رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالرحمن إبراهيم حسن

عبدالرحمن إبراهيم حسن

مساحة إعلانية

مقالات

825

عبدالرحمن إبراهيم حسن

الإدارة بالاتصال

14 سبتمبر 2013 , 12:00ص

يطرح "PAUL M COOK" مؤسس شركة Raychem، للصناعات الجوية والفضائية والاتصالات الأمريكية، نظريته في قيادة المؤسسة سماها "الإدارة بالتجوال"، تتلخص النظرية في قيام القائم على رأس الهرم الإداري في مؤسسة خاصة أو قطاع عام (وزير، وكيل وزارة، مديرو الإدارات)، بالاتصال بنفسه يوميا بالموظفين أو من خلال وحدة "العلاقات العامة"، ليسألهم، كيف أنجزت الأعمال؟ وما هي النتائج المستهدفة التي تحققت؟ نظرية تضع القيادة على مسافة قريبة من التابعين في المؤسسة تمنحها فرصة التعرف على الأفكار التي يحملها العاملون والتي يمكن أن تسهم في تحقيق أداء أفضل وبالتالي جودة في أعمال المؤسسة من مخرجات، نظرية تحفز العاملين على إبقاء عملية الإبداع لديهم مستمرة، في تحليله لنظريته تلك، يقول PAUL M Cook: إن نظرية الإدارة بالتجوال تمنح القادة الإداريين بناء شبكة من العلاقات الإنسانية مع العاملين في المؤسسة ومد خطوط اتصال مباشرة معهم من خلال تجواله في الوحدات الإدارية يتعرف على مواطن القوة والضعف في سلوكه القيادي عن طريق الآراء المرتدة مباشرة من مرؤوسيه وبالتالي تقليل مساحة الخطأ والنقد الذي قد يدفع به للقيل والقال وكثرة سؤال منتقديه من قبل الجمهور الداخلي، ناهيك عن النقد الذي قد يتعرض له من جمهور المتعاملين من خارج المؤسسة الذين ترتبط مصالحهم بمؤسسته التي يرأسها أو (الوزارة)، بالإضافة إلى ذلك تتيح النظرية للقيادة الإدارية التعرف عن قرب على مؤهلات وخبرات المنتسبين لوزارته أو المؤسسة التي يرأسها، حيث معرفته تلك تعينه على حسن اختياره في تعيين الأكفاء في مناصب قيادية، وفي بلد تتسع فيها دائرة الحريات الإعلامية تصبح آراء العامة المرتدة على ضعف الأداء المؤسسي رصاصة رحمة يوجهها الجمهور للقيادة الإدارية، وما لم يتدارك رأس الهرم الإداري (القيادة) تلك الآراء ويعمل على تصحيح سلوكه الوظيفي كقائد إداري؛ فإنه بذلك قد شرع في دق آخر مسمار في نعشه، في إحدى مؤسسات القطاع العام (وزارة) ومنذ أن تولى أحد العاملين فيها حقيبتها الوزارية بلغت نسبة التسرب الوظيفي فيها قرابة 30 % من كادرها المؤهل من دون أن يكترث ذلك القيادي القائم على رأس هرمها الإداري لتلك النسبة والعمل على الحد منها !!؟؟، وبدأ مؤشر الأداء السلوكي لقيادة تلك المؤسسة في الهبوط الحاد مما أوجد حالة من التذمر والسخط لدى المنتسبين للمؤسسة وأصبح القائم عليها حديث العامة في مجالسهم ولسان حالهم ينطق بالدعاء "اللهم عجل زواله القريب"، وقد أزيل ذلك المسؤول عن رأس الهرم أو قل ـ إن شئت ـ (خلع).

تبرز النظرية بحسب تحليل مُنظرها، أهمية دور إدارة العلاقات العامة في التنظيم الإداري كحلقة وصل ما بين القمة والقاعدة من جمهور التنظيم الإداري الداخلي، وهم الموظفين والخارجين وهم العامة ممن ترتبط مصالحهم بالتنظيم الإداري، وهذا يتطلب بأن يكون موظف العلاقات العامة على درجة عالية من التأهيل العلمي ولديه قدرة على التحليل الإحصائي كي يتمكن من رصد الظواهر الإدارية وترجمتها إلى لغة الأرقام، والتي تعطي بدورها مؤشرات تعين القيادة الإدارية من إتخاذ قرارات مبنية على معايير علمية وموضوعية واضحة المعالم، إلا أن واقع الحال في بعض من مؤسسات القطاع الحكومي (الوزارات) مغاير تماما بالنسبة لقادتها الإداريين وكذلك الحال بالنسبة لإدارة العلاقات العامة فيها، قادة إداريون يعيشون في غياهب الجب عن مرؤوسيهم ووحدات للعلاقات العامة يرأسها ويعمل فيها ملأ لا يكادون يفقهون حديثا عن أبجديات العلاقات العامة، هم لحاشية الملك أقرب من كونهم موظفي العلاقات العامة، حملوا من اوزار مديريهم لا يدركون من الفعل غير تهيئة مصعد (الوزير) وتجهيز موائد البوفيهات وحمل متاع الملك في حله وترحاله وإصدار بيانات الشجب والإنكار ضد منتقدي الأداء الوظيفي والمؤسسي "لبئس ما كانوا يفعلون"، إين دور العلاقات العامة في رصد ظاهرة التسرب الوظيفي؟ أين هي الدراسات والأبحاث التي تمكن من وضع استراتيجيات إدارية بعيدة المدى تحقق جودة في المخرجات؟ ما هي مؤهلات القائمين على إدارة الاستراتيجيات في التنظيم؟ ماذا أضاف مدير العلاقات العامة من رؤى وأفكار من شأنها إضافة قيمة إدارية لعمله؟ إن نظرية "الإدارة بالتجوال" يتطلب فهمها قادة خبروا بعلوم الإدارة وتمرسوها لا قيادات أقل ما توصف بأنها "صم بكم عمي" وهم كل على التنظيم.

مساحة إعلانية