رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يعتبر القطاع المصرفي ( إسلامي - تجاري) أحد القطاعات الرئيسية في الاقتصادات المعاصرة وذلك لدوره الهام في حشد وتعبئة المدخرات المحلية والأجنبية وتمويل الاستثمار الذي يمثل عصب النشاط الاقتصادي بل لكونه أصبح تطوره ومتانة أوضاعه معياراً للحكم على سلامة الاقتصاد المحلي وقابليته وقدرته على جذب رؤوس الأموال المحلية والخارجية ولذلك فهو يحتاج لتنميته واستمرارية الحفاظ عليه لأداء المهام المنوطة به من خلال المصارف المركزية الذي تمثل المحور الرئيسي لمتانة القطاع وزيادة قدرته على المنافسة والتطوير وذلك لما يقوم به من دور في إدارة السياسة النقدية والمصرفية والحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي وإرساء أسس نمو اقتصادي قابل للاستمرارمن خلال واجباته ومسؤولياتة بآليات الإشراف وضوابط الرقابة على الجهاز المصرفي ككل ورسم السياسات النقدية والمصرفية والائتمانية في البلاد ويستتبع هذا ضرورة قيام المصارف المركزية بتبني معايير خاصة لقياس أنشطة القطاع المصرفي وتقييم أدائه بصورة مختلفة فهنالك اختلاف جوهري في آلية عمل المصارف (الإسلامية - التجارية) حيث إن الشريعة الإسلامية تستبعد التعامل بنظام بالفائدة (مدين - دائن) وتستعيض عنها بالعمل على قبول الودائع على مبدأ المضاربة للودائع الاستثمارية والقرض الحسن في الودائع الجارية وتوظيفها وفق أدوات الاستثمار الإسلامية من بيوع ومشاركات وإجارات وأوجه الاستثمارالشرعية، فتختلف موازنة جانبي الميزانية للمصرف الإسلامي عن التجاري بين الموجودات والمطلوبات بسبب المشاركة بالربح والخسارة للودائع المصرفية بحسب نتائج توظيفاتها التمويلية واستثماراتها بدلا من العمل بنظام الفوائد في المصارف التجارية وكذلك تختلف دراسة إدارة السيولة والمخاطر لدى كلٍّ من النوعين، حيث إن المصارف الإسلامية تنشأ عندها مخاطر ملكية تنتج عن تغير أسعار الملكية والهلاك والضمان ولذا فإن إجراءات المصرف الإسلامي تخضع لثلاثة أشكال من الرقابة (الشرعية - الداخلية - القانونية ) يختص بها فقهاء بأحكام المعاملات المالية من التزام المصرف بعدم التعامل بالفائدة والداخلية يقوم بها المساهمون لأنهم أصحاب رأسمال والقانونية التي تتولى المصارف المركزية مسؤولية القيام بهذه الرقابة وتبرر هذه الرقابة على أساس أن المصارف الإسلامية تمارس نشاطاتها المصرفية في إطار بيئة قانونية وتشريعة مشتركة وفق المحاور التالية:
أولا : أهداف الرقابة المركزية على القطاع المالي والمصرفي
الرقابة المركزية تنطوي على محاولة التوفيق بين مصالح المودعين في زيادة حجم الأصول السائلة وعوائد أعلى على الودائع ومصلحة الملاك الرئيسيين والدائنين بالتخفيف من احتفاظ المؤسسة بأصول سائلة ودفع تكلفة دائنة على الائتمان الممنوح وتكمن مصلحة مساهمين المؤسسة بتحقيق أقصى صافي ربح ممكن فكلما انخفضت العوائد المدفوعة للمودعين كلما ارتفعت التكاليف المقبوضة من الدائنين وتشمل أهداف الرقابة المركزية بتحقيق:
*التأكد من سلامة المركز المالي لكل مؤسسة مالية
*مراقبة وتوجيه الائتمان المصرفي كماً ونوعا حسب الظروف والأحوال
*حماية ودائع الجمهور في المؤسسات المالية وحماية حقوق المساهمين والمكتتبين
*سلامة الجهاز المصرفي وتجاوبه مع متطلبات النمو المالي والاقتصادي
ثانيا: إدارة تنظيم الموجودات والمطلوبات (كفاءة الأداء)
