رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

222

صالحة أحمد

يُمكنها تعمير ما تم تدميره

10 ديسمبر 2024 , 02:00ص

لا أستطيع ولا يمكنني التنصل من تلك السعادة التي شعرت بامتدادها وهي تُحلِق عاليا في السماء؛ لِتَلحَق بـ (مشاعر الفرح) التي غمرت المكان؛ بسبب النصر الذي ثبت أقدامه على أرض سوريا بعد أن جَرّته كل تلك الأعوام حتى وصلت به إلى تلك اللحظة، التي اختزلت معاناة شعب تحمل الكثير وضحى بما هو أكثر؛ كي يُقَبل رأس تلك اللحظة المُقبلة عليه بكثير من الوعود المُبشرة بغد نسأل المولى أن يكون الأفضل بإذنه تعالى. إن ما كان يعيشه هذا الشعب الذي تناول الظلم بكل أشكاله وهُضِم حقه دون أي وجه حق على أرض واقعه هو الواقع الذي أدركناه على أرضنا من خلال ما امتد إلينا عبر نبضات من نَزَح؛ بسبب ظروفه، التي حَمَلَته على فعل ذلك، وتَحَمَّل الكثير حتى تلك اللحظة التي تلاشى فيها الألم ولم يتبق سواه الأمل، الذي لامسته بمجرد أن بلغت عتبة مكتبي صباح الأحد ووجدت زميلتي وهي تجوب المكان بالحلوى، التي كانت ترمز للكثير مما تفاعلنا معه وكأننا هناك نتقاسم ذات المشاعر معهم، والعقبى لكِ يا غزة العزة ولكل بقعة تجرع من عليها من الظلم الكثير اللهم آمين.

إن مُعايشة اللحظة وللحظة هو كل ما يتطلبه الأمر مع تلك المشاهد، التي شهدناها وتصدرت كل القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية، وتحديدا ما تم تداوله وظهر فيه كل من تحرر من سجنه وتنشق هواء الحرية وهو لا يصدق ما يحدث أمامه، ولكنه يدرك ومن أعماقه أنه ما قد قُدر له أن يكون كما وعدنا الله فصدق وعده.

بِنِيّةٍ صَالِحة

تعود جذور هذه الكلمات لتلك المخاوف التي زُرعت في رؤوس البعض حول المصير المجهول، الذي ستركن إليه الأوضاع مستقبلا، والتي يحق لها أن تظهر على السطح؛ كي تُعرف وتُدرك، ولكن لا يحق لها أن تلتهم حيز التفكير بحقيقة ما قد حدث فعلا (في ذاك الحين)، خاصة وأن الحرمان، الذي عبث بذاك الشعب بكل أشكاله يستحق أن يقابله شيء من الأمان يعقبه التفكير بالجهود التي يُمكنها تعمير ما تم تدميره، وخَلَف مشهدا لا يعانق سوى الفوضى، التي سَتُخمدها الإدارة السليمة متى توحدت الجهود وتضافرت بإذن الله تعالى.

التالي لك وحدك

(نعم) هناك الكثير من المخاوف التي تحوم حول القادم، وتُهدد راحة بالك وكل ما يتعلق بما سيكون، ولكن (لا) لا يعني ذلك أن تستسلم وتُسلم مفاتيحك لليأس، بل يجدر بك مواصلة حياتك بيقين تام من أن الأيام القادمة تُخفي لك الأجمل والأفضل بين صفحاتها حتى وإن كان ذلك في فصول أخرى لاحقة من كتابك.

وأخيرا

عش اللحظة وتمتع بجمالها فما عشته بالأمس من لحظات شهدت الكثير مما تُدركه دون غيرك، يستحق أن تسحقه بسعادتك ورضاك بالخير الذي قسمه الله لك، وعليه قل الحمد لله وكفى. (بكل الحب هنا ينتهي كل شيء).

مساحة إعلانية