رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

4596

فاطمة بنت يوسف الغزال

العيد فرحة

12 مايو 2021 , 04:00ص

شرع الإسلام للمسلمين عيدي الفطر والنحر (الأضحى)، ولمّا كان ذانك اليومان يومين مجعولين للسرور في الشريعة، ويقترنان بالزينة في الملبس والمسكن والمأكل والمشرب، كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدَيْن أجمل ثيابه.

ومع انقضاء أيام شهر رمضان الفضيل يستقبل المؤمنون عيد الفطر المبارك، عيد أهل الإيمان والسعادة، عيد مَن عمروا أيام رمضان ولياليه بالطاعة، فحقّ لهم أن يفرحوا بنعمة الله عليهم بإتمام العدة، ويكبّروا الله على ما هداهم، ويشكروه على ما تفضل به عليهم وأولاهم ووفقهم.

وفي العيد السعيد يفرح المسلمون بنعمة التوفيق لإتمام الصيام، ليعبّروا عن المعنى الذي يرتبط به عيد الفطر في حياتهم، فلا ينبغي أن يفصل معنى العيد في حياة المسلمين رغم ظروف جائحة وباء الكورونا التي غيرت ملامح حياتنا فهو جزء من مسيرة التكليف في هذا الدين العظيم، والمسلمون في فرحتهم بعيد الفطر المبارك ينبغي عليهم أن يكونوا مرآة صادقة تعكس حركة المسلم في فرحه وسروره، وهي حركة منضبطة غير منفلتة، فيها الأدب، واحترام مشاعر الآخرين ومراعاة الاجراءات الاحترازية المفروضة على البلاد، وينبغي أن نجتهد بقدر الامكان في ظل هذه الظروف التي نعيشها ونحتفل بهذه المناسبة الطيبة لوصل ما انقطع من حبال المودة، مع الأرحام، والجيران، والأصدقاء، ولإدخال السرور والفرحة والبهجة على الأسرة، والأهل، خاصة عن طريق الهدية.

ونقيم سنة عيد الفطر السعيد بمشاركة الفقراء الأغنياء الابتهاج بالعيد، من خلال ما يُعطَوْنه من زكاة الفطر، الواجب إخراجها على كلّ مسلم.

ولا ينبغي للمسلم أن تنسيه فرحته بالعيد إخوته المسلمين المرضى في بيوتهم أو في المستشفيات، فزيارتهم يثيب الله تعالى عليها بالأجر الجزيل.

العيد خاتمة أعظم عبادة

ويُلاحظ في عيد الفطر، أنه يأتي عُقْب جهد مبذول وفريضة تتطلّب صبراً وطاعة خالصة، وهي عبادة جليلة هي الركن الرابع من أركان الإسلام (الصيام) وهي إكمال عدة رمضان فشرع العيد فرحة للصائمين لإكمال صيامهم وإتمام الشهر الكريم، كما ان عيد الأضحى يأتي بعد عبادة عظيمة أخرى هي الركن الخامس من أركان الإسلام وهي حج بيت الله الحرام.

ما يجب علينا في العيد

شرع الله سبحانه وتعالى العيد الذي يفرح به المسلمون في أقطار الأرض كافة، مجموعة من الآداب التي تمثّلها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد، وكان يحافظ عليها ويؤديها شكراً لله على ما أتمّ من نعمة وعلى ما أرشد الأمة إلى الصراط المستقيم، ومن أهمّها:

1 - تكبيرات العيد:

يبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد لقوله تعالى: " وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" وفي الأضحى من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، ورُوي أنّ ابن عباس رضي الله عنهما كان يكبر “الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد”.

2 - التجمل في العيد:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس في يومي العيد أفضل ما يجده من الثياب، وكان يتجمل ويدهن ويضع العطر فكان لا يشم إلا طيبا طاهراً عليه الصلاة والسلام. قال ابن القيم رحمه الله: ”وكان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة”.

3 - الأكل صباح العيد:

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطعَم، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح.

وكان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل أن يخرج إلى المصلى في عيد الفطر تمرات، قال أنس رضي الله عنه:” كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً”. أي تمرة واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً.

4 - الخروج لصلاة العيد:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر، ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته أنه كان يخرج إلى المصلى ليصلي العيد ولم يرد عنه أنه صلى العيد في المسجد، قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:”كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى”.

ومن السنة الخروج إلى المصلى ماشياً، عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا. فإن عاد من صلاة العيد إلى البيت رجع من طريق آخر غير التي أتى منها.

وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد مكبراً مهللاً شاكراً الله على أنعمه، ممتثلاً قول ربه تبارك وتعالى:{وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } سورة البقرة (185).

5 - خروج النساء والصبيان:

يشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البِكْر والثيّب والشابة والعجوز والحائض، لقول الصحابية أم عطية بنت الحارث:”أَمَرَنَا رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم- أنْ نُخْرِج العَوَاتِق -أي الجارية البالغة- والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى”. كما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بَنَاتَهُ وَنِسَاءَهُ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ.

ومن سنن عيد الفطر السعيد أن يغتسل المسلم قبل الخروج إلى الصلاة، وأن يهنئ المؤمنين بلفظ “تقبل الله منّا ومنكم” ونحوها، ممّا تعارف عليه الناس. كما يُسنّ التنفل بأن يصلي المؤمن ركعتين بعد صلاة العيد في بيته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي قبل العيد شيئاً فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه صلى قبل صلاة العيد شيئاً لكن إن كان الصلاة في مسجد فيشرع له أن يصلي ركعتين تحية المسجد.

بأي حال عدت يا عيد

يجب علينا أن نفرح بالعيد وأن نعظم شعائر الله تعالى، ولكن في بعض الأحيان يأتي العيد ويسكن الحزن في القلب عندما نتذكر شخصا عزيزا كان معنا في الأعياد وفارقنا، فالعيد هو وجود كل من نحبهم بجانبنا، بالاضافة الى الظروف الصحية المفروضة علينا التي قد تُنقص فرحتنا بهذه المناسبة العظيمة

كسرة أخيرة

وقلنا السعد سيأتينا على قدومك يا عيد، كانت ولا زالت تطرب مسامعنا ليلة العيد لكنها باتت اليوم حزينة اللحن ممتزجة بالدموع وليست فرحة مكتملة كما كانت منذ زمن، عندما كانت ترتبط بتلك الاهازيج والاغاني التي تعبر عن فرحة العيد. فالعيد ما هو لبس جديد انما هو شوقك يزيد وتنسى أحزانك وتحس بمشاعر مولودة من جديد، لما أقرب الناس يبادلك الإحساس وتحس بأن أيامك كلها عيد والمعنى ان العيد فرحة مهما زادت احزاننا وساءت الظروف المحيطة بنا.

الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية

[email protected]

 

مساحة إعلانية