تنظيم وإدارة الموجودات والمطلوبات تعني إدارة الميزانية العمومية بما يغطي جميع مخاطر السوق التي تنشأ بدورها من حركة متغيرات ذلك السوق، وبالتالي تأخذ بالاعتبار جميع البنود في جانبي ميزانية المصرف وكذلك البنود خارج الميزانية فإدارة المطلوبات تشمل الودائع والاقتراض من الآخرين ورأس المال وبالمقابل فإن إدارة الموجودات تشمل النقدية والقروض الممنوحة لعملاء المصرف والمحفظة الاستثمارية والموجودات الثابتة وعلى المصرف أن يأخذ بالاعتبارالربحية والمخاطر في كل أنشطته المتعلقة بجانبي الميزانية
ثالثا : أهداف إدارة تنظيم الموجودات والمطلوبات
تهدف إدارة الموجودات والمطلوبات لتحقيق ربحية عالية وتخفيض المخاطر لديها لأدنى درجة ممكنة مع المحافظة على نسبة سيولة كافية لطلبات المودعين، مع التأكيد على أن المصارف الإسلامية تهدف إضافة إلى إدارة السيولة والربحية بكفاءة تحقق الأمان للمصرف وتطور أعماله وتزيد موارده الشرعية والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين المناخ الاستثماري ومثلها:
*تعظيم الأرباح والعائد على حقوق الملكية ضمن مستويات مقبولة ومسيطرعليها من مخاطر السوق ومنها أسعار الفوائد وأسعار الصرف وأسعار السلع الأولية ومخاطر السيولة للتمكن من الوفاء للمودعين ومخاطر الائتمان ومنها تعثر ومماطلة العملاء
*تحقيق نمو سليم وبشكل تتحقق معه أرباح تساهم في تحسين نسب الربحية ومؤشراتها في المركز المالي للمصرف مترافقًا مع عدم التضحية بجودة الخدمة المقدمة
*التأكد من تنفيذ السياسات والإجراءات المتوافقة مع الأهداف الإستراتيجية قصيرة الأجل وطويلة الأجل والموضوعة من قبل مجلس إدارة المصرف
رابعا: مستويات إدارة تنظيم الموجودات والمطلوبات
هدف أي مصرف في إدارة الموجودات والمطلوبات هو تحقيق أعلى عائد ممكن ضمن مستويات مقبولة مسيطرعليها من المخاطر لتحقيق هذه الغاية يتطلب أخذ أربعة عوامل رئيسية بالحسبان:
*إدارة السيولة ( Liquidity Management) يشمل توفير سيولة نقدية كافية لمواجهة المسحوبات النقدية من المودعين لديها بالحسابات الجارية والادخار أو حين يقوم المودعون بإصدار شيكات مقابل أرصدة حساباتهم الجارية لدى المصرف وعادة تفرض المصارف المركزية احتياطيًا إلزاميًا كنسبة إلزامية يجب على المصارف الاحتفاظ بها من إجمالي قيم الودائع بأنواعها المختلفة.
*إدارة الموجودات ( Asset Management) يسعى المصرف لتعظيم عوائده لذلك فعلى إدارة المصرف القبول بمستوى منخفض المخاطرعلى موجوداته، وذلك بتخفيض نسبة التخلي لعملائه عن الوفاء بالتزاماتهم لكي يعيدوا الأموال المستخدمة من المصرف إضافة إلى قيام المصرف بتخفيض نسبة المخاطر بقيامه بتنويع موجوداته أيضا.
*إدارة المطلوبات ( Liability Management) تسعى إدارة المصرف بتمويل ميزانيتها بأقل التكاليف الممكنة، لذلك اتجهت المصارف الكبيرة بالبحث عن مصادر مالية دائنة (مطلوبات) والتي هي التزامات على المصارف لتقوية الاحتياطي والسيولة.
إدارة كفاية رأس المال ( Capital Adequacy Management) تحافظ إدارة المصرف على الحد الأدنى اللازم من رأس المال الذي يحميه من مخاطر الانهيار والتي تحدث عندما تصبح قيمة موجوداته أقل من قيمة التزاماته فرأسمال المصرف يؤثر في نسبة العائد على حقوق الملكية (مالكي المصرف يهتمون بمقدار الأرباح نسبة لرأسمالهم)، وأحد مقاييس ربح المصرف هو العائد على حقوق الملكية وفقا لمتطلبات المصارف المركزية في الحدود الدنيا لمتطلبات كفاية رأس مال.
