رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


[email protected]
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

267

خولة البوعينين

بيانٌ في زمن الأقنعة !

08 يوليو 2025 , 04:42ص

في زمنٍ اعتاد تجميل الحقائق، وكتمان المشاعر، وتغليف النوايا باللباقة، قد يبدو الوضوح نشازًا، أو خروجًا سافرًا عن النص.

ولو أمعنا النظر، لوجدنا أن الوضوح في حقيقته، ليس سوى عودة إلى الأصل، ورجوع للفطرة، ذلك لأنه أن تكون واضحًا لا يعني أنك قاسٍ أو مندفع، أو لا يهمك أن تجامل وتسايس، بل المعنى ببساطة أنك تعبت من التخفّي، ومللتَ المراوغة.

يعني أنك وصلت إلى منطقة آمنة داخلك، لم تعد تحتاج فيها أن ترضي الجميع، أو أن تصغّر صوتك حتى لا تُزعج أحدا ! 

فالواضح من الأنام كريم لا يرتجي الإذن، ولا يعتذر حين يقول (لا أفهم) أو (هذا لا يناسبني) أو (أنا لست بخير) ولا يختبئ خلف مجاملة، ولا يذوب في المجاراة، فقط ليبقى في محيط لا يشبهه، أو يداري شعوراً له ويكبته مراعاةً وتقديراً! 

وهذا مبعث لأن قد يُساء فهم المرء، أو اتهامه بالحدة أو الغرور، أو وصمه بالبرود وعدم الاكتراث ! 

لكن الأمر في جوهره هو أن اختيار الوضوح، وتفضيل البيان، ينبع من عدم امتلاك طاقة للتزييف، وانعدام الرغبة في التفاوض مع صوته الحقيقي، والزهد في الميل للإثبات والاعتراف !

أما من يخشون وضوحك، فهم أولئك الذين لم يتعلّموا بعد كيف يكونون صادقين مع أنفسهم.

لذا، فالذين يعتبرون الحضور النقي تهديدًا، والتعبير الصريح الواضح وعيداً، هم اعتادوا التعامل مع النسخ المنقّحة من الآخرين، وتمرسّوا على التعامل مع الأقنعة التي تخفي خلفها أصل الشعور. 

فأن تكون واضحًا، يعني أنك توقفت عن استعارة صوت ليس لك، ومنعت نفسك عن التبرير، ونأيت بذاتك عن الاعتذار المستمر عن وجودك، والمساومة على مساحتك.

يعني أنك أصبحت تكتفي بأن تقول: ها أنا ذا، بلا زينة زائدة، ولا بهرجة باذخة، ولا محاولة للإقناع، تتحدث من نقاء أعماقك، لا من الرغبة في القبول.

وليس المعنى من ذلك أن تتحول إلى سليط لسانٍ بزعم الصراحة والوضوح، أو تسيء إلى الأنام بفحوى أنك لا تتملق أو ترتدي أي أقنعة، فليست الوقاحة مرادفاً للوضوح، وليس التطاول دالاً على البيان ! 

لأن الوضوح الحق لا يعني أنك لا تخطئ، أو تزل أو تتهاون، بل يعني أنك لا تتصنّع ردود أفعالك، ولا تتلاعب في استجاباتك، ولا تُمثل مشاعر ومسالك لا تمتّ إليك بصلة! 

فأنت قابلٌ للخطأ أحيانًا، وللصواب أحيانًا أخرى، لكنك لا تدّعي ما لست عليه، وهذا وحده كافٍ في ظني ليمنحك نوعًا نادرًا من السلام، والتصالح الدقيق مع الذات. 

ففي زمن تداول الأقنعة، مهمٌ أن يعي المرء أن كونه واضحًا غير مرادف لفقدان قدرته على التكيّف، بل هو دلالة أنه تخيّر لنفسه العيش متناغمًا مع ذاته أكثر من انسجامه مع التوقعات عنه وحوله.

ومن يمتلك تلك النعمة الأثيرة، والمنقبة الجليلة، لا يتنازل عنها، حتى لو اضطر بمقايضتها انسحابات أو عزلة مؤقتة ثمناً لها. 

لأن البقاء في علاقات تُجبر الإنسان على التمثيل والمداهنة تحتاج من الوقت والجهد ما هو أصعب بكثير من أن يبقى وحيداً، أما تلك الهبة العزيزة فهي تخلع عليه جبّة النور والحقيقة، وتمنحه الحق في التنفّس من رئة فطرته الأولى. 

لحظة إدراك: 

ثمة راحة خفية في أن يتسق المرء مع صوته، دون أن يُبرّره أو يُخفيه، أو يأده في مهده ! 

فالجلاء صنو الرحمة بالذات، ومبتدأ العيش على حقيقتك دون رتوش، وسبيلك لتوثيق أواصر حقّة تُبنى على القبول، ودون اضطرار للقسوة أو إرغام على الإجحاف ! 

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

141

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

72

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

114

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية