رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

798

صالحة أحمد

تحت شعار «قدرهم عالي»

17 يونيو 2025 , 02:00ص

الدوران في نفس الحلقة يعني تكرار نفس المواقف ومعايشة ذات التفاصيل في كل مرة ندور فيها، ولكن مع بعض الاختلافات التي تتعلق بالأدوار الخاصة بما كنا وما سنكون عليه، وهو ما يعني أن كل ما يخرج منا يعود إلينا من جديد ولو بعد حين، وعليه فإن كل من سبق له أن بادر بالعطاء في الماضي سيأخذ ما يستحقه في المستقبل، وبما أن الحديث يتعلق بـ (من) يستحق (ماذا)؟ فإليكم التالي: كبار القدر هم من سنتحدث عنهم ونُسلط الضوء عليهم من حين لآخر، فهم من سبق أن تقدموا بالكثير وقدموا ما هو أكثر بكل حب، ودون أن يُكَلل التزامهم بما كان عليهم من واجبات أي (شرط)؛ لذا فإن الطبيعي أن يُقابل كل ذاك العطاء بما يليق به من تقدير، يبدأ ببذل المستطاع وما يسهم بخلق بيئة تُكرمهم وتؤكد على أهمية وجودهم في الحياة، لا أن تُطوى صفحة الأمس بكل ما كان فيها وكأنها لم تكن من الأصل.

 منذ أيام مضت أعلن مركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان» وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وشركة دولفين للطاقة عن إطلاق حملة توعوية متكاملة تحت شعار «قدرهم عالي»، وهو الشعار الذي تتمثل أهدافه في رفع الوعي المجتمعي حول كيفية الإحسان لكبار القدر وتعزيز ثقافة الاحترام والتقدير والاحتواء وتمكين المجتمع من التفاعل الإيجابي معهم، ويكفيني من كل ما سبق أن نقف على أهمية تحقيق تلك الأهداف لهذه الفئة، التي تستحق كل الاحترام مع كل خطوة تُقدم عليها. مما لا شك فيه أن الجهود التي بُذلت لن تمضي وكأنها لم تكن يوما، ويكفي أنها ساهمت بإحداث التغييرات، التي عدلت مسارات الحياة، وجعلتها أكثر سهولة في الكثير من المواقف، التي سبق أن حسبنا أنها قد بلغت خط النهاية في حين أنها كانت تمضي وكأن شيئا لم يكن، والغريب أن رحلة البحث عن الأسباب التي تكفلت بمعالجة الوضع تأخذنا نحو حقيقة واحدة وهي أن أحدهم وبلمسة سرية وسحرية قد أتم مهمته على خير وجه يعكس حكمته البالغة، ودون أن يُطالب بأي مقابل لقاء ما تقدم به، وهو كل ما يترجم تلك الأخلاق العظيمة، وذاك العطاء الكبير، وكل ما لا يستحق منا سوى السعي نحو بث (ثقافة إنسانية صادقة) تليق به، وهي (ثقافة احتواء فئة كبار القدر)، التي تستحق غرسها ونشرها بين فئات المجتمع بحكم أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع، ولابد منها؛ كي نوفر لهذه الفئة حياة كريمة من خلال مبادرات قد تبدو بسيطة ولكنها دون أدنى شك تعني الكثير، ولكم هي كثيرة تلك التجارب الإنسانية الراقية التي شهدت تلك المبادرات ولامست القلوب بحكم أنها من صميم الواقع، الذي قد لا يلتفت إليه البعض ممن يتعامل مع أفراد هذه الفئة وهو يعاني من نقص حاد في الأخلاق الحميدة والتصرفات السديدة، فنجده وللأسف الشديد لا يتمتع بأي مظهر من مظاهر الذوق، ويحسب أن السرعة التي تفرضها الحياة في بعض المواقع تُبرر ذاك التعامل الجاف الذي يتباهى به أمام أقرانه من باب قدرته على تخليص الأمور والانتهاء منها على وجه السرعة وبدم بارد، ورسالتي له ولكل من هم على شاكلته: قدرتك على إتقان عملك ستترك بصمة ستتباهى بها صفحة مهامك العملية ذات يوم، وقدرتك على التحلي بالأخلاق الحميدة، والتعامل بها مع كل فئات المجتمع وتحديدا كبار القدر ستترك بصمة إنسانية رائعة في النفوس كل يوم؛ لتصبح الوجهة الأبرز للعطاء حتى أن مؤشر البوصلة سيتجه نحوك كل الوقت تقديرا لكل ما تتمتع به. 

وأخيرا

إن الحديث عن كبار القدر لا يقف عند هذا الحد، فهو ما يفوق قدرات قلمي؛ لأنني وبكل بساطة أتناول هذه الفئة التي تُعد القاعدة الأساسية في كل مجتمع، مما يعني أني سأسلط الضوء من جديد وفي كل مناسبة تتطلب ذلك، وحتى حين تذكر أن قدر (كبار القدر) يأخذ حجمه الفعلي حين تُدرك معنى احترامهم وتقديرهم.

مساحة إعلانية