خامسا: تصنيفات المصارف المركزية في الإشراف والرقابة
تقوم الجهات الرقابية المنظمة بإجراء إشراف ورقابة ميدانية على مؤسسات القطاع المالي (التجارية- الإسلامية) حيث يقوم المنظمون بتقييم مدى تقيد المصرف بالضوابط النافذة والوضع المالي إضافة لاستفادة المنظمين من البيانات التي تقدمها لهم المصارف المركزية بشكل دوري وتهدف عمليات الإشراف والمراقبة إلى تحديد حالات القصور والعمل على تصحيحها قبل تفاقمها مما يعزز ثقة الجمهور بالنظام المصرفي والمنهج المستخدم ومن الوكالات المنظمة للعمل المصرفي والذي يعرف بتصنيف (CAMELS) والتي تشمل أنظمته كلا من:
*كفاية رأس المال ( Capital Adequacy ) كفاية رأس المال أحد العوامل المساعدة لتقليل درجة المخاطر التي ترتبط بالمصرف والتي تقيس رأس المال نسبة للموجودات فكلما احتفظت المصارف بقدر أكبر من رأسمالها زادت قدرتها على امتصاص الخسائر المحتملة وأصبحت أكثر قدرة على الاستمرار، وبذلك فإن المصارف التي تتمتع بنسبة رأس مال مرتفعة تحصل على تصنيف مرتفع من حيث كفاية رأسمال مع إدارة العناصر الأخرى في الميزانية بشكل صحيح.
*نوعية الموجودات ( Assets Quality) تختلف عملية توزيع الأموال المودعة من العملاء لدى المصرف على الاستخدامات المختلفة، وتحدد القرارات التي تحكم ذلك مستوى المخاطر التي يتعرض لها المصرف وهذا ما يبرر لجوء الجهات المنظمة لتقييم نوعية الموجودات لدى المصرف بهدف الوصول إلى تصنيف محفظة الموجودات حيث إن سداد المستحقات وعدم وجود ملاءة قوية وسيولة ليس كافيًا لإعطاء المحفظة تصنيفًا مرتفعًا لأنه يجب الأخذ بالاعتبار احتمال تعرض المحفظة لحوادث أو ظروف خارجية.
*الإدارة ( Management) أكثر الأسباب لمشكلات المصارف هي سوء الإدارة فيجب تقييم الخبرات الإدارية المتوافرة في المصرف وكذلك تقييم قدرة المصرف على التقيد والالتزام بالضوابط والتعليمات النافذة وقدرة المصرف على التجاوب مع التغيرات المختلفة في بيئة العمل المالي والمصرفي المحلي والدولي.
*الأرباح ( Earnings) المؤشر الأساسي لعدم كفاءة أداء أي مصرف المصارف هو تحويل أرباحه لتأخذ قيمة سالبة على نحو مستمر وتعتبر نسبة العائد على الموجودات من أكثر نسب الربحية استخدامًا للتقييم وهي مجموع الأرباح الصافية بعد الضريبة نسبة للموجودات وتستخدم إضافة لتقييم أرباح المصرف على نحو دوري بمقارنتها بأرباح صناعة السوق المصرفية لمعرفة أداء المصرف.
*السيولة ( Liquidity) تعرض المصارف لمشكلات سيولة يفرض عليها الاقتراض من مصادر خارجية (غير مسموح بالقطاع الإسلامي) مثل نافذة الخصم وقروض الاحتياطي ويشكل خطرًا لأن المودعين يشعرون بمشاكل بالسيولة ويسعون لسحب إيداعاتهم من مما يفاقم المشكلة.
