رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. هلا السعيد

مساحة إعلانية

مقالات

393

د. هلا السعيد

العودة للمدارس

03 سبتمبر 2025 , 12:00ص

«كل بداية جديدة فرصة لنرتب حياتنا من جديد».

ها نحن نودّع الإجازة بكل ما فيها من فوضى جميلة: سهر طويل، خروج متكرر، تسلية بالأجهزة الذكية، رحلات وتنزه، ومأكولات بلا حساب. ومع اقتراب العودة للمدارس والجامعات، نجد أنفسنا كأسر أمام تحدٍ كبير: كيف نعيد أبناءنا إلى النظام؟ هل نغلق فجأة باب الفوضى، أم نأخذهم بالتدرج نحو الروتين من جديد؟

الحقيقة أن العودة المفاجئة غالبًا تُرهق الطالب وتُربك الأسرة، بينما التدرج هو المفتاح الذهبي. قبل أسبوع من الدراسة على الأقل، يُستحسن البدء بإعادة تنظيم ساعات النوم شيئًا فشيئًا، وتحديد أوقات الوجبات الرئيسية مع التركيز على نوعية الطعام الصحي والمتوازن. كما يُنصح بتخفيف ساعات استخدام الأجهزة الذكية والتقليل من الخروج من المنزل ولقاء الأصدقاء تدريجيًا، دون فرض قرارات حادة أو صارمة. الهدف هو أن يشعر الطالب أن العودة إلى الدراسة امتداد طبيعي لحياته اليومية، لا عقوبة بعد الإجازة.

حاول قدر الإمكان إشراك ابنك في التجهيز للمدرسة، من خلال:

• اصطحابه للتعرف على المكان، سواء كانت المدرسة أو الحضانة أو الجامعة، قبل بدء الدراسة.

• مرافقتك أثناء شراء الزي المدرسي أو اليونيفورم، وكذلك الحقيبة، الدفاتر، والأقلام.

• السماح له بالاختيار والمشاركة في اتخاذ القرارات، لتعزيز شعوره بالمسؤولية والحماس للعام الدراسي الجديد.

الأسبوع الأول: التهيئة النفسية والروتينية

في هذا الأسبوع تتشكل صورة المدرسة أو الجامعة في ذهن الطالب، وتُبنى مشاعره تجاه العودة. لذلك، دور الأسرة أساسي:

• الاستماع لمشاعر الأبناء، سواء كانت حماسًا أو قلقًا.

• تهيئة أجواء صباحية مبهجة: فطور صحي، كلمات دافئة، تحفيز وتشجيع.

• تجنب التوبيخ أو المقارنات مع الآخرين، بل تشجيع الخطوات الصغيرة للعودة للنظام.

نصائح حسب المرحلة التعليمية

1. الروضة:

• إعادة جدول النوم تدريجيًا مع تقليل وقت اللعب على الأجهزة.

• تنظيم أوقات اللعب والوجبات والراحة بشكل يومي، حتى يصبح الروتين مألوفًا.

• إشراك الطفل في تحضير حقيبته أو اختيار زيّه المدرسي، لرفع حماسه للعودة.

2. الابتدائي:

• تعزيز المسؤولية: مراجعة الواجبات بشكل يومي، وتحديد وقت للقراءة أو المذاكرة.

• مشاركة الطفل في تحديد أهداف بسيطة للعام الجديد.

• تشجيعه على تنظيم مكتبه وأدواته لتعود عادة النظام تدريجيًا.

3. الثانوي:

• تعزيز مهارات الإدارة الذاتية: تنظيم جدول يومي يوازن بين الدراسة والترفيه والنوم.

• مراقبة استخدام الأجهزة الذكية مع احترام خصوصيته، وتشجيع النشاطات الاجتماعية الواقعية.

• الحديث معه عن أهمية الدراسة للمستقبل، مع تقديم الدعم النفسي عند الحاجة.

4. الجامعي:

• إعادة تنظيم وقت النوم والوجبات وفق جدول المحاضرات والدروس.

• التركيز على إدارة الوقت بين الدراسة، الأنشطة، والعمل إن وجد.

• تشجيعه على الالتزام بالروتين بنفسه دون فرض صارم من الأسرة، مع توفير دعم معنوي عند الحاجة.

العودة للطلاب ذوي الإعاقة

قد يواجه هؤلاء الطلاب صعوبة أكبر في العودة بعد الإجازة، حيث قد يفقدون بعض المهارات أو يكتسبون عادات غير صحية. الحل هو التدرج والصبر:

• إعادة جدول الروتين اليومي خطوة خطوة.

• استخدام الجداول البصرية والتذكير المستمر بالأنشطة اليومية.

• إشراكهم في تحضير المستلزمات المدرسية لرفع الحماس والاعتماد على الذات.

• التواصل مع المعلمين لضمان دمج سلس ودعم مستمر.

نصائح عامة للأسر

• تعديل النوم تدريجيًا قبل أسبوع على الأقل.

• تقليل استخدام الأجهزة الذكية تدريجيًا، واستبدالها بأنشطة ممتعة.

• التركيز على الحديث الإيجابي عن المدرسة والجامعة.

• القدوة الحسنة: الأب والأم كنموذج للنظام والهدوء.

• تذكير الأبناء بالإنجازات الصغيرة لتشجيعهم على الاستمرار.

العودة للمدارس ليست مجرد بداية عام جديد، بل فرصة لصفحة جديدة بالحب والنظام، ولتقوية الروابط الأسرية، وتحفيز الأبناء على تنظيم حياتهم بكل مراحلها التعليمية.

ونسأل الله أن يوفّق طلابنا في عامهم الدراسي الجديد، وأن يكون عامًا مليئًا بالنجاح والتحصيل والفرح والإنجاز.

مساحة إعلانية