رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

351

فاطمة بنت يوسف الغزال

التضليل الإعلامي.. كيف يتم خداعنا؟

09 يوليو 2025 , 04:38ص

يروى أن رجلًا كان لديه خروف وأراد أن يبيعه فأخذه إلى السوق، رأه أربعة لصوص واتفقوا على سرقة الخروف بخطة ذكية فقسموا أنفسهم على الطريق المؤدية للسوق، جلس الأول في أول الطريق والثاني بعده بقليل والثالث في المنتصف والرابع قرب نهاية الطريق.

مر الرجل على الأول فسأله لماذا تقود هذا الكلب خلفك فقال له هذا ليس كلبا إنه خروف وأكمل طريقه، ثم سأله الثاني نفس السؤال فتردد وقال إنه خروف، عند الثالث تكررت نفس الكلمات فتزايد شكه، أما الرابع فختمها بنفس العبارة لماذا تقود كلبا خلفك.

هنا أيقن الرجل أنه أخطأ وأنه بالفعل يقود كلباً وليس خروفا فقطع الحبل وأطلق الخروف ظنا منه أنه كلب وعاد إلى بيته يبحث عن خروفه، بينما اللصوص التقطوا الخروف وانصرفوا فرحين.

الحكمة من هذه القصة توضح لنا كيف يتم تضليل العقول وتزييف الوعي بطريقة ممنهجة حين يكرر الكذب أكثر من طرف نبدأ في الشك في الحقائق، فلا تجعل قناعتك تُسرق مع تكرار الأصوات فليس كل ما يقال صحيحا وليس كل من يتكلم صادقا.

تضليل العقول في تكرار الأكاذيب

في عصر المعلومات، أصبح من السهل على الأفراد أن يقعوا فريسة لتضليل العقول وتزييف الوعي. عندما يكرر الكذب أكثر من طرف، نبدأ في الشك في الحقائق، وتصبح قناعاتنا مهددة بالسرقة في هذا المقال، وسنناقش كيف يتم تضليل العقول بطريقة ممنهجة، وهناك الكثير والنماذج من هذا التضليل.

أولًا، تكرار الأكاذيب يمكن أن يؤدي إلى تزييف الوعي، عندما نسمع نفس الرسالة تتكرر مراراً وتكراراً، نبدأ في تصديقها، حتى لو كانت كاذبة، هذا ما يسمى بـ»تأثير التكرار»، حيث يصبح الكذب أكثر قبولًا مع تكراره.

ثانيًا، يتم استخدام تقنيات الدعاية والتأثير النفسي لتضليل العقول، على سبيل المثال، يتم استخدام «التكرار الانتقائي» لتعزيز رسالة معينة، بينما يتم تجاهل الحقائق التي تتعارض معها، كما يتم استخدام «التأثير الاجتماعي» لجعل الأفراد يعتقدون أن الجميع يعتقدون شيئًا معينًا، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا، أحد الأمثلة على ذلك هو حملة التضليل التي قامت بها شركات التبغ لإنكار العلاقة بين التدخين والسرطان، لقد كررت هذه الشركات الأكاذيب حول سلامة التدخين، وروجت لدراسات مزيفة تدعم موقفها، ونتيجة لذلك، تأخرت الحكومات في اتخاذ إجراءات للحد من التدخين، وازداد عدد المدخنين.

لذا يجب أن نكون حذرين من تضليل العقول وتزييف الوعي، ويجب أن نبحث عن الحقائق، ونقيّم المعلومات بشكل نقدي، ولا نسمح لقناعاتنا أن تُسرق مع تكرار الأصوات، كما يجب أن ندرك أن ليس كل ما يقال صحيحًا، وليس كل من يتكلم صادقًا.

الملابس الجديدة للإمبراطور

قصة «الملابس الجديدة للإمبراطور» هي قصة قصيرة شهيرة كتبها هانس كريستيان أندرسن، تحكي القصة عن إمبراطور يحب الملابس الجديدة والفاخرة، ويُخدع من قبل اثنين من المحتالين يزعمان أنهما يمكنهما صنع ملابس فاخرة للغاية، ولكنها غير مرئية لأي شخص لا يصلح لوظيفته أو «غبي»، الإمبراطور يقرر شراء هذه الملابس، ويُعطي المحتالين مالًا مقابلها، عندما يأتي المحتالون لقياس الملابس، يزعمان أن الملابس موجودة، ولكنها غير مرئية، الإمبراطور ووزراؤه يرون «الملابس» ويُصفقون لها، خوفًا من أن يُعتبرون غير أهل لوظيفتهم إذا لم يروها، وعندما يخرج الإمبراطور لاستعراض ملابسه الجديدة، يرى الجميع أنه عارٍ تمامًا، ولكن لا أحد يجرؤ على قول ذلك، أخيرًا، يصرخ طفل صغير «ولكنه لا يلبس شيئًا!» وتنتشر الكلمة بين الناس، ويُدرك الجميع أنهم تعرضوا للخداع.

هذه القصة تُظهر كيف يمكن للضغط الاجتماعي والخوف من النقد أن يجعل الأفراد يتصرفون بشكل غير عقلاني، ويُؤيدون أفكارًا أو معتقدات خاطئة، كما تُظهر أهمية الصدق والجرأة في التعبير عن الآراء، حتى لو كانت غير مقبولة من قبل الآخرين.

كسرة أخيرة

تضليل العقول وتزييف الوعي يمكن أن يكونا خطيرين إذا لم نكن حذرين، ويجب أن نكون مستعدين دائما لمواجهة الأكاذيب والتحقق من الحقائق، حتى لا نسمح لقناعاتنا أن تُسرق.

مساحة إعلانية