*مخاطر السوق ( Sensitivity to Market Risks)
هذا الجانب لمجالات تقييم أداء المصرف في مخاطر السوق هي درجة حساسية إيرادات المصرف، وكذلك رأسماله للتغيرات المعاكسة في مؤشر سعر الفائدة (الريبو) والصرف وسعر البضائع وسعر الأسهم وكفاءة الإدارة، تحديد مخاطر السوق وقياسها ومراقبتها وضبطها قياسًا مع حجم المصرف ودرجة تعقيد نشاطاته بالاعتماد على طبيعة مخاطر السوق ودرجة تعقيدها الناجمة عن مخاطر العمليات المصرفية خاصة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3795
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2196
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات في قمة التنمية.. العالــــم فــي قطـــر ■قطر والأمم المتحدة شراكة دائمة ومستمرة نحو الأهداف المشتركة ■قمة التنمية ترسخ ثقة المجتمع الدولي بقدرات قطر ■الحدث الدولي الكبير باستضافة قمة التنمية موضع فخر واعتزاز ■حضور بارز لدولة قطر في جميع برامج الأمم المتحدة التنموية والإنسانية ■قمة الدوحة ستبقى علامة فارقة في مسيرة التنمية الاجتماعية ■«إعلان الدوحة للتنمية» سيكون بصمة تاريخية في سجلات الأمم المتحدة ■ترسيخ مكانة الدوحة كعاصمة للحوار والشراكة الدولية من أجل التنمية ترحب الدوحة بالعالم في قمة العالم الثانية للتنمية الاجتماعية التي تعقد بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد مرور ثلاثين عاماً على القمة الأولى التي عُقدت عام 1995، مما يضفي على قمة الدوحة أهمية استثنائية، فالدوحة عاصمة عالمية للفعاليات الكبرى، وقد استعدت بكل إمكاناتها لتوفير مقومات النجاح لبرامج القمة وجداول أعمالها وأنشطتها. ترحب الدوحة بكل المشاركين في قمة التنمية الاجتماعية الثانية التي تعقد على مستوى رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وكبار المسؤولين وقادة المنظمات الإنسانية بهدف معالجة الثغرات بشأن التنمية الاجتماعية التي أصبحت الشغل الشاغل لدول العالم، حيث إن أرقام الفقر والجوع ما زالت مرتفعة، فضلا عن الدول الخارجة من الحروب والأزمات والصراعات، مما يضاعف الحاجة إلى تجديد التزام دول العالم بدفع عجلة التنمية الاجتماعية. ومن المؤكد أن قمة الدوحة ستكون علامة فارقة في مسيرة التنمية الاجتماعية، ومثلما نجحت الدوحة في استضافة الفعاليات الكبرى من رياضية وسياسية واقتصادية وثقافية فإن قطر ستقدم للعالم أفضل نسخة من القمة العالمية للتنمية الاجتماعية. إن انعقاد قمة التنمية الثانية في الدوحة تعكس ثقة المجتمع الدولي بدور قطر وجهودها لتعزيز السلام والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة بوصفها شريكا دائما للأمم المتحدة، وكما أشار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في كلمته الترحيبية على صفحة القمة: «إن قطر استضافت على مر السنين العديد من المؤتمرات الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة، ما وفر منصة للحوار والتعاون بشأن أبرز التحديات العالمية، وتعكس هذه الجهود التزامنا الدائم بقيم وأهداف الأمم المتحدة ورؤيتنا لعالم يتاح فيه الازدهار للجميع». الشراكة بين قطر والأمم المتحدة تمتد لعقود وهي شراكة متجذرة في المبادئ والأهداف المشتركة الإنسانية والتنموية والتعليمية وحفظ الأمن والسلم الدوليين وتعزيز حقوق الإنسان، وتقديم المساعدة الإنسانية، والمشاركة في العمل الجماعي بهدف التصدي للتحديات القائمة والناشئة التي تواجه العالم. وأصبحت دولة قطر حاضرة بقوة في أغلب أنشطة الأمم المتحدة، وفي برامجها الإنسانية والتنموية. لطالما كانت قطر سباقة بدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة في مجالات مكافحة الفقر والصحة والتعليم من خلال مساعدات خارجية بلغت قيمتها نحو 4.8 مليار دولار منذ عام 2020، خصص 90% منها للدول الأقل نموا. كما حرص سمو الأمير المفدى على تتويج المساعدات القطرية بمبادرات وتبرعات أعلنها في كثير من الفعاليات الأممية، كان أبرزها تبرع سموه عام 2019 بمبلغ 100 مليون دولار لصالح الدول الجزرية والأقل نموا. كما توجت قطر شراكتها مع المنظمة الأممية بافتتاح بيت الأمم المتحدة في مارس 2023 ويُعد الأول من نوعه في المنطقة بصفته مقرا يجري فيه تنسيق المهام الإقليمية لعدة منظمات من ضمنها: منظمة العمل الدولية واليونسكو ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة الدولي للطفولة (اليونيسيف) ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية. وفي إطار الشراكة مع الأمم المتحدة تحضر أيضا مبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، لحماية