأنها شأن خاص بالنخبة أو الباحثين. الوعي السياسي في جوهره وعي وطني، يبدأ من المراحل الدراسية الأولى، مثلما يدرس الطالب الجغرافيا أو التاريخ. إدراج مبادئ العلوم السياسية في المناهج المبكرة يمنح الطلبة أدوات لفهم العالم من حولهم، يعزز انتماءهم الوطني، ويُنمّي لديهم القدرة على قراءة الأزمات والتعامل معها بوعي لا بردود فعل عاطفية. إنه استثمار طويل المدى في جيل يعرف كيف يحمي وطنه بالمعرفة، قبل أن يذود عنه بالفعل. فالدرس الأكبر أن الأزمات، مهما كانت قاسية، قد تُعيد صياغة المستقبل على أسس أصلب وأعمق.إن الرسالة ليست مجرد تحذير افتراضي، بل نداء وطني. أما آن الأوان أن نُعيد صياغة حاضرنا لنضمن مستقبلنا؟ وفي قطر، حيث تحفل الساحة بقيادات واعية، قادرة على اتخاذ قرارات جوهرية، يظل الأمل كبيرًا بأن نُحوّل التحديات إلى فرص، وأن نصوغ من زمن التسارع تاريخًا جديدًا يليق بوطن لا يعرف التراجع.
1767
| 11 سبتمبر 2025
انطفاء ألسنة لهب الغارات على مساكن قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، لا يعني أبدا نسيان هذا العدوان الإرهابي الهمجي، فهو سيبقى شاهدا على وصول العربدة الإسرائيلية إلى ذروتها، في ظل أسئلة جادة عن حدود الصبر العربي وصمت المجتمع الدولي؟ لقد شكّل هذا الهجوم الغادر اعتداء سافرا على سيادة دولة قطر، ومحاولة آثمة لنقل أجواء الحرب إلى قلب الخليج، في سابقة خطيرة تعكس استخفافا صارخا بالقانون الدولي، ودوسا على أبسط قواعد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وعدم المساس بأمنها واستقرارها. المفارقة المؤلمة أن الدولة التي طالتها يد العدوان الإسرائيلي هذه المرة، هي نفسها التي حملت على عاتقها طوال الأشهر الماضية عبء الوساطة الشاقة في حرب غزة، فعلى مدار عامين أظهرت الدبلوماسية القطرية قدرة لافتة على فتح قنوات تفاوض بالغة الحساسية، وبذلت جهودا متواصلة في سبيل بلورة حلول توقف نزيف الدم وتفتح الطريق أمام تبادل الأسرى وإمكانية إنهاء الحرب، برغم العراقيل المتعمدة والمتكررة التي وضعها الاحتلال لنسف أي فرصة للسلام. ومن هنا فقد بات واضحا أن الرسالة التي أرادت «حكومة الإبادة» بقيادة بينامين نتنياهو إيصالها من هذا العدوان هو أنها ترغب في اغتيال مسار الوساطة ووأد كل جهد يسعى لإنهاء الحرب التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهي رسالة تكشف أن هذه الحكومة، بتركيبتها المتطرفة، لم تعد ترى في الدم الفلسطيني سوى وقود لبقائها، وأداة للهروب من أزماتها الداخلية المتفاقمة وانقساماتها العميقة. لكن الأخطر أن هذا السلوك يكشف عن نزعة عدوانية متصاعدة للاحتلال ربما تفتح الأبواب على مصاريعها أمام مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. نعم، فحين تصبح عاصمة خليجية آمنة - بغض النظر عن أي ذرائع أو مبررات- هدفا مشروعا في عقل صانع القرار الإسرائيلي، فذلك لا يعني سوى شيء واحد وهو أن المنطقة بكاملها باتت في مرمى حسابات متهورة لا تعترف بسيادة الدول ولا تقيم وزنا للاستقرار أو للقوانين والأعراف الدولية، ما يهدد بجر المنطقة برمتها إلى ويلات لا يمكن التنبؤ بنتائجها الكارثية. لقد عكست حالة التضامن العالمي الواسع مع دولة قطر عقب هذا العدوان المكانة التي باتت تحتلها هذه الدولة الخليجية، والتقدير الذي تحظى به جهودها الدؤوبة لوقف حرب غزة، لكن هذه المواقف على أهميتها اللحظية يجب أن تقترن بخطوات عملية تردع هذا السلوك العدواني المنتهك لسيادة الدول وتمنع تكراره سواء على دولة قطر أو غيرها من دول المنطقة. كما ينبغي أن تشكل هذه الحادثة نقطة تحول حقيقية، تدفع المجتمع الدولي إلى ما هو أبعد من التضامن السياسي والبيانات التقليدية، فالمطلوب اليوم هو تحرك عملي يلزم إسرائيل بوقف عدوانها، والدخول في مفاوضات جدية برعاية الوسطاء، لإنهاء حرب الإبادة في غزة ولجم مساعي حكومتها المتطرفة لتفجير كل المنطقة عوضا عن التجاوب مع المساعي الحميدة لإخماد الحروب والتوترات.
