رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رؤية الانبياء (عليهم السلام):
قال صلى الله عليه وسلم: (ثم أصعدني الى السماء الثانية، فإذا فيها ابنا الخالة: عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، قال: ثم أصعدني الى السماء الثالثة، فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا اخوك يوسف بن يعقوب. قال: ثم أصعدني الى السماء الرابعة، فاذا فيها رجل فسألته: من هو؟ قال: هذا إدريس — قال: يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ورفعناه مكانا عليا — قال: ثم أصعدني الى السماء الخامسة فاذا فيها كهل ابيض الرأس واللحية، عظيم العثنون(عظيم اللحية)، لم أر كهلا اجمل منه، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه هارون بن عمران. قال ثم أصعدني الى السماء السادسة، فاذا فيها رجل آدم( اسود) طويل اقنى (مرتفع قصبة الانف) كأنه من رجال شنوءة، فقلت له: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا اخوك موسى بن عمران. ثم اصعدني الى السماء السابعة، فاذا فيها كهل جالس على كرسي الى باب البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون الف ملك، لا يرجعون فيه الى يوم القيامة. لم أر رجلا اشبه بصاحبكم، ولا صاحبكم اشبه به منه قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال هذا ابوك ابراهيم)
5 — بشارة زيد بن حارثة (رضي الله عنه):
قال: (ثم دخل بي الجنه، فرأيت فيها جارية لعساء (اللعساء من لها حمرة في شفتيها تضرب الى السواد) فسألتها: لمن أنت؟ وقد أعجبتني حين رأيتها، فقالت: لزيد بن حارثة، فبشر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة)
6 — فرض الصلاة واهميتها:
عن ابن مسعود (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ان جبريل لم يصعد به الى سماء من السماوات الا قالوا له حين يستأذن في دخولها: من هذا يا جبريل؟ فيقول: محمد، فيقولون: أو قد بعث اليه؟ فيقول: نعم، فيقولون: حياه الله من أخ وصاحب، حتى انتهى به الى ربه، ففرض عليه خمسين صلاة في كل يوم)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فأقبلت راجعا، فلما مررت بموسى بن عمران، ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فرض عليك من الصلاة؟ فقلت خمسين صلاة كل يوم، فقال: ان الصلاة ثقيلة، وان امتك ضعيفة، فارجع الى ربك، فاسأله ان يخفف عنك وعن امتك. فرجعت فسألت ربي ان يخفف عني وعن امتي، فوضع عني عشرا. ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك، فرجعت فسألت ربي ان يخفف عني وعن امتي، فوضع عني عشرا، ثم انصرفت فمررت على موسى، فقال لي مثل ذلك، فرجعت فسألت ربي فوضع عني عشرا، ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك، كلما رجعت اليه، قال: ارجع: فاسأل ربك، حتى انتهيت الى ان وضع ذلك عني، الا خمس صلوات في كل يوم وليلة. ثم رجعت الى موسى، فقال لي مثل ذلك، فقلت: قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما انا بفاعل..
فمن أداهن منكم ايمانا بهن، واحتسابا لهن، كان له اجر خمسين صلاة)
اما أهم الأحداث التى وقعت في رجب هذا الشهر الفضيل أحد الأشهر الحرم فى سنتنا الهجرية فهي كالتالي كما ورد في كتب السيرة النبوية ولخصت في تقويمنا الهجري القطري:
— 1 — الهجرة الأولى إلى الحبشة: فحين اشتد البلاء بالمسلمين، أذن الله لهم بالهجرة إلى الحبشة.. وكان عثمان بن عفان أول من هاجر.. وكان أهل الهجرة الأولى عشرة رجال وأربع نسوة: عثمان بن عفان وزوجته رُقَيَّة بنت رسول الله — صلى الله عليه وسلم —، وأبو حُذَيْفة وامرأته، وأبو سلمة وامرأته، والزبير، ومصعب، وعبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن مَظْعُون، وعامر بن ربيعه وامرأته، وأبو سَبرة بن أبي رُهْم (ويقال حاطب بن عمرو)، وسُهَيل بن وهب، رضي الله عنهم جميعاً.. وكان مخرجهم في السنة الخامسة من المبعث.
