رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. خالد وليد محمود

• متخصص بالسياسة السيبرانية

مساحة إعلانية

مقالات

402

د. خالد وليد محمود

الحروب من أجل الموارد.. هل يقودنا الاحتباس الحراري إلى صراعات إيكولوجية؟

08 نوفمبر 2024 , 02:00ص

في العقد الأخير، أصبحت آثار الاحتباس الحراري ملموسة بشكل متزايد، فلم تعد هذه الظاهرة محصورة في المختبرات أو مراكز الأبحاث، بل باتت جزءاً من الحياة اليومية للبشرية. كل عام، تواجه الدول حول العالم سلسلة من الكوارث الطبيعية؛ من فيضانات مدمرة، وأعاصير غير مسبوقة، إلى حرائق غابات هائلة، وجفاف يعصف بمساحات واسعة، وهو ما يؤدي إلى شح المياه وتدهور الزراعة. هذه الكوارث المستمرة تهدد الأمن الغذائي وتزيد من معدلات الفقر والجوع، ما يؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية هائلة، ويشرد الآلاف من البشر من قارة آسيا وأفريقيا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. وتسبب ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر في تهديد مدن ساحلية بالغرق التام، ما ينذر بموجات هجرة جماعية غير مسبوقة.

الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ووفقاً لتقريرها الأخير فقد ارتفعت درجات حرارة الأرض بمعدل 1.1 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وقد يصل هذا الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030 إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة على وتيرتها الحالية. كما أن ذوبان الجليد القطبي يسهم في ارتفاع مستويات سطح البحر بمعدل 3.7 ملم سنويًا، ما يعرض المدن الساحلية ومناطق الدلتا للفيضانات وغمر الأراضي.

وفي سياق التحذيرات المتزايدة من تداعيات الاحتباس الحراري، حذّر تقرير للأمم المتحدة من احتمال ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 3.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2100، إذا ظلت السياسات المناخية على حالها دون تغيير. ويشير “تقرير فجوة الانبعاثات” الصادر سنوياً عن الأمم المتحدة إلى أن انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري ارتفعت بنسبة 1.3 % بين عامي 2022 و2023، لتسجل مستوى قياسياً جديداً بلغ 57.1 جيجا طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، ما يؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لخفض الانبعاثات وتجنب الوصول إلى مستويات الاحترار الكارثية.

* رغم كل التحذيرات الدولية والدعوات إلى التحرك، فإن الاستجابة العالمية لمواجهة الاحتباس الحراري تظل غير كافية. وتخضع المسألة في كثير من الأحيان لمقاربات سياسية تهدف إلى حماية مصالح الدول الصناعية الكبرى. على سبيل المثال، شهد العالم انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ خلال حكم الرئيس دونالد ترامب، ما أضعف الجهود العالمية للتصدي لانبعاثات الكربون. هذا الانسحاب طرح تساؤلات حول إمكانيات تحقيق أهداف الاتفاقيات المناخية عبر تقنيات أكثر فعالية واستراتيجيات سياسية متجددة، وإمكانية تشكيل إدارة عالمية فعالة تقود الجهود المناخية.

ويواجه المجتمع الدولي تحديات جمة في بناء الثقة حول التعاون المناخي، إذ تستمر الشكوك في فعالية التعاون الدولي لإيجاد حلول ذات قيمة للإشكاليات المناخية. يُعتبر تغير المناخ أحد أهم القضايا العالمية، إذ يتطلب جهوداً جماعية لا يمكن إنجازها من طرف واحد، لما له من تداعيات مباشرة تمس مستقبل البشرية.

* الأرقام المخيفة بهذا الموضوع تشير إلى أن العالم لا يملك رفاهية الوقت للتقاعس أو تأخير الحلول، فالآثار المتسارعة للاحتباس الحراري تضعنا على حافة “حروب إيكولوجية” قد تكون غير مسبوقة. هذه الحروب قد لا تكون بين جيوش تقليدية، بل بين الإنسان وقوى الطبيعة المتطرفة التي ستأخذ بزمام الأمور إذا ما تواصلت التغيرات المناخية بلا حلول فعّالة. فالفيضانات قد تغمر مدناً بأكملها، والجفاف سيزيد من حدة الصراعات على الموارد النادرة كالماء والغذاء، والحرائق ستأتي على ما تبقى من المساحات الخضراء.

هذه “الحروب الإيكولوجية” لا تثير القلق فقط بسبب دمارها البيئي، بل لأنها تهدد بتفكيك المجتمعات والدول، حيث من المحتمل أن تتسبب في موجات نزوح قسري كبيرة ونزاعات على الموارد الطبيعية. قد تضطر الشعوب إلى الهجرة بحثاً عن مناطق صالحة للعيش، وقد تقود ندرة المياه والغذاء إلى صراعات مسلحة، ليست طمعاً في الأراضي أو الثروات، بل في مجرد ضمان البقاء.

اقرأ المزيد

alsharq وسام من الأمم المتحدة يوشح صدر قطر

بارك الله في قناة الجزيرة الرائدة التي أتاحت للرأي العام العالمي من خلال لغات بثها، معرفة المكانة التي... اقرأ المزيد

390

| 14 نوفمبر 2025

alsharq هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟

في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد

228

| 14 نوفمبر 2025

alsharq حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة

إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد

279

| 14 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية