رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يتجاوز الأستاذ الدكتور حسين دشتي حدود الصورة الخاصة في كتابه الصادر حديثاً عن دار الأمير في بيروت 2024، ليفتحها مع العصر الرقمي بطريقة يحكي فيها عن قصة حياة مُستخلصة من أفراح وأتراح بحنين العمر الحاضر في كل لحظة تحوّلت مع الزمن إلى ماضٍ التقط فيه فوتوغرافياً مرئيات لا يمكن إدراك قيمتها بالكلمة، وإن تحكّمت البلاغة على التصوير الضوئي، إلا أن للعادات والتقاليد والعمارة القديمة قيمة عصر مضى حافل في حياة «الرجل الذي كانت رحلته الرائعة من الطفولة إلى التقاعد مليئة بلحظات من الانتصار الهائل والشدائد العميقة»، فبعد أن كانت ألبومات الصور القديمة هي ذاكرة العائلة؛ أصبحنا اليوم نلتقط الصور عبر عدسة خلوية يُمكن أن تحذف بسهولة، ويضيع أثر الإنسان الذي يُشكل حكاية قد تضيف بعض اللحظات التي تؤرشف لقصة إنسان حيّ تطوّر من الطفولة إلى الشيخوخة، واستطاع أرشفتها وتحويلها إلى «صورة معبّرة عن واقع الفرد وحياته»، عاداته وتقاليده ولباسه، أكله ومشربه، وسنوات الدرس حتى التخرّج، وحتى الأماكن والأحداث المهمّة في الحياة، كالمرض والزيارات خارج دولة الكويت، حتى السيارات ووسائل التنقل، كالصورة مع ابن أخته جعفر في منطقة شرق في الستينات من القرن الماضي التي يظهر فيها بالدشداشة العربية وخلفه نوافذ الأبنية في حي شرقي من منطقته التي حفرت في ذاكرته لحظة التقطتها عدسة فوتوغرافية، وأعادت إلى الذاكرة قيمة لا تقل أهمية عن صورة له في دوار سينما الفردوس في ستينات القرن الماضي، ومعه محمود عباس ذوالفقار حيث يظهر التليفون القديم مع لوحة قديمة، واللباس المختلط ما بين الكويتي والبنطلون والقميص، فماذا عن صورة في تاج محل أكرا - دلهي؟ فهل حنين ألبومات الصور القديمة ستتحول مع الزمن إلى كتب ورقية تحمل بصمة إنسان عاش مختلف اللحظات التي تتيح له تشكيل حرية ابتكارية مكونة من سيرة ذاتية بلغة الصورة الفوتوغرافية؟ وهل لكل صورة تعبيرها اللغوي الخاص الذي يعكس أسلوب الدكتور دشتي وشخصيته؟
يقع الكتاب الذي صممّه وأخرجه الفنّان القدير أسامة عزيز عيسى في 596 صفحة من القطع الكبير في طبعة فنية فاخرة تتميز بطباعتها الملونة عالية الجودة، لكن أحد الجوانب الأكثر متعة في هذا الكتاب المصوّر عن سيرة حياة حافلة بالذكريات هو الفصل الرابع والطفولة واليتم والأحداث المتعلقة بحضوره لفيلم هندي (كنكا وجمنا) في دوار سينما الفردوس؛ ليُعاقب بعدها على حضوره الفيلم والبكاء من أحداث الفيلم أكثر من الضرب، ومن مفارقات الزمن كان زيارة بطل الفيلم «ديليب كومار إلى الكويت سنة 1998، وكان سفير الهند حاضراً فتحدثت عن الواقعة التي حصلت لي قبل 30 عاماً فضجّ المكان بالضحك. وقلت للممثل ديليب كومار: لقد كنت أنت السبب في ذهابي إلى الهند وبكائي عند الضرب...» فتخليد وجوده مع بطل فيلم كنكا ديليب كومار وهو يبتسم في حضور يجمعه مع الممثل في مصافحة ومحادثة هي التعبير الفني لشهادة ملموسة على الحياة السينمائية وتأثيرها بين الماضي والحاضر على تكوين شخصية الإنسان وما يتبقى في الذاكرة من لحظات لا تُنسى.. أو الأحرى؛ ما امتلأت به الذاكرة ما بين الطفولة والشباب، وتستعيدها الذاكرة عبر الصورة كشاهد حيّ على أحداث بليغة في حياة الإنسان. فهل البُعد الإنساني في هذا الكتاب هو عاطفي أخلاقي يبدأ بصورة مع الحفيد وجملة من جد لحفيده ذهبية بامتياز «عندما تكبر سأجعلك صديقي، وعندما أكبر تعامل معي على أنني أحد أطفالك، ولكن إياك أن تشعرني بذلك!!!»؟ أما عبر الفصل الخامس وعنوانه «بالعلم والأخلاق.. تلتقي وتتقدم الأمم» وماذا عن مسيرته العلمية؟ وماذا عن صورة تجمع طلبة المدرسة في الخمسينيات من القرن الماضي؟
يتيح لنا كتاب «حياتي ذكريات مصورة» للبروفيسور دشتي تحويل المحسوس من الذكريات العالقة في زمن مضى إلى ملموس بصري ولغوي للتذكير بلحظات مشتركة مع الآخرين ممن حوله، وكأن الصورة الفوتوغرافية هي حارسة الذكريات حتى في بطاقة العلامات الدراسية وصولاً إلى خارج الكويت مع الشخصيات المُحببة إلى نفسه الجميلة، ومنها إلى الداخل، والابتسامات المتبادلة مع الأهل والأصدقاء في المناسبات والجلسات الحميمة واللحظات التي منحتنا معنى مختلفا لوجودنا كتلك التي مع الأحفاد وأبناء العمومة والخالات والأخوال، وغير ذلك من التفاصيل التي تُشير إلى تغيّر الإنسان وتطوّره الزمني والفكري والعلمي، والأهم من كل ذلك نضاله الاجتماعي والحاجة المستمرة إلى الإنسانية والفطرة في التواصل مع الآخرين عبر الزمان والمكان التي ترجمها في صفحة 107 وهي بعنوان الرحمة لمصطفى لطفي المنفلوطي وفيها «أيها السعداء، أحسنوا إلى البائسين والفقراء، وامسحوا دموع الأشقياء، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، ناهيك عن الدراسات والمقالات الطبية، والاهتمام بصحة الإنسان التي درسها وتعمّق فيها وصوّرها، كي تبقى عبر الذاكرة الحياتية موثقة بعيداً عن التكديس الورقي الذي يتم إتلافه بعد فترة الرحيل الزمنية. فبناء تاريخ حياة الإنسان يُثري حياة الأحفاد وأحفاد الأحفاد، وحتى البلد الذي نعيش فيه؛ وإن تبوأ الإنسان العديد من المناصب المهمّة في حياته؛ يبقى التحدي الأكبر هو القدرة على الاحتفاظ بذكرياته المصوّر منها والمحفور في الذاكرة لإحياء الأيام التي عاش السعيد والحزين منها، وبنكهات مختلفة عابقة بلحظات من حلم تحقّق بعضه أو كله، وبما يرادف حيوات الأصدقاء والأقارب والأحبة. وبهذا نستطيع إعادة بعض ما حذفته الذاكرة، ومن ثم نستعيده بواسطة صورة فوتوغرافية مهملة أو مخزّنة في صندوق الصور؟ وهكذا تخطى البروفيسور دشتي التكنولوجيا العصرية والعيوب الفنية الرقمية من فقدان الصور في خلوي ضاع أو تمّت سرقته أو أصيب بتلف في ذاكرته عبر كتابه هذا ذكريات مصورة.. فهل يُضفي كل هذا صيغة إنسانية على من رافقونا أو رافقناهم في الحياة وكانت معهم لحظات عشناها ولا تُنسى؟ وهل يعتبر هذا ملكية خاصة عامة وفيه الكثير من الأحداث المهمة التي رافقت مشواره الطويل طبياً واجتماعياً وفنياً وأدبياً وغير ذلك؟ تبقى الإجابة الشافية منوطة بالقارئ لكتابه، لكن الأكيد أن الدكتور الدشتي استطاع في هذا الكتاب الرائد أن يجعل من حياته الزاخرة مادة مصوّرة وموثقة للأجيال، وأن يوجّه لهم رسالة بالصورة مفادها: بأن الإنسان بإرادته وصبره وصدقه يستطيع أن يحوّل المستحيل إلى واقع معيش.. ودليلنا على هذا؛ كتابه الذي بين أيدينا.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
- كاتبة وإعلامية لبنانية، نشرت عشرات المقالات الأدبية والنقدية والثقافية في الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17388
| 11 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9510
| 13 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
9468
| 10 نوفمبر 2025