— 2 — سرية عبدالله بن جحش الأسدي رضي الله عنه، إلى نخلة، على رأس 17 شهراً من الهجرة. وفي أحداث هذه السرية، نزل قول الله تعالى: (يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ..) (البقرة: 217).. وفيها كان أول خُمْسٍ وخُمِّس في الإسلام.. وأول غَنيمة.. وأول قتيل.. وأول أسير كان في الإسلام.. وفيها سُمِّيَ عبدالله بن جحش (أمير المؤمنين)، فهو أول من سُمي بذلك.
— 3 — غزوة تبوك، في غرة الشهر (9هـ).. وتُسمى غزوة العُسْرة.. فيها جاء أبوبكر بماله كله (أربعة آلاف درهم).. وجاء عمر بنصف ماله.. وجهز عثمان، رضي الله عنهم جميعاً، الجيش، فكان الأكثر نفقة، وفيه قال الرسول — صلى الله عليه وسلم — "ما ضرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم" مرتين(أخرجه الترمذي).. وأتت النساءُ أيضاً بصَدَقَاتِهِنَّ.
— 4 — وجاء البَكَاءون يستحملون الرسول — صلى الله عليه وسلم —، وكانوا أهلَ حاجة، فقال: (لَآ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُم عَلَيْهِ)(التوبة:92).. وهم: أبوليلى المازِنِي، وسَلَمَة بن صَخْر الزُرْقي، وثَعْلبة بن غَنَمة السُّلَمي، وعُلْبة بن زيد الحارثي، والعِرْبَاضُ بن سارية السُّلَمي، وهَرَمي ابن عمرو الُمزني، وسالم بن عُمير.. وقد سار الرسول — صلى الله عليه وسلم — ومعه ثلاثون ألفاً، وعشرة آلاف فرس، واثنا عشر ألف بعير.
— 5 — وتَخَلَّف المنافقون.. كما تخلف نفر من المسلمين، منهم: كعب بن مالك، وهِلال بن أُمية، وأبو خَيْثمة، ومُرارة بن الرَّبِيع، غير أن أبا خَيْثمة أدرك الجيش بتبوك.. أما كعب بن مالك وهلال بن أمية فقد هجرهما الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون حتى تاب الله عليهما بعد أربعين يوما.
— 6 — الرسول — صلى الله عليه وسلم — ينعى النجاشي للمسلمين، ويُصلي عليه بمن معه، في اليوم الذي مات فيه، على بُعد ما بين الحجاز وأرض الحبشة، فكان ذلك عَلَماً من أعلام النُّبوة كبيراً (سنة 9هـ).
— 7 — فتح دمشق (14هـ — 635م) صُلحاً.. وكان أبو عبيدة وخالد، رضي الله عنهما، قد حاصرا المدينة منذ ربيع الآخر (14هـ).. وصالحَا أهلها على أنصاف كنائسهم، ومنازلهم، وعلى رؤوسهم، وألايُمْنَعُوا من أعيادهم.. وستعود منارة للاسلام بإذن الله بعد تطهيرها من النصيريين والكفرة الفجرة الملحدين.. وانتصار الاسلام والمسلمين المجاهدين الصابرين.
— 8 — معركة الزَّلاَّقَة: الزلاقة، اسم يطلق على واد فسيح، قرب مدينة بطليوس الأندلسية، التقى فيه المسلمون بقيادة "يوسف بن تاشفين"، قائد دولة المرابطين، و"المعتمد بن عباد" ملك أشبيلية، وبقية حكام الأندلس، في جيش يقدر بنحو ثمانية وأربعين ألفاً، بجيش من النصارى الصليبيين، يقدر بنحو ثمانين ألفاً بقيادة "ألفونسو السادس"، الذي يسانده حكام أسبانيا النصرانية والصليبيون، من فرنسا وغيرها من البلاد الأوروبية.. وفي فجر الجمعة (12 رجب 479هـ — 33\10\1086م) حاول "ألفونسو السادس" مفاجأة المسلمين غدراً، بعد مفاوضات مخادعة، إلا أن المسلمين تمكنوا من صد الهجوم، ومن ثم إِنزال الهزيمة بالصليبين، الذين وقعوا بين قتيل وأسير، ولاذ "ألفونسو" وحوالي خمسمائة من فرسانه بالفرار.. وقد مُنحت الأندلس بهذا الانتصار عمراً جديداً، بعد أن كادت تتهاوى تحت وقع ضربات "حركة الاسترداد" التي حرضت عليها الصليبية في أسبانيا وأوروبا.
— 9 — استرداد بيت المقدس، ودخول المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، القدس الشريف (يوم الجمعه 27 رحب 583هـ — 2\10\1187م)."
