رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يمثل قرار الرئيس بوتين إعلان التعبئة الجزئية للقوات العسكرية الروسية الذي أصدره قبل فترة منعطفا خطيرا للغاية في تطور الحرب الروسية في أوكرانيا. إذ يحمل القرار مدلولات عدة أخطرها أرجحية استخدام بوتين للسلاح النووي.
وجاء هذا القرار نتيجة للهزائم التي تتلقاها القوات الروسية في أوكرانيا، أو بالأحرى الصعوبة البالغة التي تواجهها روسيا في حسم هذه الحرب.
وتضاربت التقارير في هذا الصدد والتي وصلت إلى حد التأكيد على مقتل ما يقرب من 30 ألف جندي روسي في أوكرانيا، وإلحاق خسائر للقوات الروسية تقدر بنحو 80 مليار دولار أمريكي. وعموما، ما هو مؤكد مقتل عدد لا بأس به من الجنود الروس في أوكرانيا، وخسائر باهظة على مستوى العتاد والمعدات، وتمكن القوات الأوكرانية من استعادة بعض المناطق من روسيا. بالإضافة إلى الخسائر التي يتلقاها الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات.
ويكمن نجاح القوات المسلحة الأوكرانية والمقاومة الأوكرانية في الحرب في أمرين، الأول وهو الدعم العسكري والاستخباراتي القوي الذي تتلقاه من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة. والثاني، الأهم والحاسم في تقديرنا، وهو "عدم عدالة" الحرب الروسية في أوكرانيا.
يشير لنا التاريخ عبر الحروب القديمة والمعاصرة الكثيرة التي شهدها، أن الحروب غير العادلة عادة ما تنتهى بالهزيمة. فعندما تزج قوات نظامية في حروب تشعر أنها غير عادلة أو غير مبررة أو غير منطقية، تنعدم في هذه القوات الحماسة والروح القتالية العالية، ولا تجد هذه القوات السند الكافي لها من متطوعين جدد مستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيل قضيتهم العادلة كهزيمة معتدٍ غازي أو استعادة أرض مغتصبة.
والعكس صحيح تماما، عندما تنخرط قوات نظامية في حرب عادلة لاستعادة أرض مغتصبة، تقاتل بروح قتالية انتحارية، وتتشكل يوميا مقاومة شعبية باسلة انتحارية مساندة للقوات النظامية. وتستمر هذه المقاومة في استنزاف القوة المحتلة حتى آخر قطرة دم حتى ولو استتب الأمر للمحتل تماما. فروسيا ذاتها قد نجحت في هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بسبب الروح القتالية العالية جدا للجنود الروس. وانتهت تلك الإمبراطوريات الاستعمارية على مدار التاريخ بفضل المقاومة الشرسة وحروب الاستنزاف.
وربما ذلك ما يفسر حتى الآن سبب تعثر القوة العسكرية الجبارة لروسيا في أوكرانيا أمام الجيش الأوكراني متواضع القدرات. إذ تحارب القوات النظامية الأوكرانية بروح قتالية خطيرة، وتتشكل يوميا في أوكرانيا مقاومة جبارة لمقاومة الغزو الروسي. وشاهد على ذلك أيضا، التقارير المؤكدة باستعانة بوتين بالمرتزقة والمساجين وقوات فاجنر لمساندة القوات الروسية في أوكرانيا قبل إعلان التعبئة الجزئية.
وبخلاف الروح القتالية المنخفضة للقوات الروسية في أوكرانيا التي تعكس شعورهم بعدم عدالة ومنطقية الحرب، انعكس عدم عدالة الحرب أيضا في مناحٍ عدة، منها ما نقلته مؤخرا تقارير عن هروب الكثير من الشباب الروس خارج البلاد بعد إعلان قرار التعبئة، فشل المناشدات والإغراءات الروسية للشباب الروسي قبل قرار التعبئة بالتطوع في الحرب، تململ قطاع عريض من الشعب الروسي من الحرب وتبعاتها من عقوبات اقتصادية وعزلة خارجية، وأخيراً ارتفاع الأصوات المنتقدة لهذه الحرب من أقرب حلفاء بوتين، وهذا ما وضح جليا في قمة "شنغهاي" الأخيرة، عندما ألمحت كل من الهند والصين بخطورة الاستمرار في هذه الحرب.
أعلن بوتين التعبئة الجزئية والتي تتضمن الزج بما يقرب من 300 ألف جندي روسي في الحرب، اعتقادا منه أن السبب الرئيسي في التفوق النسبي للقوات الأوكرانية هو الدعم العسكري الذي تتلقاه من حلف الناتو والولايات المتحدة. وإن كان ذلك صحيحا نسبيا؛ إلا أنه يتجاهل عن عمد أو غير عمد حقيقة عدم عدالة الحرب.
وهذه الحقيقة هي التي ستؤدي إلى إلحاق هزائم أخرى بالجيش الروسي في أوكرانيا، وستزيد من حجم وقوة المقاومة الأوكرانية الشعبية. لاسيما في ضوء عدم استعداد قوات الاحتياط الروسية لهذه الحرب سواء عسكريا ومعنويا. وفي ضوء سيناريو هزيمة روسية أخرى شبه متوقعة في أوكرانيا، فمن المرجح بشدة أن يلجأ بوتين إلى الخيار النووي.
سبق وأن هدد بوتين ومساعدوه في بداية الحرب باللجوء إلى الخيار النووي ضد حلف الناتو، وترافق مع قرار التعبئة الجزئية نفس التهديد. وتهديد بوتين لابد أن يؤخذ على محمل الجد لعدة أسباب رئيسية، أهمها شخصية بوتين ذاتها أو ما يسمى في علم السياسة النسق العقيدي للقادة.
إذ هو شخصية تتسم بالتهور، لا تقبل الهزيمة، حالم بعودة الإمبراطورية السوفيتية، يكن عداء شديدا للغرب ولأوروبا تحديدا. وسبب آخر ذو صلة وهو أن هزيمة بوتين في أوكرانيا هي بمثابة نهاية أسطورته السياسية للأبد، وهذا ما يرجح تمسكه بسياسة الأرض المحروقة، إما كل شيء أو لا شيء. وربما يعتقد بوتين أيضا استخدام السلاح النووي ولو تكتيكيا أو بصورة بسيطة سيردع الغرب تماما، والعكس هو الصحيح، إذ سيجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة.
وختاما يمكن القول إن الحروب غير العادلة تنتهي معظمها بالهزيمة، وهذا في تصورنا لن يتقبله بوتين بسهولة، الذي زج قواته في الحرب واثقا بانتصار سريع يعقبه مناكفة لدولة أخرى من دول الاتحاد السوفيتي السابقة في إطار حلم عودة أمجاد الاتحاد السوفيتي. وإزاء تعثر هذا الحلم، وتآكل شرعيته الداخلية والخارجية، ربما سيضطر إلى الخيار النووي، وعندها ستكون شرارة البدء للحرب العالمية الثالثة.
ويبقى أمل وحيد في تقديرنا، تجلى في قمة شنغهاي الأخيرة، لمنع الكارثة النووية، وهو دخول حلفاء بوتين بكل ثقلهم، وخاصة الصين على خط الحرب، لإثناء بوتين عن استكمال هذه الحرب العبثية، والخروج بصفة تحفظ ماء الوجه له.
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء. فالتعليم يمنح الإطار، بينما التدريب يملأ هذا الإطار بالحياة والفاعلية.... اقرأ المزيد
24
| 16 أكتوبر 2025
في أروقة التوظيف ومجالس اتخاذ القرار، يتكرر سؤال محوري: هل تكفي الشهادة الأكاديمية لتحديد من يستحق المنصب؟ أم... اقرأ المزيد
36
| 16 أكتوبر 2025
بعد اتفاق إنهاء الحرب في غزة الذي لعبت فيه دولة قطر دورا محوريا في دعم التوافق على خطة... اقرأ المزيد
174
| 15 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
9021
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
6516
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5694
| 14 أكتوبر 2025