رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
دائماً ما تكون المجموعة بنمطها محورا مهما ومتجددا للدراسة، لأنها قادرة على تشكيل التفكير نحو التوجهات الجماعية الثابتة والمحافظة، والذي يعني تقمص دور المجموعة بشكل شمولي. ومن هنا أيضاً بدأت المقارنات بين المجتمع الأبدي والمجتمع الدنيوي والاختلافات التي ظهرت بين المجتمعين في بيئة مختلفة ونمط عيش متغير وسريع. حيث وصف العلماء المجتمع الأبدي في هذه الحال بأنه محدود في ممارساته وتتشابه الأشياء فيه لأمد طويل نسبياً. بالمقابل يتميز المجتمع الدنيوي بالوعي أكثر عن ذاته والتغييرات التي تطرأ عليه في أوقاته المتغيرة والضيقة التي تحكم عليه مواكبة نمط تفكير متجدد.
تخيل إسقاط نفس أوجه المقارنة على واقعك اليوم. وقس هذا الجانب على واقع حالك في ظرفك الحالي وبحسب ما هو حولك من حراك، ثم ابدأ إثارة كافة الأسئلة التي تجعلك تتساءل أولاً عن دواعي الحاجة للتغيير، هل من الأساس أحتاج إلى عجلة تغيير مستمرة، ولماذا لا أكتفي بوجودي في وسط نفس الجماعة من دون أن يلامس هذه الجماعة أي تأثير خارج إطارها؟!، وقد لا تقبل التأثير من الأساس.
كل تلك الأسئلة وأكثر تجعلك تتساءل حول نمط تفكيرك والذي لربما يكون ازدواجيا، حيث يتداخل مع السياق الدنيوي المتغير والسريع. ولربما بشكله الأبدي الفلسفي، خاصة عندما تظل الإجابة عائمة ما وراء الطبيعية والغيبيات من دون إجابات واضحة.
نعود في هذه الحال لمسألة الإسقاط الواقعي، في لحظتك الآن وفي محيطك الحالي، أين أنت ما بين المجتمعين، إلى أي مجتمع تشعر أنك تميل، خاصة ونحن نواكب عدة تغييرات وانفتاح بأنماط مختلفة، والذي لا يواكب بالضرورة وجهة نظر الجماعة بسكونها الذي يستنكر التغيير بشكل عام. أين تقف في هذه الحال بذائقتك الفردية، وما مدى نمط تفكيرك على وجه الخصوص في وسط نفس الجماعة؟ هذا سؤال تجريدي، ومشوق لك للتعمق فيه.
الإدراك على أن الحقيقة قابلة للتغيير لأنها ظاهرة نسبية أمر لا بد أن يكون لك نظرية قادرة على تثبيت موقفك ما بين المجتمعين، بين الأبدي المحافظ والدنيوي المبني على التوقيت والنسبية والمادية. لأن في أسوأ الحالات وفي مراحل انفعالات لربما تشعر بأنك تميل في العيش وسط مجموعة تستنكر بعواطفها ما هو عكس بنائها القيمي - الجماعي، ولربما ترضي ذائقتك على الصعيد الفردي في نفس الوقت. بالتالي، قد تدخل في مرحلة ازدواجية، ولكنها في نفس الوقت قوية، لأنها بنائية بين نمط التفكير المتنقلة بين المجتمعين.
وليس بالضرورة أن تخلق من هذه الازدواجية نوعا من الإشكالية، إنما عليك النظر أيضاً من جهة مغايرة بأنك كفرد لا تشارك اليوم الآخرين من هم خارج مجموعتك بكامل الشخصية. وهذا وراءه سببه البسيط المتعلق بالعولمة بالتأكيد والمتفق عليه من قبل المجتمعين. والسبب الآخر الأبسط منه أنك اليوم لا تستطيع ألا تشارك مجموعات متنوعة على مر الزمن. انظر حولك في أبسط الأشياء لديك، مع من تجلس اليوم، وما الوسائل التي تتفاعل معها، ولمن توجه خطابك اليوم، كيف تنظر للعالم اليوم، هل تتفق مع مبدأ الحرب على سبيل المثال، أم تنظر للسلام والتفاوض حتى مع عدو اليوم، لماذا التبادل الثقافي اليوم على الانغلاق والاحتواء، وما دواعي التحضير لكأس عالم في بلدك، وما حاجة البصمة المحلية للعالمية؟!
تظل هناك بساطة أخرى في أنماط التفكير المعاصرة لم أتطرق إليها، بل أتركها لكم للوعي في مدى انتقال المجتمع بين مجموعات مختلفة ذات السمات الدنيوية المتغيرة.
كأس العالم خَصص لإطاره مكانه دنيوية، بحسب ممارسته للنمط المادي والمؤقت. بالتالي، لا شك بأن ظاهرة كأس العالم نسبية، أي تعتمد على معايير التجارة والتنافس الشديد والمعاصرة. لا يمكن أن يتحقق كأس العالم إلا إذا واكب مبدأ الازدواجية ما بين الأبدي والدنيوي. صحيح أن المجتمع باعتباره مجموعة كبيرة تتسم بنمط عيش واحد وسلوكيات متبعة، يحاول في هذه الحال أن يكابر على المبدأ الدنيوي في بناء محيط مؤقت ومادي مواكب للحالة الرياضية على سبيل المثال، ولكنه أيضاً قد يكون غير قادر على استيعاب المجتمع الدنيوي ومتطلباته. لذلك تكمن هنا إشكالية الوعي بين أنماط التفكير، قد يصعب عليه في هذه الحال فهم السياق المؤقت وازدواجيته مع بقاء المبدأ الثابت والمعتمد.
تظل هناك قيم متضاربة، وفي كل الحالات لا يوجد أولوية لعنصر على آخر، فلا التغيير أفضل من المبادئ بشكله الكلي، ولا الثوابت أفضل من التغيير بشكله المتزمت. إنما يفضل أن يتم الاستمرار في التمييز بوعي في الحال الراهن والتمعن أكثر في أنماط التفكير بين ما هو رئيسي وثانوي.
في منتدى الدوحة 2025 وسط حضور كبير تجاوز ستة آلاف شخص وفي التنوع في الجلسات الحوارية التي ناقشت... اقرأ المزيد
39
| 17 ديسمبر 2025
تحسبونــه هينا وهو عند الله عظيم
وصلت صباحا وكلي همة وتفكير من أين سوف أبدأ، فإذا بي أدخل المكتب وأجد مكتب زميلتي ليس على... اقرأ المزيد
33
| 17 ديسمبر 2025
قطر.. قصة وطن يتألّق في يومه الوطني
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تكون دولة قطر على موعدٍ مع ذاكرتها الوطنية، وتفتح صفحات... اقرأ المزيد
42
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
807
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025