رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* عندما يزيد الأمر عن حده لابد أن يجأر الناس بالشكوى، والموضوع استغلال أصحاب العقارات الذين بدأوا يطلبون زيادات للإيجارات التي من المفروض أن تنخفض وذلك لتوافر وحدات سكنية كثيرة خالية، وبقانون العرض والطلب الذي يقولون إنه يتحكم بسوق العقارات لا حجة لأي زيادة لوجود وفرة في المعروض، لماذا الزيادة إذن وكثير من الناس الذين لا توفر لهم وظائفهم سكناً يدفعون إيجارات لا إنسانية تتجاوز نصف مرتباتهم، ينتظر المتضررون قانوناً يحمي الناس من مزاجية أصحاب العقارات الذين يرفعون إيجاراتهم وهم ممددون في برد المكيفات، لا يستشعرون ما يكتوي به غيرهم خاصة وقد التهبت أسعار ضرورات الحياة بشكل غير مسبوق بدءاً من رسوم المدارس، أعانهم الله عليها، مروراً ببقية احتياجات لا غنى عنها ولا تعد إطلاقاً من باب الترف أو "البعزقة" أو الترفيه، إن من يتابع حالات "الاحتياج" للمساعدة المنشورة بالصحف يلحظ أن كثيراً منها متعثر بدفع الإيجار، أو اجتمعت عليه إيجارات بمبالغ عجز عن دفعها، أو تعرض فعلاً للطرد الجبري، وكلها مشاكل لا تحتمل الانتظار إذ إن أهم ما في حياة الإنسان قبل طعامه أربعة حوائط تستره، ولعل الجشع المستشري هو سبب أساسي يحتاج العلاج بتوجيه المجلس الموقر فلقد أسر لي أحدهم أنه استأجر جميع فلل الكومباوند بتسعة آلاف ريال ثم أعاد تأجيرها من الباطن باثنى عشر ألف ريال، وطالب بزيادة جديدة بانتهاء العقود!! أي مواطن أو مقيم لا حيلة له في دفع جشع كهذا يحفظ للناس حياة كريمة لا يحتاجون معها إلى جمعيات خيرية، ولا إلى ذل نشر حالات احتياجهم وبذل ماء وجوههم، أكرر المعروض من الوحدات السكنية كثير ومع ذلك ما زال الناس يعانون من "هل من مزيد" لإيجارات كسرت ظهورهم، وأربكت ميزانيتهم، ووضعتهم تحت ضغط عصبي هائل لا يعرفه إلا من جربه، ونأمل من مجلس الوزراء الموقر إغاثة المتوجعين بكرابيج الإيجارات الدامية، ننتظر دراسة مجلس الشورى بشأن ارتفاع الإيجارات التي أوصى بها مجلس الوزراء الموقر لإيجاد حل للفك المفترس الذي يفتك بالناس دون رحمة، مع خالص التقدير، ووافر التحية.
* إلى إدارة المساجد بالأوقاف
* عتابنا على إدارة المساجد "قسم الصيانة" الذين لم يختبروا عمل مصاعد المساجد بصورة جيدة حتى بدأ رمضان، ومر منه أسبوع، تحديداً المصعد الوحيد الموجود بمسجد دوار الفروسية معطل، وبين النساء من يتنقلن بكراسي متحركة ولا يمكن وصولهن إلى الدور الأول حيث مصلى النساء إلا عن طريق المصعد، علاوة على مريضات لا تكاد أقدامهن تحملهن لصعود السلم، رجاءً اصلحوا المصعد ويسروا على الناس، يسر الله لكم.
* العام الماضي نجحت الأوقاف في إخلاء المساجد من صراخ الأطفال، وضجيج الرضع وتحويل المساجد إلى ملعب كرة للصغار بتعليمات حازمة مشددة، هذا العام ضعفت الرقابة وعاد الأطفال سيرتهم الأولى، ومساجد قليلة نجت من الإزعاج الذي يشتت المصلين، وينزع السكينة من صلواتهم، ياريت مزيد من التشديد ليعم الهدوء، رجاءً.
