رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

مساحة إعلانية

مقالات

141

عبد العزيز عبدالهادي حسن الأحبابي

دور الباحث في تحقيق الأمان الأسري والمجتمعي

12 أغسطس 2025 , 01:44ص

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، واستقرارها يعني استقرار الوطن بأسره، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية مؤكدة على حفظها ورعايتها. قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ (النحل: 80)، فالمسكن ليس مجرد جدران، بل هو مصدر للسكينة والطمأنينة. ومن هنا يبرز دور الباحث الاجتماعي كحلقة وصل بين الأسرة والمجتمع، وكعين راصدة تحفظ التوازن الأسري وتسد الثغرات قبل أن تتسع. إن الباحث الاجتماعي ليس مجرد موظف يؤدي إجراءات روتينية، بل هو رسول رحمة يحمل هم الناس، يطرق الأبواب، ويستمع للهموم، ويسعى لإيجاد حلول واقعية تحفظ للناس كرامتهم، وتعيد إليهم الأمان النفسي والمجتمعي. وكم من أسرة كانت على حافة الانهيار بسبب ضيق مالي، أو ديون متراكمة، أو خلافات أسرية متصاعدة، فجاءت زيارة الباحث الاجتماعي وتدخله المهني لتعيد التوازن وتفتح باب الأمل من جديد.

لقد أرسى النبي ﷺ هذا المعنى العظيم حين قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» (متفق عليه)، والباحث الاجتماعي في مجتمعنا هو أحد أعمدة هذا البنيان، يجمع بين الرصد والتحليل والدعم الإنساني، فيمد جسور المساعدة بين القادر والمحتاج، وبين الدولة والمجتمع، ليضمن ألا يترك أحد خلف الركب.

وفي خبراتنا الواقعية رأينا كيف تحولت أسر من حافة اليأس إلى بر الأمان، بفضل متابعة دقيقة من الباحث الاجتماعي، ودعم مناسب في الوقت المناسب. فكل تقرير يكتب، وكل زيارة ميدانية تجرى، ليست مجرد مهمة وظيفية، بل خطوة حقيقية نحو استقرار المجتمع وصناعة الأمان الأسري.

إن خدمة الناس مسؤولية عظيمة وعبادة قبل أن تكون وظيفة، كما قال ﷺ: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس» (رواه الطبراني). فليست المهمة مجرد مساعدة عاجلة، بل رسالة إنسانية تزرع الأمل وتبني مجتمعاً أكثر تماسكاً ورحمة.

مساحة إعلانية