رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علياء معجب الدوسري

مساحة إعلانية

مقالات

561

علياء معجب الدوسري

رؤية قَطر وطنية للصحة 2030 .. إنجازات مشرقة

10 فبراير 2025 , 12:05م

في سباق الزمن نحو مستقبل أكثر صحة ورفاهية، تخطو دولة قَطر خطوات ثابتة في تطوير قطاعها الصحي، مستندةً إلى رؤية وطنية وإستراتيجية طموحة تسعى إلى بناء نظام صحي راقٍ وعالمي المستوى. فقد تحولت البلاد خلال السنوات الأخيرة إلى نموذج يُحتذى به في تقديم الرعاية الصحية، بفضل استثمارات ضخمة، وتخطيط إستراتيجي دقيق. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تفرض نفسها على الطريق، مما يستدعي مزيدًا من الجهود لضمان مستقبل صحي مستدام.

قفزات نوعية في القطاع الصحي

لم تكن الإنجازات الصحية التي حققتها دولة قَطر وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة رؤية واضحة، وإصرار على التميز. فمع توسع شبكة المستشفيات والمراكز الطبية، بات الوصول إلى الرعاية الصحية أسهل وأسرع، ما انعكس بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة. ومن بين الصروح الطبية الرائدة التي شهدت النور في السنوات الأخيرة، يأتي "مركز سدرة للطب"، الذي تحول إلى وجهة طبية محورية في رعاية المرأة والطفل، إلى جانب توسعة "مستشفى حمد العام"، الذي عزز قدرته الاستيعابية ليواكب الطلب المتزايد على مستوى الدولة.

ولكن التطوير لم يقتصر على البنية التحتية، بل شمل أيضًا تحديث الأنظمة الصحية، وتبني أحدث التقنيات الطبية. فالذكاء الاصطناعي بات اليوم جزءًا لا يتجزأ من عملية التشخيص، والتحليل، والمقاربة الطبية، والعلاج، مما رفع كفاءة الأداء الطبي إلى مستوى عالٍ، وقلل من معدلات الأخطاء، وأتاح للمرضى خدمات أسرع، وأكثر دقة.

نجاحات في مكافحة الأمراض وتعزيز الوقاية

الوقاية خير من العلاج، وهذا ما أدركته قطر مبكرًا، حيث أطلقت حملات توعوية واسعة لتعزيز أنماط الحياة الصحية بين المواطنين؛ فحملة "قطر نشطة"، على سبيل المثال، نجحت في نشر ثقافة ممارسة الرياضة، والتغذية المتوازنة، فيما ساهمت السياسات الصارمة ضد التدخين في تقليل أعداد المدخنين، مما انعكس إيجابًا على الصحة العامة، وهذه المبادرات آخذة في التوسع على المستوى الوطني.

وفي مواجهة الأوبئة، أثبتت قطر جاهزيتها وقدرتها العالية خلال جائحة كوفيد - 19، حيث اعتمدت إستراتيجيات فعالة مكّنتها من اِحتواء الأزمة بسرعة، بدءًا من فرض الإجراءات الوقائية الصارمة، ومرورًا بتوفير اللقاحات على نطاق واسع، وحتى وصولًا إلى تقديم رعاية طبية متقدمة لمرضى الفيروس. ونتيجة لهذه الجهود، حققت البلاد واحدًا من أدنى معدلات الوفيات عالميًا خلال الجائحة.

التحديات لا زالت تفرض نفسها

رغم هذا التقدم الطبي الوطني المبهر وفق رؤية التنمية لعام 2030م، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. فالنمو السكاني المتسارع يشكل ضغطًا متزايدًا على الخدمات الصحية، مما يستدعي توسيع القدرات الطبية بوتيرة أسرع. كما أن اِنتشار الأمراض المزمنة، مثل السكري والسُّمنة، لا يزال مصدر قلق، حيث تتطلب مكافحتها جهودًا مضاعفة من خلال برامج التوعية، وتحفيز الأفراد على تبني أسلوب حياة صحي.

أما على مستوى الكوادر الطبية، فلا تزال قطر تعتمد إلى حد كبير على الكفاءات الأجنبية، مما يجعل تطوير وتأهيل الكوادر الوطنية ضرورة ملحة. ورغم الجهود المبذولة في هذا المجال، إلا أن سدّ هذه الفجوة يتطلب مزيدًا من الاستثمارات في التعليم والتدريب الطبي.

ونحو مستقبل طبي أكثر إشراقاً، ومع اقتراب عام 2030، تواصل دولة قَطر تعزيز منظومتها الصحية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والبحث العلمي وإرسال البعثات واستقدام الخبرات العالمية، حيث تسعى إلى تحقيق الاستدامة في المجال الصحي، وضمان تقديم خدمات طبية بمستوى عالمي للجميع.

وإن ما تحقق حتى اليوم هو قصة نجاح تستحق الإشادة، ولكن الطريق نحو مستقبل أكثر صحةً لا يزال مليئًا بالتحديات. وبينما تستعد دولة قطر لمواجهة هذه العقبات، يبقى الهدف الأسمى هو تمكين مجتمع يتمتع بالصحة والراحة والرفاهية، في ظل نظامٍ صحيٍ متطورٍ يواكب متطلبات واحتياجات العصر.

مساحة إعلانية