* تحية باسقة لحماية المستهلك لمجهوداتها الطيبة بمصادرة كل ما لا يصلح للاستهلاك الآدمي، شكراً جزيلاً، ونلفت النظر إلى أن ببعض المجمعات تموراً منتهية الصلاحية مدسوسة مع التمور الجيدة، يعطيكم العافية.
* مهما نبه المعنيون من علمائنا الأفاضل على ضرورة الالتزام بآداب المساجد لا فائدة، نحن كما نحن، مخلصون لنفس الأخطاء، مصليات النساء تمتلئ بالموبايلات، وياريت مغلقة، الموبايلات مفتوحة تسمع المصلين رنات، وأدعية، وموسيقى، ولا أدري ما حاجة من تذهب لتصلي لاصطحاب "موبايلها" ليقطع صلاتها، ويشوش على غيرها، وتشارك في طرد الهدوء والسكينة من المكان، رجاء لكل من لا تقدر على مفارقة جوالها "الغالي" ساعة للصلاة أن تظل معه في البيت، ولا داعي للانتقال إلى المسجد لتؤذي من جاء حقا للعبادة، من الغريب أن الموبايلات تفتح، وتكتب المسجات، أو تقرأ المسجات بمجرد أن يسلم الإمام من ركعاته!! صحيح البعض يعود من المساجد بحسنات، والبعض يعود بما اختاره هو.. نؤكد المساجد للصلاة بدون موبايلات، ولا انشغالات، ولا رنات، ولا مضايقات لخلق الله، اللهم اعف عنا وعافنا، واهدنا.
* * * صلاة قلب
* اللهم اعوذ بعزتك وجلالك من مس الضر، ومن ضيق الصدر، وتقلب الدهر، وامنن علينا يا إلهي بدوام العافية والستر.
في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها... اقرأ المزيد
93
| 01 أكتوبر 2025
في رحاب معهد الدراسات الجنائية التابع للنيابة العامة في دولة قطر، خضتُ تجربة جميلة وجديرة بالتوثيق، إذ قدّمت،... اقرأ المزيد
135
| 01 أكتوبر 2025
في إطار الاهتمام المتنامي الذي توليه الدولة لفئة التدخل المبكر ورعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، جاءت خطوة... اقرأ المزيد
132
| 01 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
5190
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من عمق الذاكرة لتذكره بأن الحياة، مهما تزينت بضحكاتها، تحمل في جيبها دائمًا بذرة الفقد. كنتُ أظن أني تعلّمت لغة الغياب بما يكفي، وأنني امتلكت مناعة ما أمام رحيل الأصدقاء، لكن موتًا آخر جاء هذه المرة أكثر اقترابًا، أكثر إيغالًا في هشاشتي، حتى شعرتُ أن المرآة التي أطل منها على وجهي اليوم ليست إلا ظلًّا لامرأة كانت بالأمس بجانبي. قبل أيام قليلة رحلت صديقتي النبيلة لطيفة الثويني، بعد صراع طويل مع المرض، صراع لم يكن سوى امتحان صعب لجسدها الواهن وإرادتها الصلبة. كانت تقاتل الألم بابتسامة، كأنها تقول لنا جميعًا: لا تسمحوا للوجع أن يسرقكم من أنفسكم. لكن ماذا نفعل حين ينسحب أحدهم فجأة من حياتنا تاركًا وراءه فراغًا يشبه هوة بلا قاع؟ كيف يتهيأ القلب لاستيعاب فكرة أن الصوت الذي كان يجيب مكالماتنا لم يعد موجودًا؟ وأن الضحكة التي كانت تفكّك تعقيدات أيامنا قد صمتت إلى الأبد؟ الموت ليس حدثًا يُحكى، بل تجربة تنغرس في الروح مثل سكين بطيئة، تجبرنا على إعادة النظر في أبسط تفاصيل حياتنا. مع كل رحيل، يتقلص مدى الأمان من حولنا. نشعر أن الموت، ذلك الكائن المتربّص، لم يعد بعيدًا في تخوم الزمن، بل صار يتجوّل بالقرب منا، يختبر خطواتنا، ويتحرّى أعمارنا التي تتقارب مع أعمار الراحلين. وحين يكون الراحل صديقًا يشبهنا في العمر، ويشاركنا تفاصيل جيل واحد، تصبح المسافة بيننا وبين الفناء أقصر وأكثر قسوة. لم يعد الموت حكاية كبار السن، ولا خبرًا يخص آخرين، بل صار جارًا يتلصص علينا من نافذة الجسد والذاكرة. صديقتي الراحلة كانت تمتلك تلك القدرة النادرة على أن تراك من الداخل، وأن تمنحك شعورًا بأنك مفهوم بلا حاجة لتبرير أو تفسير. لهذا بدا غيابها ثقيلاً، ليس لأنها تركت مقعدًا فارغًا وحسب، بل لأنها حملت معها تلك المساحة الآمنة التي يصعب أن تجد بديلًا لها. أفكر الآن في كل ما تركته خلفها من أسئلة. لماذا نُفاجأ بالموت كل مرة وكأنها الأولى؟ أليس من المفترض أن نكون قد اعتدنا حضوره؟ ومع ذلك يظل الموت غريبًا في كل مرة، جديدًا في صدمته، جارحًا في اختباره، وكأنه يفتح جرحًا لم يلتئم أبدًا. هل نحن من نرفض التصالح معه، أم أنه هو الذي يتقن فنّ المداهمة حتى لو كان متوقعًا؟ ما يوجعني أكثر أن رحيلها كان درسًا لا يمكن تجاهله: أن العمر ليس سوى اتفاق مؤقت بين المرء وجسده، وأن الألفة مع الحياة قد تنكسر في لحظة. كل ابتسامة جمعتها بنا، وكل كلمة قالتها في محاولة لتهوين وجعها، تتحول الآن إلى شاهد على شجاعة نادرة. رحيلها يفضح ضعفنا أمام المرض، لكنه في الوقت ذاته يكشف جمال قدرتها على الصمود حتى اللحظة الأخيرة. إنها واحدة من تلك الأرواح التي تترك أثرًا أبعد من وجودها الجسدي. صارت بعد موتها أكثر حضورًا مما كانت عليه في حياتها. حضور من نوع مختلف، يحاورنا في صمت، ويذكّرنا بأن المحبة الحقيقية لا تموت، بل تعيد ترتيب نفسها في قلوبنا. وربما لهذا نشعر أن الغياب ليس غيابًا كاملًا، بل انتقالًا إلى شكل آخر من الوجود، وجود نراه في الذكريات، في نبرة الصوت التي لا تغيب، في اللمسة التي لا تزال عالقة في الذاكرة. أكتب عن لطيفة رحمها الله اليوم ليس لأحكي حكاية موتها، بل لأواجه موتي القادم. كلما فقدت صديقًا أدركت أن حياتي ليست طويلة كما كنت أتوهم، وأنني أسير في الطريق ذاته، بخطوات متفاوتة، لكن النهاية تظل مشتركة. وما بين بداية ونهاية، ليس أمامي إلا أن أعيش بشجاعة، أن أتمسك بالبوح كما كانت تفعل، وأن أبتسم رغم الألم كما كانت تبتسم. نعم.. الحياة ليست سوى فرصة قصيرة لتبادل المحبة، وأن أجمل ما يبقى بعدنا ليس عدد سنواتنا، بل نوع الأثر الذي نتركه في أرواح من أحببنا. هكذا فقط يمكن أن يتحول الموت من وحشة جارحة إلى معنى يفتح فينا شرفة أمل، حتى ونحن نغالب الفقد الثقيل. مثواك الجنة يا صديقتي.
4401
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
4251
| 25 سبتمبر 2025