- هذا المسجد الأقصى الذى شهد رحلة الإسراء والمعراج برسولنا الكريم وحافظ عليه المسلمون جيلا بعد جيل ودفع السلطان العثمانى الكريم عبد الحميد حياته وعرشه فى سبيل المحافظة عليه وعدم التفريط به وبقيت حامية القدس العسكرية العثمانية واقفة مرابطة على حراسته حتى مات آخر جندى منهم وللأسف جاء من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ونحن ننتظر جيل القرآن جيل متبعي محمد (صلى الله عليه وسلم)
لاسترداد المسجد الأقصى وتحريره وإعادة الكرامة والعزة العربية والإسلامية لهذه الأمة المكلومة عسى ان يكو ن قريبا.. وقد بدأت بشائر جيل القرآن وجند محمد (صلى الله عليه وسلم) في الظهور والبروز في العالم وما ذلك على الله ببعيد.. اللهم انصر دينك وكتابك وجندك وافتح عليهم فتحا مبينا وانصرهم نصرا عزيزا — لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده — وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة
دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد
18
| 28 أكتوبر 2025
كم تبلغ ثروتك؟
أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد
9
| 28 أكتوبر 2025
التواصل الذي يفرقنا
جلست بالسيارةِ وحتى البحر عبرتُ وخلال مجلسي في الاستراحةِ نظرتُ لكل من يجلس حولي حتى ذلك الطفل الصغير... اقرأ المزيد
12
| 28 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6435
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6390
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل في ترتيبِ الأولويات؛ لأن المفارقةَ تجرحُ الكرامةَ وتؤلمُ الروحَ أكثرَ من الموت. ففي الوقتِ الذي كانتْ فيهِ الأمهاتُ يبحثنَ بينَ الركامِ عن فلذاتِ أكبادِهِنَّ أو ما تبقّى منهُم، كانتْ إسرائيلُ تُحصي جثثَها وتُفاوِضُ العالمَ لتُعيدَها قبلَ أن تسمحَ بعبورِ شاحنةِ دواءٍ أو كيسِ طحينٍ. وكأنَّ جُثثَ جنودِها تَستحقُّ الضوء، بينما أَجسادُ الفلسطينيينَ تُدفنُ في العتمةِ بلا اسمٍ ولا وداعٍ ولا حتى قُبلةٍ أَخيرةٍ. فكانتِ المفاوضاتُ تُدارُ على طاولةٍ باردةٍ، فيها جُثثٌ وجوعٌ وصُراخٌ ودُموعٌ، موتٌ هنا وانتظارٌ هناك. لم يكنِ الحديثُ عن هدنةٍ أو دواءٍ، بل عن أشلاءٍ يُريدونَها أولًا، قبلَ أن تَعبُرَ شُحنةُ حياةٍ. أيُّ منطقٍ هذا الذي يجعلُ الجُثّةَ أَكثرَ استحقاقًا من الجائعِ، والنّعشَ أسبقَ من الرّغيف؟ أيُّ منطقٍ ذاك الذي يُقلِبُ موازينَ الرحمةِ حتى يُصبحَ الموتُ امتيازًا والحياةُ جريمةً؟ لقد غدتِ المساعداتُ تُوزَّعُ وفق جدولٍ زمنيٍّ للموتى، لا لاحتياجاتِ الأحياء، صارَ من يُدفنُ أَسرعَ ممن يُنقذُ، وصارتِ الشواهدُ تُرفَعُ قبلَ الأرغفةِ. في غزّةَ لم يَعُدِ الناسُ يَسألونَ متى تَصلُ المساعداتُ، بل متى تُرفَعُ القيودُ عن الهواء. فحتى التنفّسُ صارَ ترفًا يَحتاجُ تصريحًا. في كلِّ زُقاقٍ هناكَ انتظارٌ، وفي كلِّ انتظارٍ صبرُ جبلٍ، وفي كلِّ صبرٍ جُرحٌ لا يندملُ. لكنَّ رغمَ كلّ ذلك ما زالتِ المدينةُ تَلِدُ الحياةَ من قلبِ موتِها. هُم يَدفنونَ موتاهم في صناديقِ الخشبِ، ونحنُ نَدفنُ أحزانَنا في صدورِنا فتُزهِرُ أملًا يُولَدُ. هُم يَبكونَ جُنديًّا واحدًا، ونحنُ نَحمِلُ آلافَ الوُجوهِ في دَمعَةٍ تُسقي الأرضَ لتَلِدَ لنا أَحفادَ من استُشهِدوا. في غزّةَ لم يكنِ الوقتُ يَتَّسِعُ للبُكاءِ، كانوا يَلتقطونَ ما تَبقّى من الهواءِ لِيَصنَعوا منه بروحِ العزِّ والإباء. كانوا يَرونَ العالمَ يُفاوِضُ على موتاهُ، ولا أَحدَ يَذكُرُهم بكلمةٍ أو مُواساةٍ، بينما هُم يُحيونَ موتاهُم بذاكرةٍ لا تَموتُ، ومع ذلك لم يَصرُخوا، لم يَتوسَّلوا، لم يَرفَعوا رايةَ ضعفٍ، ولم يَنتظروا تلكَ الطاولةَ أن تَتكلَّمَ لهم وعَنهُم، بل رَفَعوا وُجوهَهم إلى السماء يقولون: إن لم يكن بك علينا غضبٌ فلا نُبالي. كانتِ إسرائيلُ تَحصُي خَسائِرَها في عَدَدِ الجُثَث، وغزّة تَحصُي مَكاسِبَها في عَدَدِ مَن بَقوا يَتَنفَّسون. كانت تُفاخر بأنها لا تَترُكُ قَتلاها، بينما تَترُكُ حياةَ أُمّةٍ بأَكملها تَختَنِقُ خلفَ المَعابِر. أيُّ حضارةٍ تلكَ التي تُقيمُ الطقوسَ لِموتاها، وتَمنَعُ الماءَ عن طفلٍ عطشان؟ أيُّ دولةٍ تلكَ التي تُبجِّلُ جُثَثَها وتَتركُ الإنسانيّةَ تحتَ الرُّكام؟ لقد كانتِ المفاوضاتُ صورةً مُكثَّفةً للعالمِ كُلِّه؛ عالمٍ يَقِفُ عندَ الحدودِ يَنتظر “اتِّفاقًا على الجُثَث”، بينما يَموتُ الناسُ بلا إِذنِ عُبورٍ. لقد كشفوا عن وجوهِهم حينَ آمَنوا أن عودةَ جُثّةٍ مَيتةٍ أَهمُّ من إِنقاذِ أرواحٍ تَسرِقُ الأَنفاس. لكن غزّة كالعادة كانتِ الاستثناءَ في كلِّ شيءٍ وصَدمةً للأعداءِ قبل غيرِهم، وهذا حديثهم ورأيهم. غزّة لم تَنتظر أَحدًا ليُواسيَها، ولم تَسأَل أَحدًا ليَمنَحَها حَقَّها. حينَ اِنشَغَلَ الآخرونَ بعدَّ الجُثَث، كانت تُحصي خُطواتها نحو الحياة، أَعادت تَرتيبَ أَنقاضِها كأنها تَبني وطنًا جديدًا فوقَ عِظامِ مَن ماتوا وُقوفًا بشموخ، وأَعلَنَت أنَّ النَّبضَ لا يُقاس بعددِ القلوبِ التي توقَّفَت، بل بعددِ الذين ما زالوا يَزرَعونَ المستقبل، لأنَّ المستقبل لنا. وهكذا، حين يَكتُب التاريخُ سطره الأخير، لن يَقول من الذي سلّم الجُثَث، بل من الذي أَبقى على رُوحه حيّة. لن يَذكُر عددَ التوابيت، بل عددَ القلوب التي لم تَنكسِر. دولةُ الكيان الغاصب جَمَعَت موتاها، وغزّة جمَعَت نَفسها. هم دَفَنوا أَجسادَهم، وغزّة دَفَنَت بُذورَ زيتونِها الذي سَيُضيء سَنا بَرقه كل أُفق. هم احتَفلوا بالنِّهاية، وغزّة تَفتَح فَصلًا من جديد. في غزّة، لم يَكُنِ الناس يَطلُبون المعجزات، كانوا يُريدون فقط جُرعةَ دواءٍ لِطفلٍ يحتضر، أو كِسرةَ خُبزٍ لامرأةٍ عَجوز. لكن المعابِر بَقِيَت مُغلَقة لأن الأَموات من الجانب الآخر لم يُعادوا بعد. وكأنَّ الحياة هُنا مُعلَّقة على جُثّة هناك. لم يَكُن العالم يسمع صُراخَ الأَحياء، بل كان يُصغي إلى صَمتِ القُبور التي تُرضي إسرائيل أكثر مما تُرضي الإنسانية.
3840
| 21 أكتوبر 2025