رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أتوقف كل بضعة أسابيع عن استخدام واتساب لأسباب كثيرة من بينها السخف المتمثل في أن سبع حبات فلفل قبل الاستحمام تزيل الشيب، وأنه لو أرسلت دعاء معينا الى 12 شخصا سأصبح مليونيرا، وقد عانيت كثيرا في بداية دخول العرب مجال الانترنت والبريد الالكتروني من رسائل تنضح بلاهة وعباطة، وتخلصت منها بعمل «بلوك» أي حظر الكتروني لمن يبعث بمثل تلك الرسائل، وصار بريدي خاليا من الغثاثات لسنوات طويلة (ما عدا رسائل فاعلي الخير الذين يودون منحي جوائز لفوزي في مسابقات لم أشارك فيها، أو تحويل ملايين الى حسابي البنكي) وفجأة تلقيت رسالة عبر واتساب أثارت غضبي، ثم فوجئت بنفس الرسالة تأتيني من ثلاثة أشخاص مواظبين على مراسلتي، نص الرسالة التي استفزتني يقول: تم سحب جميع منتجات شركة كورن فليكس من الأسواق الأمريكية بعد أن أثبتت الأبحاث أنها تسبب السرطان، وتعكف تلك الشركة حالياً على تسويق منتجاتها بأسرع ما يمكن بين الأطفال العرب. (هل الأطفال فقط يأكلون كورن فليكس أم أنهم – وليس الكبار خطر على واشنطن؟)
أما الجزء الذي أثار غضبي الشديد في الرسالة فعبارة جاءت في آخرها: أمانة في عنقك إلى يوم القيامة أن تنشر فحوى هذه الرسالة! أمانة في عنقي أن أثبت للناس أنني عبيط وأبله؟ أقول للناس أن شركة كورن فليكس تبيع علماً مواد تسبب السرطان دون أن تخشى العواقب من قضايا وتعويضات تصل إلى تريليونات الدولارات؟ هل تذكرون عادل إمام في مسرحية (شاهد ماشافش حاجة)، عندما اشتكى من أن شركة الاتصالات أرسلت إليه إنذار بقطع الخدمة الهاتفية عنه، ثم اتبعت الإنذار بوعيد بأنها ستصادر العدة أي جهاز التليفون، وكيف أن عادل خاف على العدة ثم استدرك (ثم أنا ما عنديش تليفون)
يا عالم والله لا توجد هناك شركة اسمها كورن فليكس، بل إن كورن فليكس اسم لرقائق الذرة وتقوم بإنتاجه نحو عشرة آلاف شركة في مختلف أنحاء العالم ولكل شركة اسم خاص بها ولعل أشهرها هي شركة كيلوغز! ثم هل أطّلع من ينشرون تلك الرسالة على تعميم سري تم توزيعه بين المواطنين الأمريكان يقول: إياكم والكورن فليكس لأنه يسبب سرطان الأظافر. بس هذا الكلام بيننا وبينكم ولا داعي لأن تعرف الشعوب العربية بذلك لأننا نريد لها أن تتسمم وتفنى!
كتبت ذات مرة في صحيفة سودانية عن أنه لم يعد هناك ما يبرر تجفيف اللحم لإعداد أكلات شعبية معينة بعد ظهور المفرمة اللحم والثلاجة، فجاءني تعقيب قصير ولاذع من قارئ: لماذا تفترض أن كل السودانيين مثلك لديهم مفارم لحم وثلاجات بينما أنت تعرف أن أكثر من 40 بالمائة من أهل البلاد لم تصلهم الكهرباء؟ أفحمني ذلك القارئ بملاحظته تلك، وتذكرتها بمناسبة رسالة الكورن فليكس: كم من العرب يتعاطى الكورن فليكس، بل كم العرب سمع بها؟ 20 بالمائة؟ 25 بالمائة؟
ومن قبل وصلتني رسالة من عدة مصادر تقول أن محلات البيرغر تعد البطاطس أو البطاطا المقلية في شحم الخنزير! لم يسأل مرسلو تلك التخاريف أنفسهم: شحم كم خنزير يكفي لقلي كيلو واحد من البطاطا؟ ثم أن القلي يكون بالزيت النباتي أو السمن الحيواني والسمن يستخرج من الحليب وليس الشحم؟ ثم ما مصلحة محلات البيرغر في استخدام مواد قد تتسبب في افلاسها؟ مروجو مثل تلك الترهات لا يعرفون أن في الغرب جمعيات لحماية المستهلك لديها مختبرات لفحص مكونات كل سلعة، وأنه حتى عندنا ما من سلعة تدخل أسواقنا إلا بعد أن تجاز في مختبرات محلية حسنة التجهيز فنياً وبشرياً. ثم أن أمريكا لا تفني الشعوب بأساليب ملتوية بل تضرب مباشرة في المليان بالصواريخ والقنابل. ويجوز أن نصدق ادعاءات القائلين بأن الشركات الأمريكية تريد نشر السرطان بيننا، لو صدقنا أن أمريكا تريد نشر الديمقراطية في بلداننا!!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1992
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1602
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1125
| 24 ديسمبر 2025