التعليم في مناطق النزاعات عبر مؤسسة التعليم فوق الجميع، وعبر برنامج «علم طفلا» الذي نجح في إعادة 10 ملايين طفل إلى المدارس، فيما تسعى مؤسسة «صلتك» لتوفير فرص عمل لأكثر من خمسة ملايين شاب. وفي هذا السياق تعتبر استضافة الدوحة للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية رصيدا إضافيا يعزز مكانة قطر المرموقة على الساحة الدولية، ويعكس إيمانها العميق بأهمية التعاون متعدد الأطراف في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمعات، خصوصا في ظل التحولات العالمية المتسارعة التي أنتجت وقائع جديدة ترزح تحت أعبائها شعوب كثيرة، مما يزيد الحاجة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وتمكين الفئات الضعيفة من المشاركة الفاعلة في التنمية. إن هذا الحدث الدولي المهم المتمثل بانعقاد القمة التاريخية في الدوحة موضع فخر واعتزاز لدولة قطر وجميع أبناء الشعب القطري، فقد أثبتت قطر للعالم أنها المكان المثالي والنموذجي لاستضافة القمة بعد ثلاثين عاما على انعقاد القمة الأولى في كوبنهاغن. كما أن قطر أثبتت قدرتها وجاهزيتها اللوجستية والدبلوماسية والتنظيمية لاستضافة أكثر من 8 آلاف مشارك من مختلف دول العالم، بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وكبار مسؤولين وقادة منظمات دولية وإنسانية وتنفيذ جدول وبرامج القمة التي أعدتها الأمم المتحدة بجدارة وإتقان. ولعل السمة التاريخية لهذه القمة تستند إلى عدة عناصر أبرزها «إعلان الدوحة السياسي» الذي ستعتمده القمة وتصدره الأمم المتحدة، مما يجعل اسم الدوحة مسطرا في سجلات الأمم المتحدة وفي ذاكرة كل شعوب العالم المعنية بالتنمية وسيكون إعلان الدوحة مرجعا لكل باحث وخبير بشأن التنمية العالمية. ويعتبر «إعلان الدوحة للتنمية» تعهدا جماعيا للمشاركين لإحياء التعددية وتسريع التنمية الاجتماعية دون أن يتخلف أحد عن الركب، ومن بين أهدافه الالتزام بـ»تعزيز الحلول المبتكرة والتعاون الدولي الشامل لترجمة التزامات إعلان وبرنامج عمل كوبنهاغن، والبعد الاجتماعي لأجندة 2030، إلى إجراءات ملموسة لتحقيق التنمية الاجتماعية للجميع، لا سيما لفائدة البلدان النامية». ومن الجوانب المهمة أن استضافة قطر لقمة التنمية الاجتماعية تعكس التزامها الراسخ بتعزيز التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة ودعم العمل المتعدد الأطراف لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية لجميع الشعوب، كما تمثل فرصة محورية لتعزيز الحوار الدولي حول قضايا التنمية الاجتماعية وتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وقد عبر سمو الأمير المفدى عن هذا الالتزام بأبلغ الكلام حين قال: «تلتزم دولة قطر دوماً بالتنمية المرتكزة على الإنسان، سواء على المستوى الوطني أو العالمي. ومن خلال الاستثمار في التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية، وتعزيز فرص العمل المنتج والعمل اللائق للجميع، نواصل تعزيز العدالة الاجتماعية وترسيخ الشمول. كما أننا دافعنا عن تكامل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، من خلال اعتماد نهج يشمل الحكومة والمجتمع بأسره، ويضع الإنسان في صميم عملية التنمية». لقد أكدت دولة قطر أن التنمية الاجتماعية لا تتحقق إلا من خلال الاستثمار في الإنسان، وتعزيز قيم العدالة والتضامن، ودعم المبادرات التي تكرس التعاون الدولي وتستجيب لتطلعات الشعوب نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، وهذا ما أكده سمو الأمير المفدى في مختلف المناسبات أن الارتقاء بالإنسان يحقق التنمية المستدامة باعتبار الإنسان محور التنمية وغايتها الأساسية. لقد نجحت مسيرة قطر في تحقيق إنجازات نوعية وغير مسبوقة في عالم التنمية وصولا إلى رؤية قطر الوطنية 2030 وها هي اليوم تضع جهودها وخبراتها بتصرف العالم لبلورة رؤية وبرامج عمل لتحقيق التنمية التي تتطلع لها شعوب العالم. وذلك من خلال العمل الجاد والدؤوب مع الدول الأعضاء في القمة والمنظمات الدولية والإنسانية المشاركة لرسم المسار العملي لتحقيق أهداف التنمية. ولن تتوانى دولة قطر عن تقديم كل الدعم وبذل كل الجهود لوصول القمة إلى أفضل النتائج التي تحقق تطلعات شعوب العالم بالتنمية المستدامة وفقا لأهداف الأمم المتحدة، وترسيخ مكانة الدوحة كعاصمة للحوار والشراكة الدولية من أجل التنمية الاجتماعية المستدامة، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بقدرات قطر على تحقيق وإنجاز ما يعجز عنه الآخرون.
2103
| 04 نوفمبر 2025