رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نشأ والد الصحابي حذيفة بن اليمان في مكة، وكان اسمه حُسيل بن جابر العبسي، عاش بين أهل مكة كواحدٍ منهم، له ما لهم وعليه ما عليهم، وظل في عيشته هذه مطمئنا آمنا، لا يكدر هناءها، ولا يعكر صفاءها شيء من شرور الأهواء، ولا صروف الأيام، حتى قُدّر لحسيل بن جابر، أن يصيب في مكة دما، جعله طِلبة للثأر الذي لا يرضى بشيء سوى سفك دمه، ولم تكن له منعة في قومه تكفيه وتذود عنه، فلم يجد حُسيل من بعدُ بدا من أن يترك مكة فارا بحياته إلى يثرب.
هناك في يثرب استقر بحسيل المقام، وحالف بني عبد الأشهل من قبيلة الأوس اليمانية، القبيلة التي نزحت من قديم من اليمن، فسمي لذلك حسيل باليمان، حتى لم يعد يعرف إلا بهذا الاسم الجديد، ثم تزوج منهم، وولدت له زوجه ابنه حذيفة، الذي أصبح له في الإسلام شأن أيُّ شأنٍ، سنعلمه فيما يأتي.
شب حذيفة في يثرب، وطن أبيه الذي اختاره بديلا عن وطنه الأصلي، شب هنالك مع القوم الذين شاء القدر لهم أن يكونوا أنصاراً لرسول الله، عليه الصلاة والسلام، وأن تكون مدينتهم موطناً لدعوة الإسلام الذي شاع نوره وأضاء ما حوله، وكان للأنصار أوسهم وخزرجهم حظٌ عظيم من نوره، وفعل جليل لنصرته، في تلك المدينة سمع اليمان وابنه حذيفة، وابن آخر له اسمه صفوان، عن الإسلام، وعلموا الكثير عن دعوة ورسالة النبي الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، ممن دخلوا دين الله من قومهم، وقد كانوا كثيرا، فعزموا على المجيء إلى رسول الله لمبايعته، والدخول في الإسلام، وقد صح عزمهم فقدموا على الرسول الكريم، وأسلموا لله رب العالمين.
حين رأى رسول الله حذيفة، تخايل فيه علامات النجابة والفطانة، وتوسم فيه خيرا كثيرا، فأحب إكرامه فقال له:(إن شئت كنت من المهاجرين، وإن شئت كنت من الأنصار، فاختر لنفسك ما تحب)، ولأن حذيفة كان قد ولد وتربى مع الأنصار في المدينة، اختار أن يكون من الأنصار. لم تنقطع صلة اليمان بموطنه الأول مكة، دار مهده وصباه وشبابه، فكان يزورها من حين إلى آخر، بعد أن ابتعد عنها سنينَ طويلة، وفي إحدى زياراته صحبه ابنه حذيفة إلى مكة، وذلك بعد إسلامهما، وبعد هجرة الرسول إلى المدينة، فحدث أن أمسك بهما المشركون الذين كانوا متهيئين للخروج إلى قتال المسلمين قبل معركة يوم بدر، وأسروهما واشترطوا عليهما مقابل أن يطلقوهما ألا يقاتلا مع المسلمين، وأخذوا عليهم العهد بذلك، فأعطوهم العهد وانطلقا في سبيلهما حتى بلغا مشارف المدينة ولقيا الرسول فأخبراه خبرهما مع قريش، فقال لهما:(نستعين الله عليهم، ونفي بعدهم)، وبذلك لم يشهد حذيفة ولا أبوه اليمان، يوم بدر العظيم، وتلك هي أخلاق المسلمين المؤمنين، وما يمتازون به من خِلال، التي من أبرزها الصدق والوفاء بالعهد، ولو مع الأعداء، ومع من يكرهون، وما ذلك إلا من تقوى الله عز شأنه، التقوى التي حلت في قلوبهم، فجعلتها قلوبا بصيرة لا تعمى عن الحق، بل تُقر به، قلوبا بيضاءَ مملوءة بمعاني الخير والبر، بحيث تعرف المعروف، وتنكر المنكر.
ظل حذيفة بعد يوم بدر الذي لم يكتب له أن يشهده، متشوقا متطلعا إلى يوم آخرَ يُري فيه الله من نفسه تضحية وفداءً من أجل دينه الذي آمن به، وليعوض أيضا ما فاته مع إخوانه المسلمين، من عظيم الأجر الذي ظفروا به فكانوا من الفائزين، كان ذلك منه حتى بلَّغه الله يوم أحد، فخرج فيه مجاهدا في سبيل الله، جاهد في ذلك اليوم ولم يكن في حسبانه ما كان ينتظره فيه من شدة وبلاء على نفسه خاصة، وعلى المسلمين عامة، بعد أن دارت الدائرة عليهم بمخالفة من خالف أوامر رسول الله، أما ما وقع على حذيفة خاصة من بلاء وشدة وكرب، فهو أن بعض المسلمين قتلوا خطأ من غير علم أباه اليمان حين لم يعرفوه، إذ لم تكن له علامة ولا شارَة مبيِّنة في زيّه، ولم يكونوا يستطيعون تمييزه من وجهه، فقد كان متلثما في معمعة الوغى، ناهيك بمُثار النَّقْع الذي غطى الوجوه، واعتلى الرؤوس، فأضعف نظر الأبصار، فما عاين حذيفة ذلك المصاب الجلل، إلا والسيوف والرماح تنوش أباه، وتَعْتوره، فصاح صيحة هائلة، ارتجت لها الأبدان في ساحة الهيجاء قائلا: أبي، أبي، ويحكم إنه أبي. ولكنّ السيفَ كان قد سبق العَذَل، فأخذ الجزع والحزن من نفس حذيفة مأخذا عظيما، يصعب احتماله، ولا يمكن تصوره.
