رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جاء خطاب سيدي سمو الأمير المفدى في افتتاح دور الانعقاد الـ "41" لمجلس الشورى الموقر جامعاً شاملاً لمؤشرات القوة في اقتصادنا القطري، ومتناولاً مسيرة المرحلة التنموية للطاقة والصناعة والخدمات والتعليم والصحة، ومنوهاً بمرتكزات التنافسية التي حققتها الدولة، وراسماً لاستراتيجية السياستين المالية والصناعية في المرحلة القادمة.
فقد أخذ الجانبان الاقتصادي والمالي حيزاً كبيراً في خطاب سموه، وتصدرت البيانات الإحصائية المتقدمة مؤشرات مبشرة بالخير، كما أنهما حظيا بكل اهتمام ودعم ومساندة الدولة.
وأبرز مؤشرات القوة انخفاض التضخم العام والتضخم الأساس في الأشهر الأربعة الأولى من العام بلغ "1،1%" فقط في حين انخفض التضخم الأساس إلى "3،7%"، كما تناول الخطاب معدلات النمو المرتفعة التي حققتها في السنوات الماضية لتتصدر قائمة الدول الأعلى نمواً في العالم، وأنّ الأداء حافظ على قوته وثباته بخطوات محسوبة في ظل تغيرات مالية وعالمية جمة.
وبين الخطاب نمو الناتج المحلي لسنة 2011 إلى "14،1%" وزيادة الناتج الاسمي بمعدل "36،3%" مدفوعاً بالزيادات في أسعار المنتجات الهيدروكربونية، وزيادة الإيرادات في عوائد مشتقات النفط والغاز والبتروكيماويات، وهذا أضفى الاستقرار على الوضع الاقتصادي.
ويعتبر استقرار النظام المالي في أيّ اقتصاد هو مرتكز حقيقي لنهوض كافة أوجه النشاط الاقتصادي والصناعي، فقد ذكر الخطاب أنّ مكانة دولة قطر في الترتيب الـ "11" في تصنيف التنافسية العالمية للعام الحالي، وثباتها على هذا الموقع لسنوات مضت يدل دلالة على قوة السياسة المالية القائمة، مما سيدفع بثقة المستثمرين في الاقتصاد ونتائجه إلى فتح أبواب استثمارية جديدة محلياً وخارجياً، وإعطاء دفعة قوية للسوق المحلي وللشركات القطرية في أن تخطط لشراكات أكثر تأقلماً وانفتاحاً على السوق الدولية.
كما أوضح الخطاب دور الدعم الذي توليه الدولة للوضع المالي وأنه تمثل في تنويع مصادر الدخل وفتح أسواق جديدة وتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية والتعليم والصحة والاقتصاد والطاقة، والتي نجحت بالفعل في تخطي تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي وانخفاض معدلات النمو في الكثير من الدول الناشئة وتأثيرات ديون اليورو والربيع العربي.
ومن نقاط تعزيز المكانة الاستراتيجية لاقتصادنا ما ذكره الخطاب من أنّ الدولة استعدت للتعامل مع كافة النتائج المحتملة للتطورات العالمية بما في ذلك انعكاسها على أسعار النفط، وأنه تمّ إعداد ميزانية قطر على سعر "65" دولاراً لبرميل النفط، بهدف الحفاظ على ثبات الإيرادات وتنميتها لصالح زيادة الإنفاق الاستثماري الحكومي إلى "61،8%" ريال أيّ ما نسبته "35%" من إجمالي المصروفات العامة، وأنّ هذا الإنفاق بمثابة إثراء للخطط الاقتصادية والصناعية التي تهدف إلى تنويع أرضية النشاط المحلي.
وحدد الخطاب تحديات النمو الاقتصادي وهي الزيادة السكانية وتنامي الحاجة إلى خدمات متنوعة، مما يتطلب معه التكاتف من أجل تحفيز الاستثمارات والحفاظ على خلق فرص اقتصادية تتصف بالتنمية المستدامة وابتكار وسائل حديثة في التعامل مع التغيرات.
ومن أبرز المرتكزات التي تنشدها الدولة التنمية البشرية وتنويع مصادر الدخل، والتركيز على التعليم والصحة والحفاظ على ثقة المستثمرين في النشاط الاقتصادي القطري وإنماء عوائد الإيرادات النفطية في مشاريع تنافسية تحقق قيمة مضافة، وبناء مؤسسي شامل في الأجهزة الاقتصادية، وتعزيز الاقتصاد الكلي، ومضاعفة الإنتاج الصناعي للهيدروكربونية وتجنب الازدواجية في الإدارات.
على المستوى الخليجي فقد رسم الخطاب ملامح البداية للعملة الخليجية الموحدة التي ستثري اقتصادات دول مجلس التعاون، وأنه الوقت المناسب لتوحيد العملة لتدشين اقتصاد خليجي يرتكز على المتانة والوحدة.
واستشهد هنا بتقرير خبراء الطاقة البترولية وهو أنّ قطر تعد بلداً غنياً بموارده الصناعية والطاقوية بامتياز لأنها تمتلك حقل الشمال الذي يضم الكمية العظمى لاحتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، وتزيد احتياطاته على "900" تريليون قدم مكعب مما، يضعها في الموقع الثالث ضمن الترتيب العالمي لاحتياطيات الغاز، وهي تعد أيضاً لاعباً استراتيجياً في المحافل الدولية.
كما ذكر تقرير منظمة "جويك" أنّ قطر تسهم بربع الاستثمارات التراكمية خليجياً في قطاع الألمنيوم بلغ "25،4%"، وفيما يتعلق بالمكثفات المصاحبة للغاز الطبيعي فقد بلغ الإنتاج ما يقارب "800"ألف برميل يومياً، والعديد من مشاريع التوسعة في المدن الصناعية والموانئ، وفتح أسواق تصدير في آسيا وأوروبا، وتنامي الاستثمارات العقارية والسياحية والإنشائية القطرية في قارات أوروبا وآسيا.
أما انعكاس الخطاب على الوضع القائم فإنه رسم ملامح السياسة الاقتصادية للعام 2013 مبنياً على رؤى واضحة المعالم للدولة وللمؤسسات، ويشكل دفعة قوية لسوق الدوحة للأوراق المالية، وتحفيز الشركات المحلية على الدخول في مشاريع استثمارية ذات قيمة تنافسية، وخلق فرص مهنية للشباب في بيئة الأعمال والمبادرات مدفوعاً بهذا الدعم، وتحفيز المستثمرين على اقتناص المشاريع، واستقرار النظام المالي بالتوسع في أنشطته محلياً وخارجياً، وإعطاء روح الدافعية في السوق المحلي لخوض المنافسة.
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد
486
| 10 أكتوبر 2025
لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد
264
| 10 أكتوبر 2025
(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد
78
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8574
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5469
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4803
| 05 أكتوبر 2025