رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في التاسع من مايو الجاري تطل علينا الذكرى الثامنة لغياب الشاعر المبدع القدير معروف رفيق عن أحبابه وعن متذوقي الشعر العربي الأصيل، ونظرا لأنه ينتمي لعائلة عاشقة للأدب والثقافة، فإن ابنه البار المهندس مروان معروف رفيق قد أعد العدة لإصدار الأعمال الشعرية الكاملة لوالده الذي كان يتمنى أن يصدرها بنفسه خلال حياته، لكن الأمنية لم تتحقق وقتها، وأصبح واجبا على عائلته أن تهتم بإصدارها، لتتواكب مع أجواء ذكرى غيابه عن أحبابه.
تضم الأعمال الشعرية الكاملة سبعة دواوين هي:القدس قصيدتي- علمني كيف أحبك- أشعار للفتيان والفتيات- قطر على شفة الوتر- فلسطين الجرح والطريق- صرخة مسلم على مشارف القرن الخامس عشر الهجري- ابتهالات، وفيها مجتمعة يتأكد لنا أن العروبة والإسلام يتناغمان ويتكاملان في أعماق مبدعها القدير، كما تتراءى أمام قارئها عذابات فلسطين، وتتجلى كذلك طموحات دولة قطر، وفي أجواء ذكرى غياب هذا الصديق الجميل، أحاول الآن أن أستعيد ملامح اللقاء الأول بيننا في الدوحة.
كنا – معروف رفيق وأنا- صديقين حميمين، منذ أن تلاقينا للمرة الأولى ذات يوم من أيام شهر يونيو سنة 1979حيث استضافني هذا الشاعر المبدع القدير في برنامجه الشهير: الزورق الذي كان يقدمه في إذاعة قطر، ورغم أننا لم نكن نركب أحد الزوارق في نهر من الأنهار أو في بحر من بحور العالم، فإني أوهمت المستمعين بأني في زورق حقيقي بالفعل، وأن أوراق قصائدي تتطاير في الهواء نتيجة لهبوب عاصفة من حولنا، ولم يشأ معروف رفيق- من جانبه- أن يكذب ما قلته وقتها، وبعد اختتام حلقة البرنامج فوجئت به يضحك ضحكة عالية، وقال لي وهو مستغرق في الضحك: لقد كدت أصدق أننا نتنزه في زورق، مثلما كان الشاعر الرومانسي علي محمود طه يركب الجندول في مدينة البندقية الإيطالية، وهو يقول ما غناه بعد ذلك محمد عبدالوهاب:
أين من عينيّ هاتيك المجالي
يا عروسَ البحر يا حلمَ الخيالِ
من هذا المنطلق، ظل معروف رفيق يتعامل معي باعتباري إنسانا محبا للدعابة التي يمتزج الجد فيها أحيانا بالهزل، وبعد موقعة الزورق أخذ يحدثني عن أصدقائه الآخرين، مؤكداً أنهم جميعا جادون، ولا يضحكون إلا بحساب، خصوصا أن فيهم من هم علماء دين ومن هم معلمون يتسمون بالوقار والرزانة! وحول هذه النقطة بالذات، فإني اكتشفت- ولكن فيما بعد- أن معروف رفيق كان يحب الدعابة، لكنه لا يعلن عنها في جلساته مع أصدقائه، أو في الأمسيات الشعرية التي كان يشارك فيها مشاركة إيجابية متحمسة، وإنما فيما يكتبه من قصائد فكاهية وخفيفة الظل، وهي قصائد تستدعيها مناسبات أو مفارقات اجتماعية.
حين أتذكر موقعة الزورق الآن بعد انقضاء سنوات عديدة على نشوبها، أقول- بكل اعتزاز- إن جسور الصداقة الصادقة ظلت وطيدة وراسخة، لكن هذا لا يعني أن معروف رفيق كان يعرف كل عوالمي المتنوعة بصورة دقيقة، كما أن هذا لا يعني أني كنت أعرف كل عوالمه المتعددة، فلكل إنسان أعماق قد يكشف عن بعضها أحيانا، وقد يكتشفها الآخرون، خصوصا إذا كانوا من محبي الاستطلاع أو كانوا من الفضوليين، ولم يكن معروف رفيق ولا أنا من هؤلاء الفضوليين الذين يحشرون أنوفهم في كل كبيرة وصغيرة.
هكذا كان لقائي الأول مع هذا الصديق الجميل ستة 1979 وكنت وقتها ضيفا جديدا وافدا للعمل في قطر، ولكن ماذا عن صداقاته وعلاقاته الإنسانية مع شعراء قطر وأدبائها وفنانيها ونقادها الذين بادلوه حبا بحب؟ هذا ما سأتحدث عنه في الأسبوع المقبل إن شاء الله، فإلى لقاء متجدد.
ما الذي يكشفه مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2025؟
يعكس مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2025 (Global AI Vibrancy Index) الصادر عن جامعة ستانفورد Stanford University... اقرأ المزيد
99
| 30 ديسمبر 2025
هل يدخل العالم عامي 2026 و2027 في «سنين عجاف» سياسيًا؟
لم تعد الأسئلة الكبرى في عالم اليوم تدور حول متى تنتهي الأزمات، بل حول كيف ستُدار. فالعالم، وهو... اقرأ المزيد
126
| 30 ديسمبر 2025
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
198
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2016
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1629
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025