رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ممدوح الولي

ممدوح الولي

مساحة إعلانية

مقالات

428

ممدوح الولي

تأثر الصادرات والتحويلات العربية بعد خفض تصنيف دول اليورو

18 يناير 2012 , 12:00ص

تسبب خفض وكالة استاندر آند بور الأمريكية للتصنيف الائتماني لتسع دول أوروبية من دول اليورو في تراجع الثقة لدى المستثمرين، حيث أثر ذلك على سعر صرف اليورو وعلى البورصات الأوروبية، كما سيزيد من تكلفة إصدار السندات بتلك الدول، مما يفاقم من مشكلة الدين الحكومي المرتبط بنسب العجز المرتفعة بالموازنات الحكومية.

وتعانى معظم دول الاتحاد الأوربي من ارتفاع نسب العجز بالموازنة والتي بلغت نسبتها بالعام الأسبق، نحو 3ر31 % بأيرلندا من الناتج المحلي الإجمالي بها، و6ر10 % باليونان و3ر10 % بإنجلترا، و8ر9 % بالبرتغال و3ر9 % بإسبانيا، و8ر7 % في بولندا و7ر7 % في سلوفاكيا و1ر7 % بفرنسا، في حين تضع معايير الاتحاد الأوربي نسبة 3 % كحد مقبول للعجز قياسا إلى الناتج المحلي الإجمالي.

وارتبط ذلك بارتفاع نسب الدين الحكومي والتي بلغت نسبتها بالعام الأسبق 9ر144 % باليونان، و4ر118 % بإيطاليا و2ر96 % ببلجيكا و9ر94 % بأيرلندا و3ر93% بالبرتغال، و2ر83% بألمانيا و3ر82% بفرنسا و3ر81% بالمجر و9ر79 % بإنجلترا و8ر71% بالنمسا، في ظل ارتفاع نسبة الدين الحكومي في 14 دولة من دول الاتحاد عن نسبة الستين بالمائة التي تضعها معايير الاتحاد الأوربي كمعيار للأمان.

وفي ضوء تفاقم أزمة الديون السيادية في عدد من دول منطقة اليورو، وعدم نجاح البنك المركزي الأوربي في علاج المشكلة، كان قرار استاندر آند بور بخفض التصنيف الائتماني لفرنسا وثماني دول أخرى هي: إيطاليا وإسبانيا والبرتغال والنمسا وقبرص وسلوفاكيا وسلوفينيا.

وبذلك فقدت فرنسا تصنيفها الممتاز AAA والتي ظلت تحتفظ به منذ عام 1975، وهبط تصنيف إيطاليا إلى بي بي بي وهي المرة الأولى التي ينخفض تصنيفها عن درجة أيه، وهبط تصنيف إسبانيا درجتين إلى A كما هبط تصنيف البرتغال درجتين إلى بي بي.

ويرتبط بذلك الخفض انخفاض توقعات معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بدول اليورو الـ17 ، إلى نصف بالمائة خلال العام الحالي مقابل نسبة 5ر1% خلال العام الماضي. حيث يتوقع تراجع نسبة نمو الناتج الفرنسي إلى 6ر0 % مقابل 6ر1 % بالعام الماضي، وانخفاض معدل نمو إيطاليا إلى 1ر0 % مقابل نصف بالمائة، وارتفاع نسبة انكماش البرتغال إلى 3 % مقابل انكماش بنسبة 9ر1 %، وثبات معدل نمو الناتج الإسباني عند 7ر0 %.

كذلك ارتفاع معدل البطالة بدول اليورو إلى 3ر10 % خلال شهر نوفمبر الماضي، والتي تزيد حدتها إلى 9ر22 % في إسبانيا و6ر14 % بأيرلندا و2ر13 % بالبرتغال، وكان متوسط معدل البطالة بنفس الشهر قد بلغ 8ر9 % بدول الاتحاد الأوربي السبع والعشرين.

كذلك ارتفع معدل التضخم إلى 3 % في نوفمبر الماضي بدول اليورو، مع ارتفاع المعدل إلى 8ر4 % في سلوفاكيا و4ر4 % في إستونيا، و4 % في كل من قبرص ولكسمبورج و8ر3 % في البرتغال والنمسا و7ر3 % في كل من إيطاليا وبلجيكا.

وفيما يخص تأثر الدول العربية بخفض التصنيف الائتماني لمعظم دول اليورو والتوقعات السلبية لتصنيفها خلال العامين القادمين، فسوف يساهم انخفاض قيمة اليورو في انخفاض تكلفة الواردات العربية من تلك المنطقة، بينما يزداد الأمر صعوبة أمام الصادرات العربية والمقومة بالدولار، وانخفاض معدلات الطلب الأوربي عليها، إلى جانب ارتفاع البطالة بما له من انعكاس على الطلب بالأسواق.

وفي ضوء مقررات قمة الثمانية الأخيرة التي عقدت بفرنسا الخاصة بتقديم مساعات لدول الربيع العربي، فسوف تزداد صعوبة ذلك في ضوء ما تعانيه تلك الدول من مشاكل مالية واتجاه لاتخاذ إجراءات تقشف لضبط الموازنات، كذلك يتوقع تأثر تحويلات العمالة العربية الموجودة بتلك الدول والتي تحصل دول المغرب العربي على جانب كبير منها في ظل ارتفاع نسب البطالة. ونفس الأثر ولنفس السبب على السياحة الأوروبية الواردة إلى الدول العربية، في ظل تشكيل السياحة الواردة من أوروبا الرافد الأول من مناطق العالم من حيث الوزن النسبي، ومن ناحية أخرى ومع تراجع قيمة اليورو سيقل نصيبه النسبي قياسا بالعملات الدولية ضمن الاحتياطيات لدى البنوك المركزية العربية.

وفي ضوء تراجع الثقة في الأصول الأوروبية سيزداد العزوف عن الاستثمار بالأصول الأوروبية خاصة الأسهم. وإن كانت السندات الأوروبية التي يتوقع ارتفاع نسبة العائد عليها تمثل فرصا للاستثمار، إلا أن ذلك مرتبط بنسبة المخاطر المرتبطة بالاستثمار بها.

ومع استمرار معدل الفائدة على الودائع باليورو بنسبة 1 %، والجنيه الإسترليني بنسبة نصف بالمائة، فإنها لا تعد نسبا جاذبة للودائع العربية بالخارج، خاصة مع ارتفاع مخاطر تلك الدول والتوقعات السلبية لتصنيفها، ومخاطر تراجع سعر صرف اليورو والتي قد تزيد معدلاتها عن معدل الفائدة على الودائع.

اقرأ المزيد

alsharq في غزة.. الهدوء ليس استراحة

في غزة، ليس ثمة خيارات متاحة بالمعنى المألوف للكلمة، ولا مسارات آمنة يمكن أن يسلكها المرء ليتفادى كلفة... اقرأ المزيد

144

| 06 أكتوبر 2025

alsharq أكتوبر 73 بين الانتصارات وتخطي الإحباطات

يأتي الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر 1973 والعالم العربي يعيش حالة من الإحباطات منذ طوفان الأقصى في السابع من... اقرأ المزيد

153

| 06 أكتوبر 2025

alsharq الطوفان الرقمي.. من يغرق ومن يعوم في بحر البيانات الضخمة؟

لم تعد ثورة البيانات الضخمة Big Data مجرد انعكاس للتحول الرقمي الذي شهده العالم في العقود الأخيرة، بل... اقرأ المزيد

90

| 06 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية