رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
العدوانيةُ هي تصرف سلبي يصدر من الطفل تِجاه الآخرين، ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي، أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين، وقد ينتج عن العُدوان أذى يصيب إنساناً أو حيواناً، كما ينتج عنه تحطيم للأشياء أو الممتلكات، ويذكر بعض علماء النفس أن الصبيان في المتوسط أكثر عدواناً من البنات، كما توجد فروق بين الجنسين في طريقة التعبير عن العُدوان.
كما يميل شكل العُدوان عند البنات إلى أخذ الشكل اللفظي بالصراخ، في حين يتخذ العُدوان عند الصبيان شكل الهجوم الجسمي، ويتجه الهجوم بخاصة نحو الصبيان الآخرين.
تقول إحدى السيدات «تصلني من مدرسة طفلي شكاوى عديدة، تتلخص كلها في أنه عدواني تِجاه زملائه في الصف، وعندما أسأله عن تصرفاته يجيبني أن زميلاً له تعمَد استفزازه، أو آخر بدأ معه الشجار؛ أُكثر من لومه، لأنني لا أريده عدوانياً، رغم أنني أرى بعض عدوانيته ليست إلا رد فعل، أو دِفاعاً عن نفسه».
أسباب العُدْوان لدى الأطفال وعلاجها
من أهم الأسباب عدم اهتمام الوالدين بالطفل، والعقاب القاسي على بعض سلوكياته الخاطئة، كالضرب والحرمان، ومنها تقليد الأبوين في بعض سلوكهما، وأيضًا وسائل الإعلام التي لها دور كبير في نشوء مشكلة العدوانية عند الأطفال، وأخيراً عقدة النقص، وقلة الثقة بالنفس، وإذا عرفنا أسباب هذا الشعور لدى أبناءنا يمكن بكل سهولة تحديد إزالة هذه الأسباب وعلاجها بقدر الإمكان، وهناك بعض المقترحات ينصح بها علماء النفس المتخصصين في معالجة هذه الظاهرة لدى الأطفال أحببت أو أوجزها لكم في أمور يسهل علينا نحن أولياء الأمور العمل بها لتخفيف هذه العداونية لدى ابناءنا. نحاول بقدر الإمكان تجنيب أطفالنا مشاهدة التلفاز أو برامج الكارتون التي تحتوي على مشاهد العنف،
كما أننا نستطيع بكل سهولة إبعادهم عن مشاهدة أو حضور الشجار العائلي بين الزوجين، أو ضرب أحدهما الآخر أمام الأطفال
ومن المعالجات السلوكية يمكننا أن شجع أطفالنا على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعده في التخلص من حالات القلَق والتوتر التي قد تنتابه من وقتٍ لآخر.
ومن المهم أن تخصص وقتا للعب مع أطفالك، والتحدث معهم حول علاقاتهم مع الأصدقاء، ومشاكلهم مع المدرسة، أو الواجبات والأمور المتعلقة بالمدرسية.
وعدم التفريق في معاملتك بين أطفالك، فعلى الوالدين ألا يُعاملا أحد الأولاد معاملة أقل من غيره، فمثلاً إذا اشترى الأب لعبة لابنته الصغيرة يجب أن يشتري مثلها أو ما يوازيها لبقية أولاده، حتى لا يترك الفرصة لتوليد مشاعر عدوانية لديهم.
كما يمكننا استخدام العقاب المتلائم مع المشكلة من الطرق الفعالة في علاج السلوك العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة، والمقصود بالعقاب هنا منعه من ممارسة الأنشطة الاجتماعية المعززة لديه، كمشاهدة التلفاز، أو الجلوس أمام الكمبيوتر، مع تجنب العقاب الجسدي بقدر الإمكان.
ولا ننسى الاهتمام بتنمية السلوك الموجه نحو المساعدة للآخرين، أو تنمية التعاطف مع الآخرين، فكلما أظهر الطفل اهتماماً أكبر بالآخرين قل أن يلحق الأذى بهم.
ويجب على الوالدين تفهم دوافع السلوك العدواني، وأن يقفا موقف المتفهِّم الهادئ، فقبل أن يمنعا الأطفال من عمل شيء ما يجب أن يهيِئا لهم عملًا إيجابياً بدلًا من عقابهم، وتوجيه الأوامر والنواهي، فمثلًا يقولان لهم: «من المفضل أن تفعل هذا، تعال وافعل كذا»، وذلك بدلًا من أن يقولا: «لا تفعل هذا، إياك أن تفعل ما فعلت، لا تقرب هذا المكان وإلا سوف أضربك».
وأخيراً على الوالدين إشعار أولادهما بالحب والحنان، وأن يجلسا معهم، ويتحدثا إليهم، ويطلبا منهم أن يخبروهما بما يحدث معهم في المنزل والمدرسة، فوجود الأب والأم إلى جانب أولادهما يشعِرهم بالقوة والحماية.
تربية الطفل على تحمل المسؤولية
هناك عدة أمثلة سلوكية عملية يمكن من خلالها أن ننمي روح المسؤولية عند أطفالنا فمثال يحضر الابن الى أبيه فيقول له: «بابا أنا رسبت» لكن الأب لم يحرك ساكنا.. فأعاد الولد الكرة قائلا: «بابا قلت لك انا رسبت»، فيرد الأب: «أنا سمعت.. هذه مشكلتك ليست مشكلتي» هنا اكيد سينفجر الولد بالبكاء، لماذا..؟؟ لأنه كان يريد من والده ان يتحمل تبعات مشكلته مكانه..
تماما مثل الموظف الذي يدخل على مديره و يقول له عندي مشكلة، فيقول المدير ضع الملف و انصرف سأتولى أنا هذا الأمر، فيضع الموظف الملف و ينصرف وهو مرتاح البال..
فابني لما يأتيني بمشكلة أتعاطف معه نعم، لكن لا أقوم بحلها مكانه وأتحمل تبعاتها بدلا عنه، نفكر في حل معاً، لكن تبقى المشكلة .... مشكلته هو ..
ومثال اخر الشاب المتهور الذي قبضت عليه الشرطة لانه كان يسوق على الطرقات بسرعة جنونية، فلما أخذوه الشرطة طلب منهم بأن يتصلوا بوالده، فلما اتصلت الشرطة بالوالد و كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ما كان منه إلا أن سألهم عن رخصة القيادة باسم من ..؟، فلما أجابوه بأنها باسم ابنه، قال لهم: «إن كانت الرخصة باسم ابني و هو صاحب المشكلة فلماذا تقلقون راحتي في هذا الوقت المتأخر»، وأغلق الهاتف و عاد للنوم..
يعتقد الجميع أن هذه قسوة..
سأقول لك هذه ليست قسوة بل هي منتهى الرحمة لأنك بهذا تجعل من ابنك رجلا يعرف حدوده و يتحمل مسؤولياته ، صدق الإمام علي كرم الله وجهه حين قال:
«اشفق على ابنائكم من فرط اشفاقكم عليهم «
كسرة أخيرة
أسأل الله العظيم أن يبارك لكم في ذرياتِكم، وأن يجعل بيوتَنا عامرةً بطاعة الله، وأن يُصلح أولادنا من كل مرض وبلاء، وسلامتكم.
جمال الأذان المفقود
لماذا غاب جمال الصوت في رفع الأذان؟ أليس لاختيار المؤذن شروط وضوابط؟ كيف تراجعت هذه الشروط التي كانت... اقرأ المزيد
117
| 19 ديسمبر 2025
جسم الإنسان يقبل التدرج ويرفض المفاجأة
غالبا، حينما نود تغيير أو زيادة أو علاج عنصر في جسم الانسان، علينا البدء باعطائه جرعات خفيفة من... اقرأ المزيد
108
| 19 ديسمبر 2025
تدابير الله كلها خير
يقول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله... اقرأ المزيد
102
| 19 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
876
| 16 ديسمبر 2025
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
717
| 18 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها من كأس العالم الذي أبهر وأدهش وأتقن، الى احتضان فعاليات كأس العرب. نعم نجحت قطر في جمع العرب في ملتقى استثنائي، بدأ بافتتاح مهيب وأسطوري اجتمعت فيه حضارة العرب وعاداتهم وأحلامهم ونجحت في تقديم فلسفة الاستاد خلال الأيام الماضية على أنه البيت العربي الكبير الذي يجمع العرب متجاوزين الحدود والفوارق. لقد تبيّن لنا أن هناك الكثير مما يجمع العرب، وليس حرف الضاد وحده، فها هي كرة قدم أظهرت أنهم يقفون ويستطيعون البناء وتقديم الأفضل، وأن هناك جيلا متفائلا يؤمن بالمستقبل وبأنه قادر على أن ينهض من تحت الركام، جيل جديد يتنفس عطاءً ويضع لبنات البناء الذي يعيد المجد لهذه الأمة. أما فلسطين فكانت حاضرة في هذا المهرجان الكروي، في تضامن ليس جديدا أو غريبا على قطر وشعبها، ولعل الأوبريت المؤثر حين جمع قصص الاناشيد الوطنية للدول العربية عبّر لكل الحاضرين والمشاهدين أن تحريرها ممكن وان وحدتنا ممكنة. قطر ومن جديد تجمع العرب في كأس العرب للمرة الثانية من المحيط الى الخليج في هذه الاحتفالية الكروية التي تعد الأكبر في العالم العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه عن سرّ نجاح قطر مرة تلو الأخرى؟ لقد وضعت قطر بصمتها على خريطة العرب والعالم فأصبح يشار إليها بالبنان لما تمتلكه من قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. قطر وخلال أعوام مضت وضعت رؤيتها، وحددت هدفها وسخرت امكاناتها، وبذلت كل ما تستطيع لتحقيق ما رأيناه من ترتيبات لإقامة كأس العالم على أرض صغيرة حجما، كبيرة بالفعل فكان لها ما أرادت واستقر الهدف وجاءت في هذه البطولة لتبني على ما تم انجازه وتعطي أكثر وأكثر. تمتلئ ملاعب قطر بالجماهير التي تحول ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أسست على أرقى المعايير البيئية العالمية، فهي لم تعتمد بناء ملاعب يطلق عليها مصطلح الأفيال البيضاء ببناء أبنية ضخمة لا داعي لها بل شيدت على مبدأ الاستدامة واستخدام أدوات صديقة للبيئة بحيث يمكن تفكيك وإعادة استخدام الملاعب وفق خطة مدروسة بمجرد الانتهاء منها سواء بإعادة تدويرها في مشروعات داخلية أو بالتبرّع بها وإهدائها إلى دول أخرى لرفع كفاءة منشآتها الرياضية إضافة الا أنها ملاعب بلا تدخين وملاعب يصدح فيها صوت الأذان انجاز مختلف ومقدر. يضاف إلى هذه الملاعب المونديالية، أنها استفادت من البنية التحتية الرياضية الواسعة التي أولت قطر اهتماما كبيرا بها بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة وفي نقطة تحسب لهذه الجهود تتضمن الملاعب خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة. وهنا لا بد من ذكر تسهيلات حركة المشجعين من خلال شبكة منظمة من المواصلات فنجاحها يعد حجر الزاوية في انجاح البطولة فهي توفر شبكة نقل حديثة ومتكاملة تتمتع بسلاستها وفعاليتها مع وجود مترو الدوحة العمود الفقري للدوحة الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في قطر خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير. وإلى جانب ذلك، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة. لقد ركزت قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام لقطر يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية. وبينما تدار المباريات من جهة تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والترفيهية لتعزيز تجربة المشجعين وخلق أجواء إيجابية وبناء جسور بينهم حيث ترحب قطر بهم بطريقتها وبحسن وكرم الاخلاق والضيافة. أي انجاز هذا، خطوة ٌتحسب وتقدر ونقطةٌ بألف هدف، فقطر تربط استثمارها بالرياضة بتحقيق نمو اقتصادي وسياحي وفي نفس الوقت وفي هذا المحفل العربي الاخوي تزيل اسباب الفرقة وتقرب المسافات في تجمع لم نكن نراه او يشهد له في من سبقها من فعاليات لكأس العرب. أي انجازٍ هذا في أكبر تجمع عربي، إذا هي الارادة الجادة والحقيقية المنتمية، تغلفها الشجاعة والاقتدار الساعية لبث الخير. قطر لا تمتلك المال فقط، إنما هي تتبع قواعد النجاح وتركز على الإنسان وفكره وتطويره، لا تترك جهدا ً في الاستفادة من خبرات الآخرين والتعلم منها والبناء عليها، وتعطي الفرص وتمنح المساحات للعطاء لمن يريد من القطريين أو غيرهم ممن يعيشون على أرضها. من استاد ملعب البيت كان الافتتاح، ولن تكون النهاية، لقد أصبحت قطر على الدوام البيت الذي يجمع ولا يفرق يلم الجراح ويبث الطمأنينة. الأمل يحدونا لأن نزيد ما تم بناؤه فكريا وروحيا ومعنويا في قطر، وفي غيرها من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، حتى نغدو منارة يهتدى بنا.
681
| 15 ديسمبر 2025