رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

195

جواهر آل ثاني

فن العيش بامتنان

15 يوليو 2025 , 05:22ص

تخيّل أنك تخرج إلى الشارع وترى الأنوار موشوشة والشوارع غير واضحة. تخيّل أن تأكل الكبسة أو البيتزا- حسب تفضيلك- وتشعر بأن الطعام بلا طعم وكأنه ماء. تخيّل أن تسافر وفي كل مرة لا تستمتع بوقتك وترجع لتقول بإنك تحتاج إجازة بعد الاجازة.

تخّيل أن ما قلته هو واقع وليس خيالاً للكثير من الناس. الكثير من الناس يقضون يومهم دون أن يشعروا بحرارة الشمس أو برودة الطقس على جلودهم. الكثير يأكلون ويشربون دون أن يستطعموا ما يأكلونه أو يشربونه. الكثير يخرجون إلى النزهة أو لحضور فيلم في السينما ليرجعوا إلى بيوتهم ضجرين وكأنهم لم يخرجوا قبل قليل. ما السبب؟ قد يعود ذلك إلى الكثير من الأسباب ولكن من أبرز الأسباب الذي سأعرج عليه هنا، هو الافتقار إلى الامتنان وتقدير النعم.

الكثير لا يشعر بقيمة ما يملكه وما يعيشه وهذا يجعلهم لا يشعرون بحلاوة الحياة. والدليل عندما نرى انسانا فاقدا لعينه او ساقه أو يده، ويعيش حياته بسعادة، وانسانا يملك عائلته وماله وصحته ولا يزال تعسا.

شكر الله والشعور بالامتنان والتقدير اليومي يزيد من سعادة الانسان ويُحسّن من جودة الحياة.

الشعور بالامتنان يعزز الطاقة الإيجابية لدى الانسان ويساعده في المضي في الأوقات الصعبة.

كيف يمكن للإنسان أن يزيد شعوره بالامتنان في الحياة ليشعر بطعم الحياة من جديد؟ يمكن الشعور بالامتنان عبر كتابة قائمة امتنان يومية مكونة من خمس نقاط على الأقل بأشياء يمتن لها الانسان في حياته وأن يحاول ألا يعيد هذه القائمة في اليوم التالي بل وأن يجد أمورا جديدة يمتن لها، كأن يكتب مثلاً، أنا أمتن أني أستطيع كل يوم أن أذهب وأمشي إلى عملي بدون صعوبات.

كما يستطيع الانسان أن يُدخل في محادثاته مع الناس أمورا يمتن لها عندما تأخذ الاحاديث منحى سلبيا، كأن يقول إن تذمر هو أوغيره عن عائلته: الحمد لله أن لدي عائلة تحيط بي !

يجب أن يكون الشكر والشعور بالامتنان أسلوب حياة، ولذلك يحتل الحمد مكاناً كبيراً في ديانتنا الإسلامية. عندما نحمد الله ونشكره على ما نملكه وإن كان قليلا نرتاح ونشعر بطعمه وحلاوته، لأننا نفهم بأننا قد نفقده في أي وقت فقد قال الله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» (آل عمران: 140) وقال في موضع آخر: «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (26). ولذلك نقدّر كل ما نملكه ونتمسك به ونثق بالله ونتوكل عليه، ونعرف بأن حتى أسوأ أيامنا هي خيّرة وعظيمة لأنها من الله. 

مساحة إعلانية