1443
| 12 سبتمبر 2025
ما جرى بالأمس لم يكن حدثًا عابرًا، بل هجوم أيقظ الضمائر وأسقط الأقنعة، الضربة الصهيونية التي استهدفت مقرًا لقيادات المقاومة أثناء اجتماع لبحث مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير، لم تكن مجرد اعتداء عسكري جبان، بل إعلانًا صريحًا بأن هذا الكيان الغاصب قد فقد أوراقه السياسية، ولم يعد يملك سوى منطق العصابة المنفلتة التي لا تعبأ بالقوانين ولا تحترم سيادة الدول ولا تراعي أبسط الأعراف الإنسانية. لقد انكشفت البربرية على حقيقتها، الدولة التي حاولت أن تفرض هيبتها بالحديد والنار، كشفت عن ضعفها وانكسارها أمام العالم، لم يعد في جعبتها إلا لغة الغدر وضربات عشوائية لا تفرّق بين مدني وعسكري، ولا بين أرض محايدة وأرض محتلة، ولا بين عدو ووسيط، تلك العلامات الواضحة لا تعني إلا شيئًا واحدًا: الانهيار من الداخل بعد سقوط صورتها في الخارج. نحن أمام لحظة فارقة، لحظة اختبار للتاريخ: هل سنرتقي إلى مستوى المسؤولية ونحوّل هذا الحدث غير المسبوق إلى بداية لصحوة عربية وإسلامية؟ هل سنشكّل جبهة موحّدة مع شرفاء العالم لنضع حدًا للتواطؤ والتطبيع، ونطرد سفراء الاحتلال من عواصمنا، ونغلق الأبواب التي فُتحت لهم تحت شعارات مضللة لم تجلب سوى الوهم والعار؟ أم سنمضي كأن شيئًا لم يكن؟ إنها فرصة ذهبية لإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل، ليست القضية قضية قطر وحدها، بل قضية كل شبر عربي مهدّد اليوم بانتهاك السيادة، وغدًا بالاحتلال الصريح، لقد أثبتت التجارب أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة الردع، ولا يقرأ إلا معادلات القوة، وكل لحظة تأخير تعني مزيدًا من الاستباحة والاستهانة بحقوقنا وكرامتنا. نحن أمة تمتلك أغلب موارد الطاقة ومفاتيح طرق التجارة العالمية، ومع ذلك تُعامل كأطراف ضعيفة في معادلة الصراع، آن الأوان أن نتحرك لا بخطابات رنانة ولا بيانات جوفاء، بل بمواقف عملية تُعيد الهيبة إلى هذه الأمة. لقد أراد الاحتلال من وراء هذه العملية الغادرة أن يوجّه رسالة مرتبطة بمقترح ترامب، مفادها أن لا صوت يعلو فوق صوته، لكن الرد الحقيقي يجب أن يكون أوضح: السيادة لا تُستباح، والقرار لا يُملى من واشنطن ولا من تل أبيب. الغدر هو آخر أوراقهم… فلنجعل وحدتنا أول أوراقنا.
1377
| 10 سبتمبر 2025