رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حينما جاء الرئيس الروسي السابق فلادمير بوتن إلى السلطة خلفا لبوريس يلتسن مع اللحظات الأولى للقرن الحادي والعشرين، كان كثير من المراقبين يتوقعون أن تسير الأمور في مجراها الطبيعي الذي رسمه يلتسن قبل خروجه من السلطة.. لكن بوتن خالف كل تلك التوقعات وبدأ في وضع سياسات داخلية وخارجية مختلفة تماما. وكان الهدف الأول الذي يسعى إليه هو استعادة الأمجاد الروسية التي ضاعت ملامحها مع سقوط الاتحاد السوفيتي المروع. كانت أبرز ملامح السياسة الخارجية الجديدة تتمثل في محاولة استعادة مناطق النفوذ الروسية في مناطق العالم المختلفة خاصة في دول الجوار التي كانت يوما جزءا لا يتجزأ من الاتحاد الكبير الذي بناه قادة الإيديولوجية الاشتراكية. ثم تحرك لدوائر أكثر اتساعا شملت عددا من مناطق العالم المختلفة كانت أبرزها منطقة الشرق الأوسط وقارة أمريكا الجنوبية اللتان كانتا من مناطق الصراع بين الشرق والغرب إبان الحرب الباردة.
في منطقة الشرق الأوسط حرص الرئيس بوتن على بناء علاقات قوية مع الكثير من دولها، تقوم بالأساس على لغة المصالح المشتركة.. وقام بزيارات مختلفة شملت العديد من هذه الدول التي كان من بينها دول كانت تعد ضمن الأعداء خلال فترة الحرب الباردة كالمملكة العربية السعودية. وقعت روسيا مع هذه الدول اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي.. لكن الاتفاقيات الأهم كانت في مجال التعاون العسكري وتحديدا بيع أنواع مختلفة من السلاح الروسي لهذه الدول. وقد تحولت روسيا إلى ثاني أكبر مورد للسلاح في منطقة الشرق الأوسط بعد الولايات المتحدة، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم كله. فوفقا لأحدث التقارير الصادرة عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام فإن روسيا تأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة في مبيعات السلاح في العام 2010 حيث بلغت قيمة مبيعاتها لهذا العام 10.4 مليار دولار. وقد سعت روسيا للسيطرة على سوق السلاح في منطقة الشرق الأوسط في إطار خططها المستقبلية، خاصة مع تعاظم المخاطر والتوترات الموجودة في المنطقة. ونسجت علاقاتها مع النظم القائمة في هذه المنطقة على أساس لغة المصالح الجافة هذه غير المطعمة بأيديولوجية تحميها من غلوائها كما فعل الاتحاد السوفيتي من قبل حينما استخدم هذا المزيج المهم من الأيديولوجية ولغة المصالح لاختراق العديد من مناطق
العالم التي كانت حكرا على القوى الغربية ومنها منطقة الشرق الأوسط خلال فترة الحرب الباردة. وبناءً على ذلك ارتبطت مجالات التعاون الأساسية بين روسيا والعديد من الدول العربية بالمجال العسكري سواء ما يتعلق باستيراد السلاح أو بالتعاون الفني المتعلق بهذا السلاح وعمليات صيانته وتطويره. ولم يتم توسيع هذا التعاون إلى باقي المجالات الاقتصادية والسياسية، الأمر الذي ترتب عليه ارتهان الحسابات السياسية للدولة الروسية باستمرار لهذه المصالح مع هذه النظم. وهو ظهر بشكل واضح في العديد من الأزمات التي مرت بها المنطقة وأبرزها أزمة البرنامج النووي الإيراني ثم تسونامي ثورات الحرية والكرامة الذي يعصف حاليا بالكثير من الدول العربية. في أزمة البرنامج النووي الإيراني حاولت
روسيا استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب استراتيجية في مواجهة الولايات المتحدة والدول الغربية، رغم الروابط القوية التي تربطها بالدولة الإيرانية خاصة في مجال التعاون العسكري بشقيه التقليدي والنووي. وانتهى الأمر بمقايضتها إيران في مقابل توقف دعم الغرب للدول التي تعتبرها جزءا من حيزها الجيوسياسي مثل أوكرانيا وجورجيا التي شنت عليها
حربا طاحنة في عام 2008 ترتب عليها اقتطاع إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وإعلان روسيا الاعتراف باستقلالهما.
وفيما يتعلق بالثورات الشعبية العربية، لم يختلف موقف روسيا كثيرا عن موقفها في أزمة البرنامج النووي الإيراني. فقد تحدد على أساس لغة المصالح التي تربطها بالنظم الحاكمة في هذه الدول، وبالتالي كان طبيعيا أن تتخذ موقفا مؤيدا لها في الباطن مع إعلان حيادها في العلن. وذلك خوفا على مصالحها الآنية والمستقبلية التي رسمتها في خططها مع تلك النظم. فضلا عن ذلك تخشى روسيا من تأثر بعض الأقاليم الروسية بتلك الثورات العربية، خاصة تلك التي تطالب بالانفصال عن الاتحاد الروسي، كما هو الحال في منطقة شمال القوقاز الروسية التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف على خلفية دعوات الانفصال. وقد أشار إلى ذلك صراحة الرئيس الروسي الحالي ميدفيديف الذي أكد في اجتماع طارئ للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية بجمهورية أوسيتيا الشمالية "أن سلسلة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير مباشر على الوضع في روسيا". ورأى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تفكك دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وتوقع وقوع أحداث صعبة في المنطقة بما في ذلك وصول من سماهم متطرفين إلى السلطة، مشيراً إلى أن هؤلاء المتطرفين أعدوا مثل هذا السيناريو مسبقاً وأنهم سيحاولون تنفيذه. وأضاف أن هذا السيناريو لن ينجح في روسيا. وكان الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف قد انتقد السلطات الروسية على ما أسماه انعدام حرية التعبير والانتخاب في البلاد، وحذر في حديثٍ صحفي من أن استمرار الأوضاع على حالها في روسيا سي يد من
احتمالات السيناريو المصري. لكن هذا العامل على رغم أهميته لم يكن الحاسم في تحديد الموقف الروسي.. ذلك أن الشعب الروسي قام بثورات كثيرة في حياته آخرها تلك التي اندلعت مع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وليس في الوارد القيام بثورة جديدة في الوقت الراهن لأن الشعوب لا تقوم بثورات مستمرة.
إنما العامل المهم الذي على أساسه اتخذت روسيا موقفها من الثورات العربية، هو ذلك المرتبط بمصالحها الآنية والمستقبلية مع النظم العربية التي تتهاوى واحدا بعد الآخر ويتهاوى معها كافة العقود والاتفاقيات التي أبرمتها روسيا وضمنت بها تحقيق مصالح ضخمة لها. وهو أمر سوف يجعلها تدفع سنوات طويلة من العمل الجاد والشاق مع النظم العربية الجديدة التي ستخرج من رحم هذه الثورات لاستعادة تلك المصالح مرة أخرى، ولكن وفق قواعد جديدة ستراعي خلالها مصالح الشعوب العربية التي ستمثلها النظم الجديدة بالفعل. وهو ما سيزيد من الصعوبات التي تقف أمام محاولة روسيا استعادة مكانتها تلك.. ففي الماضي كان من السهل توقيع الاتفاقيات مع النظم التي لا تمثل إلا نفسها والتي لا يوجد عليها أية ضغوط شعبية.. أما الآن فإن الشعوب هي التي ستوقع على هذه الاتفاقيات عبر ممثليها الحكوميين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1968
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1215
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1137
| 22 ديسمبر 2025