أما من قتلوا أباه فقد اعتراهم الفزع، وتملكتهم الحيرة، وسُقطوا في أيديهم، ولم يزيدوا على قولهم: والله ما عرفناه. ثم قال لهم حذيفة بصوت متهدج تكاد تخنقه العبرات: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين)، ثم استمر حذيفة يقاتل حتى وضعت المعركة أوزارها، وانتهى القتال بما انتهى عليه من مصاب وبلاء.
لما علم رسول الله، بخبر قتل اليمانِ أبي حذيفة خطأ، أمر بالدية تُسلم لولده، فأخذها حذيفة وتصدق بها على المسلمين، وهو على ظنٍ حسن بأن أباه قتل شهيدا، وأنه بفضل الله وكرمه معدودٌ في الشهداء، وبصنيع حذيفة هذا ارتفع قدره، وكبر شأنه بعين رسول الله، وعرف قوة إيمانه، وكرم معدنه.
جاء يوم الخندق، اليوم الذي جمعت فيه قريش أحزابها من العرب لغزو المدينة والقضاء على المسلمين، حتى صاروا جيشا لَجِبا، فيه نحو عشرة آلاف مقاتل، ومَضَوْا إلى ما أرادوا، فحاصروا المدينة المنورة، نحو شهر بعد أن فوجئوا بالخندق أمامهم محفورا، يصدهم عن الاقتحام والهجوم، وفي تلك الظروف الشديدة، والأحوال العصيبة، التي بلغت ذروتها على المسلمين نتيجة الحصار، والاستعداد للمواجهة المحتملة في أي حين إن استطاع ذلك الجيش الكبير اجتياز الخندق، واختراق حصون المدينة، أصاب المسلمين ما أصابهم من نصب وجوع وخوف وقلق، علاوة على البرد القارس، الذي لفَّ الأجواء ببرودته الشديدة، فكان ابتلاءً عظيما، زُلزلوا به زلزالا عنيفا.
عند كل ذلك رأى رسول الله أن يرسل رجلا إلى معسكر العدو، ليجسّ له خبرهم، فبينما هو جالس مع أصحابه الكرام في ليلة ليلاءَ باردة، إذ قال:(ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة)، سكت جميع الصحابة، ولم يجبه منهم أحد، فكرر رسول الله قوله ذاك، فلم يجبه أحد، فأعاد الرسول قوله ثانية، فلم ينطق أحد بكلمة واحدة، وذلك من شدة ما كان بهم من بأساء وضراء، فوق ما تحتمل طاقتهم، وطاقة البشر عامة، ثم قال رسول الله:(قم يا حذيفة، فأتنا بخبر القوم، ولا تَذْعَرهم)، فلم يجد حذيفة بدا من أن يقوم إذ دعاه الرسول باسمه، فقام متحاملا على نفسه، من فرط ما به من جهد وإعياء، ومضى في طريقه حذرا حتى أتى معسكر الأعداء، وتسلل إليه حتى صار جالسا مع بعض الأجناد، ولم يشعروا به إذ كانت الرياح القوية قد أخمدت نيرانهم، فباتوا في ظلام دامس، حينئذ أحس قائد جيش المشركين أبو سفيان بالخطر في ذلك الظلام الذي لا يكاد يعرف فيه الرجل من بجواره، وخشي من أن يتسلل في جنودهم أحد من المسلمين، فقام على شَرَفٍ محذرا الجيش بصوت جهير سمعه حذيفة:(يا معشر قريش، لينظرْ كلٌّ منكم جليسه، ولْيأخذْ بيده، وليعرف اسمه)، هنالك سارع حذيفة بسرعة بديهته، وفطنته الذكية، إلى أخذ يد الرجل الذي بجواره، وقال له: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. وبذلك أمن على نفسه بينهم.
وفي تلك الليلة رأى أبو سفيان ما حلّ بالجيش، ونظر فيه فإذا بالخيل والإبل قد هلكت، والريح ما انفكت عنهم مشتدّةً أياما، بحيث لا تقوم لهم نار، ولا تطمئن قِدْرٌ، ولا يستمسك لهم بناء، فقال لهم: إني مرتحل، فارحلوا، وراح يهيئ للمسير.
ما إن سمع حذيفة ذلك من أبي سفيان، ورأى حالتهم تلك، حتى انسل هاربا، ورجع إلى رسول الله فرحا مستبشرا، بنجاحه في مهمته، وفرحا أيضا بما يحمل من خبر رحيل الأعداء، فسُر النبي بالخبر، وحمد الله أن كفاهم القتال، كما سُرّ بحذيفة الذي أدى مهمته على أتم وجه، وألبسه عباءة كانت عليه يصلي بها، ونام بها حذيفة في تلك الليلة، نوما هادئا هانئا، نومَ قرير العين، وما زال نائما حتى أصبح، فقال له رسول الله ممازحا: (قم يا نَوْمان).
لماذا تفشل أنظمتنا؟ البحث عن «البركة» في أوراق الحوكمة
هل سبق لك أن جلست في اجتماع عمل، ونظرت إلى اللوائح المعقدة المعلقة على الحائط، أو التقارير الدورية... اقرأ المزيد
408
| 12 نوفمبر 2025
ثقافة إيجابية الأخطاء
في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل كجريمة مهنية لا كمحطة تعلّم. يخاف الموظف من المجازفة لأن... اقرأ المزيد
531
| 12 نوفمبر 2025
الذكاء الاصطناعي في المدارس
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع مرور الوقت تحوَّل إلى لغة العصر في... اقرأ المزيد
312
| 12 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية


مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
12453
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7122
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
3654
| 10 نوفمبر 2025