رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. هلا السعيد

مساحة إعلانية

مقالات

117

د. هلا السعيد

الوطن والجراح: حين نرفع راية الوفاء للشهداء

14 سبتمبر 2025 , 02:20ص

في مساء 9 سبتمبر 2025، تعرضت قطر لعدوان غادر أرهق قلوب جميع المواطنين. عدوان  استهدف الدوحة وأسفر عن استشهاد عدد من الأبرياء، بينهم مدنيون لم يكن لهم ذنب سوى أنهم يعيشون على أرض وطنهم ويؤمنون به. هذا العدوان لم يكن مجرد حدث سياسي أو عسكري، بل هو اختبار حقيقي لوحدة الشعب وقوة عزيمته، ولتذكير الجميع بأن الأمان الذي نعيشه هو ثمرة تضحيات كبيرة، وأن الحرية ليست هبة تأتي بسهولة.

وسط هذا الألم، تجلت أروع صور الوطنية. المواطن القطري أظهر قدرته على الوقوف صفًا واحدًا مع أسر الشهداء، وتقديم الدعم للجرحى، والمشاركة الفعلية في كل ما يحمي المجتمع. لقد كانت المشاركة تعبيرًا عن الولاء الصادق والانتماء الحقيقي للوطن، حيث لم يقتصر دوره على الشعور بالحزن أو الاستنكار، بل امتد إلى العمل، والتوعية، والتكاتف للحفاظ على الأمن والاستقرار.

وكان لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دور بارز ومؤثر في هذه اللحظات الحزينة. فقد حضر سموه مراسم صلاة الجنازة على الشهداء في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، معزيًا أسرهم، ومؤكدًا أن الدولة لن تنسى تضحيات أبنائها، وأن حماية المواطنين صمام أمان الوطن. هذا الموقف يجسد العلاقة العميقة بين القيادة والشعب، ويذكرنا بأن الوطن يعيش وينهض حين يكون الشعب والقيادة قلبًا واحدًا ويداً واحدة في وجه كل تحدٍ وتهديد.

لقد أثبتت هذه الأزمة أن المواطن القطري هو الدرع الحقيقي للوطن، وأن التضحية ليست مجرد شعار، بل ممارسة يومية تظهر في كل موقف يتطلب الوقوف دفاعًا عن الأرض والكرامة. فالوفاء للوطن يبدأ من كل بيت، من كل قلب ينبض بالحب والولاء، ومن كل فرد يعي أن دوره لا يقتصر على التواجد في مكانه، بل يمتد إلى حماية قيم وأمن وطنه.

في المقابل، تؤكد الدولة دائمًا أن حماية المواطن والدفاع عن الوطن ليست خيارًا بل هو واجب لا يتزعزع. من خلال الأجهزة الأمنية، والخطط الوقائية، والدعم الكامل للمواطنين وأسر الشهداء، تظل قطر دولة قوية صامدة أمام كل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار. كما تبرز أهمية التعاون بين الدولة والمواطن، حيث يصبح كل فرد جزءًا من منظومة الدفاع والحماية، ويكون كل تضحية صغيرة أو كبيرة لبنة في صرح الوطن الكبير.

في النهاية، العدوان الغادر يذكرنا جميعًا بأن حماية قطر مسؤولية مشتركة بين القيادة والشعب. المواطن هو الدرع الحامي، الدولة هي السند والحامي، والوطن هو القيم والأرض التي تستحق أن نحميها بكل ما نملك. التضحية والعمل المشترك هما السبيل لاستمرار قطر قوية، آمنة، ومزدهرة، لتظل مثالًا للوفاء والصمود أمام كل التحديات.

مساحة إعلانية