رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر الحرمي

مساحة إعلانية

مقالات

1277

جابر الحرمي

دولة صغيرة بقلب كبير

16 يونيو 2005 , 12:00ص

العالم وجه انظاره امس الى الدوحة، في موقف ليس الأول من نوعه، وان كان الأهم باعتبار ان الحدث هو الاكبر في الشرق الاوسط، وهو الحدث الأبرز على الساحة الدولية.

فعندما تجتمع «132» دولة يمثلها قادة وزعماء ورؤساء حكومات وممثلو دول، اضافة الى مراقبين ومنظمات وجمعيات مدنية اخرى، في دوحة الخير، وفي ضيافة سمو الامير المفدى، هذا دليل على المكانة المرموقة التي تتبوأها دولة قطر على الصعيد العالمي، والمصداقية التي تتمتع بها، بفضل سياستها الحكيمة والواعية في تعاملها مع قضايا المجتمع الدولي.

مبعث الفخر ليس فقط حضور هذا العدد الكبير من الزعماء والقادة على مستوى العالم، بل في الانطباع الايجابي، والاشادة البالغة التي يرسلها كل ضيف، مسؤولا كبيرا أو مجرد عضو وفد، والثناء المطلق على التجهيزات والترتيبات التي وفرتها قطر لإنجاح هذا الحدث العالمي، الذي ربما لا يوازيه على مستوى العالم سوى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

في كل زاوية من زوايا المؤتمر هناك انطباع من قبل الحضور تبدو على قسمات وجوههم بأن مؤتمر الدوحة يمثل نقلة في تاريخ مجموعة الـ " 77 " والصين، وان هذه القمة تمثل منعطفا في تاريخ هذه المنظمة، التي تجاوز المنتسبون لها من الدول «132» دولة، على الرغم من مسماها بدول الـ «77».

لم تضع قطر يدها في امر الا كان النجاح حليفه، وهي شهادة ليست من اطراف محلية، بل ان شواهد التاريخ، واعتراف زعماء وقادة العالم، بالجهود القطرية الخيرة، وسعيها الدؤوب للوقوف مع الدول الشقيقة والصديقة، ومساعيها الرامية للم الشمل، وتوحيد المواقف، ودعم السلام والاستقرار الدوليين، ومساعداتها السخية لدول العالم، دون من او اذى،...، هذه وغيرها، جعلت من قطر بفضل سياستها الحكيمة، ودبلوماسيتها النشطة والواعية، قبلة دولية، يقصدها زعماء العالم، وتحتفي بها المحافل الدولية في كل مناسبة، ويشار اليها بالبنان، في الملمات والاحداث الجسام.

افخر بأن بلدي قطر هي اليوم تحتضن هذا العدد الكبير من القادة والزعماء، في مؤتمر يسعى لانتشال الدول الفقيرة من الأوضاع التي تعيشها، وسعيا لتطوير هياكل المنظمات الدولية، وبحثا عن آليات جديدة لتفعيل التعاون الثنائي بين بلدان الجنوب ـ الجنوب، وصيغة مثلى للتواصل الايجابي بين الجنوب ـ الشمال.

نعم نحن دولة صغيرة بسكانها، ومحدودة بمساحتها، ولكنها كبيرة برجالاتها ومواقفها، ومبادراتها النابعة من قناعات قيادتها الرشيدة،...، دولة صغيرة الا انها تمتلك قلبا كبيرا.

يفتخر كل مواطن بهذه المكاسب التي تحققها بلادنا، مكاسب لا تعد بالارقام، او تحصى بالورق والقلم، مكاسب هي اكبر من كل ذلك،...، عندما يخرج العالم اليوم من قطر، هو يغادرها جسديا، لكن بالتأكيد ستظل قطر راسخة في اذهان كل من حضر الى هذه الارض الطيبة، وحل ضيفا كريما على سمو الامير المفدى حفظه الله ورعاه، وضيفا كريما على هذا البلد المعطاء،....

قطر اليوم هي جزء لايتجرأ من ذاكرة التاريخ، الذي يقف طويلا امام هذه الدولة، ليسجل لقيادتها مواقف خالدة، افعالا تسبق الاقوال، فهنيئا لهذا الشعب بهذه القيادة.

مساحة إعلانية