رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
احتفل المواطنون ببلدنا الحبيبة يوم السبت الماضي بالحدث الانتخابي الأول وخرجنا جميعنا فائزين في ذلك اليوم البهيج الذي سطر فيه شعبنا، ناخبين ومرشحين، أبهى صورة للمشاركة الشعبية، وتمت إعــلان الـنـتـائـج بـنـزاهـة تـامـة وحـيـاديـة مــع تـوفـيـر كـافـة الــوســائــل المساعدة لــوصــول الـنـاخـبـين إلـــى صـنـاديـق الاقــتــراع بكل سـهـولـة ويـسـر وأدلى الجميع بأصواتهم بـحـريـة تـامـة. وتزينت الصورة البهيجة لذلك اليوم بالإقــــبــــال الــكــثــيــف مــــن الـــنـــاخـــبـــين عــلــى مــمــارســة حـقـهـم الدستوري، واختتم الحفل البهيج بقيام لــجــان الانــتــخــاب فــي جـمـيـع الــدوائــر الانـتـخـابـيـة بـفـرز الأصـــوات عـلـى مــرأى ومـسـمـع هـــذه الــلــجــان الــتــي تـرأسـهـا قــضــاة وطنيون أشـــرفـــوا عــلــى عـمـلـيـات الفرز إشرافاً مباشراً، مما أكمل الصورة الزاهية لنزاهة الانتخابات الحرة، بـــالإضـــافـــة إلـــى وجــــود المـرشـحـين أنــفــســهــم أو وكـــلاء عنهم أثناء عملية الفرز، لذلك خرجت النتائج متوافقة مع إرادة الناخبين الحقيقية بـفـوز مـن حصل على أكـثـر عـدد من الأصـــوات الصحيحة الـتـي أعـطـيـت لـه فـي كل دائرة بعضوية المجلس.
لماذا المرشحات لم ينجح أحد؟
لم تستطع المرأة كسر القيد الذكوري والفكري الذي وقف عائقاً أمام وصولها إلى الفوز في أول انتخابات لمجلس الشورى المنتخب في جـمـيـع الــدوائــر الانتخابية رغم وجود 27 مرشحة موزعات في 22 دائرة انتخابية، ولكنهن نجحن بالتأكيد في المشاركة الفعالة والقوية في الإدلاء بأصواتهن وساهمن بشكل كبير في فوز عدد كبير من المرشحين في أول مشاركة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الموروث الثقافي من عدم الاقتناع بجدوى وصـول المــرأة إلـى مجلس الـشـورى بالرغم من أنـهـا أثبت خلال السنوات السابقة أنها جديرة بأي منصب سياسي أو تنفيذي، ونجاحها في كل المناصب التي شغلتها في جميع مرافق الدولة، كما أنها شاركت في مجلس الشورى السابق الذي جاء بالتعيين وأثبتن جدارتهن كعضوات في المجلس سواء مشاركتهن في اللجان أو في المناقشات التي جرت تحت قبة المجلس، بالرغم من أنه كان من الضرورة بمكان وجـــود المـــرأة الـقـطـريـة في مجلس الـشـورى الــذي بـات مـن اختصاصاته تشريع القوانين بما فيها التشريعات المتعلقة بالأسرة والطفل ومجالات عمل المرأة وحقوقها والتزاماتها في التشريعات المختلفة، ونأمل أن يجدن حظهن في الثلث الذي سيتم تعيينه، والسبب الآخر في عدم نجاح المرأة يعود إلى قلة وعي بعض الناخبين التقليديين الذين يدلون بأصــواتــهــم لأســبــاب عـائـلـيـة وأسـريـة ولأســـبـــاب شـخـصـيـة غــيــر مـــدركـــين لأهـمـيـة الممارسة الانتخابية التي تعد وسيلة لوصول مــن هــو الأكــفــأ وصــاحــب الـفـكـر والــرؤيــة إلـى المجلس ليساهم مساهمة فعالة فـي التنمية المستدامة في المجتمع.
الجميع فاز في أول تجربة
التفاعل الذي صاحب يوم الاقتراع في الانتخابات وتكبُد الكثير مشاق الوصول الى صناديق الاقتراع دليل على نجاح التجربة التي شهدها العالم أجمع، وكانت نتائجها مرضية للجميع رغم خلوها من أي مفاجآت تذكر، والأهم هو التساهيل التي قامت بها اللجنة المشرفة على الانتخابات وما قام به المتطوعون من مجهودات في توجيه الناخبين الى الأماكن الصحيحة للبدء في عملية الاقتراع، كما أن التغطية الإعلامية كانت مثالية في جميع القنوات المحلية التي نقلت الحدث أولاً بأول ومراسليها المنتشرين في جميع الدوائر الانتخابية بكل حيادية ومهنية لمسها كل من تابع التغطية الخاصة بذلك اليوم التاريخي، إذن بكل المقاييس جميعنا كان فائزاً.
مسؤولية الأعضاء المنتخبين
وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، ناخبين ومرشحين، وبعد انتهاء مرحلة الترشيحات، فالكرة الآن في ملعب الأعضاء المنتخبين الذين يجب أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية، وأن يجتهدوا في إيصال تطلعات المواطنين الى مواطن صنع القرار ويساهموا مساهمة فعالة في اقتراح التشريعات القانونية التي تساهم في رفع مستوى المعيشة وتحقيق أهداف الدولة الرامية الى توفير العيش الكريم للمواطنين ولكل من يعيش على أرضنا الطيبة، وممارسة العضو لدوره الرقابي على السلطة التنفيذية والذي يتطلب وعياً كبيراً وثقافةً عالية حتى يتسنى له القيام بدوره المنوط به على أكمل وجه وعلى نحو يخدم جهود الحكومة في تحقيق التنمية، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في لجان المجلس المختلفة ووضع آليات لتفعيل هذه الرقابة في جميع المجالات الصحية والسياسية والاقتصادية والمالية وغيرها، ومسؤولية الناخبين تقع في عدم استعجال النتائج لإيفاء الأعضاء لوعودهم التي قطعوها أيام الانتخابات، لأن هناك وقتاً ليس بالقليل ينتظر الأعضاء لترتيب البيت الداخلي لمجلسهم من وضع اللائحة الداخلية وتشكيل اللجان الدائمة ووضع نظام أعمالها وآلية مناقشتها ودراستها للموضوعات المطروحة عليها، وهذا يتطلب على الأقل مدة سنتين من عمر الدورة الأولى للمجلس الذي يبلغ أربع سنوات.
كسرة أخيرة
يُنتظر من مجلس الشورى المنتخب مهمة كبيرة في سياق استكمال المسيرة الظافرة لدولتنا الحبيبة في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية، في الجانب المحلي هناك مسؤوليات قائمة تنتظره ومن أهمها الإسهام في مواصلة مسيرة التنمية ووضع بصماته من خلال المشاركة الفاعلة للأعضاء في طرح القضايا التي تهم المواطنين، وكذلك إبداء الأفكار المبتكرة التي تساهم في التطوير الاجتماعي والاقتصادي والاستثماري والرياضي والثقافي وغيرها من المجالات الحيوية الأخرى، والأمل معقود على المجلس من قبل المواطنين أن يقوم بأداء اختصاصاته التشريعية، وفي الجانب الدولي على الأعضاء المحافظة على ما وصلت إليه دولتنا الحبيبة من مكانة مرموقة بين دول العالم وحجزها لموقع متقدم يحظى باحترام المجتمع الدولي، وأصبحت دولة قطر لاعبا أساسيا في المشهد الدبلوماسي والسياسي العالمي، وجعلها تتصدر المشهد السياسي بصفتها من أبرز الدول الناجحة في الوساطة الدولية لحل النزاعات والخلافات المسلحة، وذلك من خلال الحضور الفاعل على المستوى البرلماني الدولي والعالمي.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4161
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1746
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1602
| 02 ديسمبر 2025