رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

طه عبدالرحمن

مساحة إعلانية

مقالات

273

طه عبدالرحمن

الهوية في مشهدنا الثقافي

06 أغسطس 2025 , 12:00ص

في ظل تعدد تعريفات الهوية، والحديث عن تنوعها، فإن الغالب والمستقر عليه، أن الهوية هي جوهر الذات، أو الإطار الذي يشير إلى «من نحن»، و«ما الذي يجعلنا مختلفين عن غيرنا»، ما يجعلها مجموعة من العناصر التي تُمنح لأفراد المجتمع، بشكل يعكس تماسكهم، واستمرارهم عبر الزمن، وفق مقومات، تتباين بين اللغة، والتاريخ، إلى غير ذلك.

كما أنها، ووفق تعريف مماثل، هى إحساس داخلي بالذات المتفردة بكل ما تحمله من جذور ومعان وتراكمات، ما يخرجها بالتالي عن الإطار التقليدي، بأنها بطاقة تعريف أو شكل خارجي.

وفي إطار ما يدور النقاش من وقت لآخر عن تعدد الهويات، فإنه حري بنا التوقف- عبر هذه السطور- عند الهوية الثقافية، والتي تنظر إلى الفرد من زاوية الإنتاج القيمي، بكل ما تحمله القيم من عادات وتقاليد وفنون ولغة وأنماط تفكير، إلى خلافه.

وخلال السنوات الأخيرة، نجد المشهد الثقافي القطري يشهد حراكاً لافتاً، يعيد صياغة مفهوم الهوية بأسلوب يراكم التقليدي ويصقلها بالمعاصرة، دون أن يسمح لأحد منهما بابتلاع الآخر، ما يعكس نجاح الثقافة القطرية، في أن تجعل الهوية كياناً ديناميكياً، يتحرك مع المجتمع، ويعيد تعريف نفسه مع كل انفتاح جديد، يعيشه على المستويات الثقافية والفنية المختلفة.

وهنا، يتجلى أحد مفاهيم الهوية، وهو مفهوم «الهوية المتحركة»، لتبدو واضحة في المشهد الثقافي القطري، عبر ما نراه من سياسات ثقافية متجذرة، تنتهجها المؤسسات المعنية بالفعل الثقافي، بالتوسع في إنشاء المتاحف، وإقامة المزيد من الصروح الثقافية، وطرح العديد من البرامج والمهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة ، اعتماداً على رؤى ثقافية أكثر عمقاً، وإبرازها للمجتمع وللآخر في آن، انطلاقاً من جذور ثقافية راسخة.

هذه الحالة تعكس أن الثقافة القطرية الراهنة استطاعت أن تحافظ على الهوية، وتؤكد رسوخها في أوساط أفراد المجتمع، انطلاقاً من مرتكزات ومقومات تعتمد عليها الهوية خصيصاً، على نحو ما سبقت الإشارة إليه، مستندة في ذلك إلى ماضٍ عريق، وانفتاح على الحاضر، واستشراف للمستقبل في آن.

لذلك، تمكن الفعل الثقافي في قطر على مدى السنوات الماضية، من خلق بيئة حاضنة لأي منشط ثقافي، دون انغلاق على الداخل، بل تعزيز في الداخل، وانفتاح على الخارج، بتنظيم فعاليات ثقافية عالمية، تجمع بين المثقف المحلي بنظيره الدولي، علاوة على إضفاء البعد العربي والعالمي، على الكثير من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية.

وأمام هذا الحضور الثقافي، برز جيل من الفنانين والمبدعين القطريين الشباب، الذين وظفوا عناصر من الذاكرة والتراث، داخل أعمال معاصرة، تجاوزت جانب التجميل، إلى طرح مقاربات نقدية، وصياغىة رؤى جديدة، تؤكد أن الهوية بقدر ما هي وفاء للأصل، فهي أيضاً مشروع مفتوح نحو المعاصرة، لمواكبة الحاضر، وبناء المستقبل.

اقرأ المزيد

alsharq جمال الأذان المفقود

لماذا غاب جمال الصوت في رفع الأذان؟ أليس لاختيار المؤذن شروط وضوابط؟ كيف تراجعت هذه الشروط التي كانت... اقرأ المزيد

93

| 19 ديسمبر 2025

alsharq جسم الإنسان يقبل التدرج ويرفض المفاجأة

غالبا، حينما نود تغيير أو زيادة أو علاج عنصر في جسم الانسان، علينا البدء باعطائه جرعات خفيفة من... اقرأ المزيد

93

| 19 ديسمبر 2025

alsharq تدابير الله كلها خير

يقول الله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله... اقرأ المزيد

84

| 19 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية