رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. خالد وليد محمود

• متخصص بالسياسة السيبرانية

مساحة إعلانية

مقالات

2184

د. خالد وليد محمود

«بصمة الصوت» من أداة للتحقق إلى وسيلة للتعقب والاغتيال

08 أكتوبر 2024 , 02:00ص

في ظل التسارع التكنولوجي الذي يشهده العالم، تبرز تقنية بصمة الصوت كإحدى أهم التطورات في مجال التعرف على الهوية، وتقدم استخدامات متعددة في مجالات الأمن، المال، والعسكرة. تقوم هذه التقنية على استخراج السمات الصوتية الفريدة لكل فرد، مثل الترددات، النبرة، السرعة، والإيقاع، لتحويلها إلى “بصمات صوتية” رقمية تُستخدم كمرجع بيومتري للتحقق من الهوية، تمامًا كما هو الحال مع بصمات الأصابع أو الحمض النووي. تتميز هذه التقنية بأنها أقل تدخلاً من الأساليب التقليدية مثل التعرف على بصمات الأصابع أو الوجه، وتُعتبر أكثر ملاءمة، حيث يمكن أن تعمل عن بُعد باستخدام ميكروفونات عادية، مما يتيح سهولة الوصول والاستخدام عبر العديد من التطبيقات.

تقوم تقنية البصمة الصوتية على أساس أن كل شخص يتحدث بشكل غير واعٍ عن هذه السمات الصوتية الدقيقة، والتي تختلف في قياساتها بين الأفراد. هذه الفروق تظل قائمة حتى بين التوائم المتطابقين، مما يجعل من الصعب تطابق بصمات الصوت حتى في حالات التشابه الجسدي الكبير. وعليه؛ فإن البصمة الصوتية هي إحدى أنواع البصمات البيولوجية للإنسان أو القياسات البيومترية «Biometrics»، وهي البصمات التي تقاس من خلال الأعضاء البيولوجية المختلفة في جسم الإنسان.

لم تعد بصمة الصوت مقتصرة على المصارف والمطارات أو الهواتف الذكية، بل أصبحت أداة فعالة في العمليات العسكرية والاستخباراتية والتصفية الجسدية «عمليات الاغتيال»؛ إذ استخدمت هذه التقنية لتعقب واغتيال قادة حركات المقاومة في كل من غزة ولبنان، مما يدل على التحول الكبير في استخدام هذه التكنولوجيا. تعتمد هذه العمليات على تحليل الصوت وتخزينه في قواعد بيانات ضخمة، ليتم التعرف عليه في المستقبل من خلال مقارنة أي تسجيل جديد بتلك المخزنة. هذا يسمح بتنفيذ عمليات دقيقة وسريعة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد مكان الأهداف وتنفيذ المهام المطلوبة.

القدرات التكنولوجية العالية التي تمتلكها بعض الجيوش، مثل الجيش الإسرائيلي، تتيح لها بناء مكتبات صوتية ضخمة للأفراد المستهدفين. ومع كل مكالمة أو محادثة يتم تحليلها، يتم إضافة معلومات جديدة إلى هذه المكتبات، مما يزيد من دقة وفعالية عمليات التعقب. التقارير بهذا الخصوص تشير إلى استخدام هذه التكنولوجيا لتعقب قادة حركات المقاومة، سواء عبر مكالماتهم الهاتفية أو من خلال تتبع أصواتهم عبر أنظمة التنصت المتقدمة، وذلك لتحديد مواقعهم بدقة وتنفيذ عمليات تصفية باستخدام الطائرات المسيّرة أو القوات البرية.

ورغم المزايا الأمنية الكبيرة التي توفرها تقنية بصمة الصوت، إلا أن هذه التكنولوجيا تثير تساؤلات أخلاقية حول استخداماتها. تعتمد العديد من الحكومات والجيوش على هذه التقنية في العمليات العسكرية والاستخباراتية، ولكن ما زالت هناك حاجة ماسة لوضع أطر قانونية واضحة تحكم استخدام هذه التكنولوجيا وتضمن حماية الخصوصية وحقوق الإنسان. استخدام بصمة الصوت في تعقب الأفراد يفتح الباب أمام انتهاكات محتملة للخصوصية، مما يجعل من الضروري تنظيم استخدامها وضمان عدم إساءة استغلالها.

من الناحية التجارية، تُعد بصمة الصوت أكثر أمانًا مقارنةً بالطرق التقليدية للتحقق من الهوية مثل كلمات المرور، التي أصبحت عرضة لهجمات سيبرانية مثل هجمات “Brute Force” و”Phishing”. هذه الهجمات تهدف إلى اختراق كلمات المرور واستخدامها بشكل غير مشروع، بينما تظل بصمة الصوت بيانات بيومترية فريدة لكل شخص، يصعب تقليدها أو تزويرها. ولهذا السبب، تم اعتمادها على نطاق واسع في التطبيقات المالية والخدمات اللوجستية والطيران، حيث تُستخدم كوسيلة مضمونة لتوثيق هوية المستخدمين.

يبقى السؤال الأخلاقي هنا مطروحًا حول كيفية تحقيق التوازن بين فوائد هذه التكنولوجيا وضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد. توسع استخدام بصمة الصوت في العمليات العسكرية والاستخباراتية يثير مخاوف بشأن الخصوصية، حيث يمكن أن تؤدي هذه التقنية إلى مراقبة مكثفة وانتهاك للحريات الشخصية. ولذلك، يتعين على المجتمع الدولي العمل على وضع ضوابط وقوانين صارمة تحكم استخدام هذه التقنية، وتضمن أن تبقى في إطار الاستخدام المشروع.

 

اقرأ المزيد

alsharq وسام من الأمم المتحدة يوشح صدر قطر

بارك الله في قناة الجزيرة الرائدة التي أتاحت للرأي العام العالمي من خلال لغات بثها، معرفة المكانة التي... اقرأ المزيد

393

| 14 نوفمبر 2025

alsharq هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟

في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد

228

| 14 نوفمبر 2025

alsharq حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة

إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد

279

| 14 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية