رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

574

د. أحمد القديدي

قوانين الأحوال الشخصية كائنات حية لا أصنام محنطة (3-3)

17 أغسطس 2011 , 12:00ص

أنا حين أقرأ التاريخ بعيون الباحث عن الحقيقة فإن غايتي هي إثبات التلاعب بالواقع ومراوغة القانون بالأمس كما باليوم لطمس حقيقة بيولوجية أو إنسانية أو اجتماعية تتمثل في أن التعدد في بعض الحالات المحدودة واقع قائم تمليه الضرورة نحاول نحن إخفاءه أو تدليسه بأقنعة مختلفة ونستره بما تيسر لنا من الأوهام القانونية والتجميلات الاجتماعية لكي يقال عنا في الغرب أننا مثلهم، وهي رغبة المغلوب في تقليد الغالب! في حين أن الغرب نفسه يعيد النظر بصورة دورية في قوانينه!

ولا أفهم اليوم كيف يعتبر بعض نخبتنا التونسية مجلة الأحوال الشخصية مكسبا بعد أن وقع منذ 1992 إلى 2010 استعمالها أداة ديماغوجية قيست بنودها المضافة على قياس ساكن قصر قرطاج وزوجته (تماما كالدستور) فلم تبق المجلة كما أرادها بورقيبة والشيخ جعيط نتيجة اجتهاد إسلامي لحماية الأسرة وإنصاف المرأة بل تحولت إلى سيف مسلط على الزوج فقط بفصول جديدة غريبة لا نجد مثلها حتى في السويد والنرويج. وأصبحنا نرى كل ذكرى 13 أغسطس تتحول إلى عماية ابتزاز سياسي بدعوى دعم المجلة بفصول جديدة مصحوبة بخطاب "السيدة الأولى" وتصفيق النساء المتغربات، كأنما الرجل وهو عماد الأسرة وحاميها أصبح العدو اللدود والمتسلط القاهر ووقع التغرير بالمرأة "قانونيا" بحيث وقع تعويض المحبة والرحمة بينها وبين الرجل بالمحامي والمحكمة ورأينا في أغلب الأسر حروبا أهلية وفقد الزوج هيبته المشروعة ولم يعد أولاده يقدرونه. إن المكسب الاجتماعي هو المجلة التي تركها بورقيبة أما ما جاء بعد 1992 تاريخ زواج بن علي من ليلى فهو ليس مكسبا بل هو تدليس.

ولا يظن بعض الشباب أني أدعو إلى النكوص والتراجع عن المكاسب بعد أن كنت أحد المدافعين عنها في مواقع عديدة، بل إنا أدعو لوضع قانون الأحوال الشخصية موضع دراسة وتحاور علماء الاجتماع والقانون والاقتصاد والدين لتقييمه بعد نصف قرن، لا كما فعلنا مع سياسة تحديد النسل التي أوصلتنا إلى تصحر ديمغرافي وتفشي العنوسة وتأخير الإنجاب وشيخوخة الشعب حسب الإحصاءات الرسمية،لأننا اعتبرنا تحديد النسل مكسبا مقدسا أي منعنا الناس من حرية النقد والبحث العلمي في خياراته. فالمكاسب ليست معابد كهنوتية نظل نبخر حولها كالدراويش ولكنها كائنات قانونية حية تقبل إعادة التقييم والتعديل والمراجعة باعتبار آثارها الجانبية على مدى نصف قرن. وأنا أتوقع أن تأخذ الدولة بعد انتخاب مؤسساتها الدستورية في 23 أكتوبر القادم هذا القرار لتطرح على الدرس والتقييم قضايا تهم الناس وتحدد مصائرهم مثل الآثار الجانبية لسياسة تيسير الإجهاض وحماية الأمهات العازبات وإلزام الآباء بإعالة بناتهم المنجبات من سفاح وإلغاء القوامة للرجال وفوز بلادنا بأعلى نسبة في الطلاق وتعاطي المخدرات وحتى تفشي التدخين، وإن عملا تقييميا كهذا لا بد منه بعد خمسين عاما من تاريخ سن أكثر القوانين تأثيرا على الأسرة وتوجيها للمجتمع.

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

21

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

15

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

12

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية