رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

396

ابتسام آل سعد

بين اليوم وغداً هناك غزة

08 يونيو 2025 , 01:30ص

يقارب هذا العام نصفه الذي بدا لنا وكأن بدايته كانت بالأمس فقط وهمومنا العربية تمكث على حالها، بل إن آلامها تتضاعف ولا يخفت الأنين المختنق في جنباتها فما بين غزة التي تدخل تقريبا يومها الـ 600 ولا نجد لمستقبلها شيئا ينبئ بأن هذا العدوان الوحشي يمكن أن يتوقف وتستطيع التقاط أنفاسها شيئا فشيئا وتكابد آلامها لانتشال الشهداء العالقين منذ أسابيع تحت الأنقاض ودفن ما تبقى من أجسادهم أو حتى لأن يتنفسوا هواء خاليا من الدخان الذي تخلفه الغارات الإسرائيلية العشوائية على البيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء إلى السودان الذي كشف لنا شيئا يسيرا من معاناته الأليمة التي يواجهها تعتيم إعلامي كامل عن كشف ما يحدث هناك من جرائم ومجازر أيضا بحق النازحين الذين هجروا العاصمة الخرطوم هربا من القتل الذي ترتكبه قوات الدعم السريع بقيادة (حميدتي) أو ما تُعرف باسم (الجنجويد) التي أنشأها الرئيس المخلوع عمر البشير لحمايته وإبقاء نفسه في الحكم الذي لم يستمر به حتى انقلاب الطاولة بين البرهان قائد الانقلاب وبين حميدتي الذي بدا متوافقا مع الأول حتى بات الوصول للحكم الشعرة التي انتُزعت بينهما ليتفجر الوضع ويكون الضحية هم الشعب الذي بات الملايين منهم مهجرا من أرضه وبيته ومستهدفا في عرضه ونسائه وكلنا تابعنا تلك المشاهد والمنشورات المحدودة لأزمة السودان التي رغم أنها بدأت باكرا إلا أن الجميع أهملها حتى وصلت إلى الوضع المأساوي الذي يذكره لنا الأشقاء السودانيون من فظائع ترتكبها قوات حميدتي في حق أرواح وأعراض العائلات السودانية النازحة إلى منطقة تسمى (مدني) وهي التي تفجرت بها كل الأوضاع التي جعلت العالم يلتفت قليلا لما يجري في هذا البلد الذي عانى من انقسامات وانفصال فأصبح دولتين ويعاني اليوم من التهجير والتهديد والجوع وشح كل مقومات الحياة.

فأي عام تختتم الأمة العربية ملفاتها التي تظل معلقة دون حل وهل كان هناك أي تقدم يذكر في استتباب الأمن والحياة في ليبيا وهو البلد الذي يتنازعه المتمردون بقيادة حفتر المدعوم من قوى عربية وغربية لإيصاله إلى سدة حكم لن ينالها إن شاء الله؟!

لا شيء يمكننا أن نطوي ملف هذا العام ونحن راضون من أن إحدى قضايانا العربية قد أُغلقت ملفاتها وما عاد للعرب شأن في طيها فعلى الرغم من الهدوء الحاصل في اليمن والتوقيع على الهدنة المرحب بها بين الحوثيين وقوات التحالف العربي إلا أن اليمن اليوم قد يدخل في حرب جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مناصرته لشعب غزة وتحكمه بمضيق باب المندب الذي تمر به سفن وناقلات متوجهة للكيان الإسرائيلي ويرى اليمنيون أن منع كل هذه السفن الداعمة لقوات الاحتلال هو جانب من النصرة التي تدعم شعب غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية متعمدة من قبل إسرائيل وداعميها على حد سواء ولا يزال النزاع يكبر بين الطرفين ولا يعلم أحد إلى أين يمكن أن يصل رغم خطورته إذا ما تفجر لا سمح الله.

ومثل ذلك في لبنان الذي شهد حربا أيضا مع إسرائيل بسبب الأحداث في غزة واعتبار حزب الله أن المقاومة اللبنانية يمكن أن يكون لها دور في الذود عن أهل القطاع والأحداث تتوسع ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بلحظة تفجر الوضع الذي يزيد احتقانا وقد ينبئ باحتلال إسرائيلي جديد للجنوب اللبناني كاملا وهو أمر يضاف لملفات عربية عالقة ولا تزال تراوح مكانها بتثاقل لا نملك سوى أن نُرحّل أمنياتنا التي نرسمها بدء كل عام لعام 2024 لعل وعسى أن نغلق ملف إحدى قضايانا ونحن فخورون بأننا يمكن فعلا أن نودع مأساة عربية وداعا سريعا لا استقبال له ولذا دعواتنا الأولى لقطاع غزة أن يرفع عنهم عاجلا غير آجل بإذن الله.

مساحة إعلانية