رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. ياسر محجوب الحسين

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

743

د. ياسر محجوب الحسين

هل تنتصر الصين لمصالحها في السودان؟

10 نوفمبر 2011 , 12:00ص

ليس من السهل أو المنطق أن تقف الصين متفرجا على الصراع المتسارع بين السودان ودولة جنوب السودان، خاصة أن النار بدأت تلتهم أطراف الجلباب الصيني.. تهديد صريح وجاد أطلقه السودان بإيقاف تصدير النفط الجنوبي عبر أنبوب النفط الذي يمر عبر الأراضي السودانية انتهاء بميناء التصدير في أقصى الشمال الشرقي على البحر الأحمر في الضفة المقابلة لمدينة جدة السعودية.. الخرطوم تقول إن جوبا لم تدفع فلسا واحدا منذ إعلان الانفصال في يوليو الماضي كرسوم عبور مثلما هو متعارف عليه دوليا.. الصين ستتضرر كثيرا في حالة تنفيذ السودان تهديده ولذا سارعت مهرولة بإرسال مبعوثا إلى الخرطوم وجوبا.. المبعوث الصيني الخاص للشؤون الإفريقية لوي قوي جين قال: (نأمل ألا يتأثر إنتاج النفط سلبا، وأن تسفر المحادثات بين الشمال والجنوب بشأن النفط عن اتفاق جديد).

الصدام المسلح بين السودان وجنوب السودان عبر حرب الوكالة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق خلال الفترة الماضية لم ينجح في تحريك الصين إلا عندما وصل الأمر لتهديد تدفق إمدادات النفط .. مبعوث الصين دعا من الخرطوم البلدين إلى تقديم أقصى ما يمكن من التنازلات للوصول إلى حل مرضي يحفظ سيادة البلدين.. وفي لهجة تنم عن قلق ظاهر أضاف لوي قوي جين: (مستعدون لقبول أي اتفاق يتم التوصل له تجنباً للسيناريو الأسوأ)، في إشارة إلى التوقف التام لضخ النفط.. السودان الذي على ما يبدو في وضع دفاعي قوي، قال إنه قدم أقصى قدراً من التنازل والدليل على ذلك استمرار تدفق نفط الجنوب عبر البنيات التحتية في أراضيه دون دفع أي مبالغ مالية في هذا الصدد.. في الوقت نفسه والمبعوث الصيني مازال موجود في الخرطوم، أجاز البرلمان السوداني تعديل قانون رسوم عبور وخدمات البترول، ويمنح التعديل الجديد في المادة (5) وزارة المالية الحق في وضع يدها على البترول في حال تقاعس جهة ما عن الدفع على أن يتم تقييم هذا الأمر في العقود التي تبرمها الحكومة مع الشركات العاملة في هذا المجال.

أقصر طريق لحل الإشكال أن تقنع الصين دولة الجنوب بضرورة تسوية الأمر فنيا وتجاريا بعيدا عن القضايا السياسية العالقة بين البلدين.. صحيح أن ما دفع الحكومة السودانية لذلك الموقف المتشدد الأزمة الاقتصادية الخانقة كأحد تداعيات الانفصال الذي ذهبت معه حوالي (70%) من إيرادات النفط من إجمالي إنتاج السودان البالغ نحو 500 ألف برميل يوميا قبل الانفصال، إلا أن الصين ودولة الجنوب أيضا تعتبران الأكثر تضررا من توقف تصدير النفط.. الصين تعتبر المستثمر الرئيسي في قطاع النفط السوداني (شمال وجنوب)، وتمتلك حصة في الأنبوبين اللذين يمران عبر شمال السودان إلى ميناء بورتسودان، فضلا عن عشرات من العمال في حقول النفط بالمنطقة.

العلاقات السودانية الصينية تجاوزت (50) عاماً، حيث شهدت تطوراً ملحوظا في شتى المجالات، وبدأت تزدهر بصورة واضحة في فترة السبعينيات، وحدثت نقلة نوعية في علاقات البلدين أواخر القرن الماضي بالتعاون في المجالات كافة، إلى أن بلغت مرحلة متقدمة من التطور مع حكومة الرئيس البشير؛ إذ أسهمت (بكين) في استخراج النفط، والمساهمة في عمليات التنمية خاصة بمناطق البترول.. وكان من الطبيعي أن تساندت الصين، السودان في المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن الدولي، بمعارضتها لأي قرار يعتزم الغرب إنفاذه في حق السودان.

ولعل أكبر ضربة تلقاها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص من السودان علاقاته الإستراتيجية مع الصين.. الانفتاح على الصين صاحبة الحضارة العريقة و(المبرأة) من النزعة الاستعمارية والاستغلالية والدعم المرتبط بالأجندة كان طريقا سليما ورؤية إستراتيجية آتت ثمارها فتدفق البترول السوداني لأول مرة من دون شيفرون الأمريكية أو بريتش بتروليوم البريطانية.

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

174

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

120

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

198

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية