رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

549

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

عندما لا يقدرون جهودك

13 أبريل 2025 , 02:00ص

فقط دعهم وشأنهم؟! عبارات عنونت وبدأت مقالتي بها لمن سقطت عزيمته بسبب انعدام التقدير وعدم الدعم. ولكن هل تستوي الحياة بذلك يا ترى؟ مهما بذلت من جهد في هذه الحياة فهي لك وعليك. شهدت في أحد مقاطع الرسوم المتحركة في مواقع التواصل الاجتماعي ذلك العملاق الذي يدفع صخرة بحجمه مرتين، وهو يدفعها حمايةً لبلدة من ورائه. وعندما لاحظ اهل البلدة انهدام أحد المباني الصغيرة جراء تراجع العملاق بسبب ثقل ودفع الصخرة له، انهال أهل البلدة بالسهام والمنجنيق عليه! فاندفع العملاق وتراجع عن دفع الصخرة العملاقة لتندفع على القرية وتسويها بالأرض كأنها لم تكن، وذلك جزاء عدم تقديرهم.

فكم عملاق يوجد حولنا في الحياة؟ في كل مكان هناك عملاق في مجالاتٍ شتى. شكراً لكم جميعاً من القلب، سوف تجد الكثير منهم أمضوا سنوات عمرهم في هذه الحياة لخدمة من يعزون عليهم في المجتمع واماكن العمل ومهما اختلف مستوى المسؤولية علا أو دنى. فكلٌ عملاق في مكانه وكل من يسد ثغره. لا تدعوا النفس الأمارة بالسوء أو الشيطان أن تنزع العزيمة منكم أعزائي الكرام. ولا تدعوا من يرمي عليكم بالطوب المنهدم أو بكل سوء إلا لتسقط أشجاركم المثمرة، بل كونوا كالعود المعطر عند إحراقه بالدخان الطيب، أو كالنخلة المثمرة بالرطب اللذيذ في عز حرارة وجحيم فصل الصيف.

إن جهدك مقدر ثم مقدر ثم مقدر، وإن لم تجد من يقدره، شريطة أن يكون قيمة العمل في الوقت والمكان المناسب فيجب أن تعلم ذلك عزيزي القارئ. فكم من عمل آتى قبل أوانه وكم من عمل فات حصاده. ومع ذلك فإن تقديره قد تم تحصيله. فكم من كلمة إيجابية رفعت عزيمة شخص فقاد وبنى وأنشأ أسرة أو مجتمعا أو مؤسسة أو بلدا، أو على العكس من ذلك؛ فمن الكلمات السلبية ما تهد وتهدم المجتمعات والمؤسسات والبلدان. ومن الناس من يعمل في صمت، ولا يستطيع التعبير ولكن نتائج عمله ظاهره. ومنهم من بعد وفاته علم نتاج جهده في الحياة.

إن انعكاسات عدم تقديرك من الآخرين ليس بالقدر الذي تقسو على نفسك جراء نقد الذات. ولها انعكاسات سيئة على الشخص من الناحية البدنية، والمشاعر النفسية، والعلاقات الاجتماعية. ويمكنك علاج ذلك من الناحية البدنية بالنوم العميق في الوقت المناسب والكافي من الليل، الأمر الذي يؤدي إلى صحة جسدية أُفضل مقاومة للأسقام. أما من الناحية العاطفية فإن التفاؤل ومحاولة الشعور بالسعادة والمرح والمتعة والإيجابية يمكنك من التعافي من جميع مشاعر المسببة للتوتر وذلك فقط من خلال محاولة الإنسان على التركيز على مسببات ذلك وإن كانت الأمور المحيطة شديدة الصعوبة، ولكن قرارك يحولها إلى تحديات يمكن مجابهتها. وإنه مساعد لك من الناحية الاجتماعية على تعاطف الآخرين معك حيث محبة الناس بشكل جذاب للشخص الإيجابي مما يؤدي إلى عدم الوحدة والانعزالية، بالإضافة الى خصلة الكرم وتجاوز الزلات التي تقدر عند جميع البشر.

وآخرا أخي الحبيب اعمل الخير بغض النظر عن نظرة الآخرين لك، فإن التقدير آتيك لا ما حالة، قال رسول الله: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء..) أخرجه البخاري.

مساحة إعلانية