رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

342

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

الحاجة لبلورة عقيدة دفاعية خليجية مشتركة للأمن الخليجي!!

06 يوليو 2025 , 07:00ص

يبقى التحدي منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مايو 1981- قبل 44 عاما من العمل الخليجي المشترك، تحويل مجلس التعاون إلى تحالف عسكري جامع يمنع ويوازن ويردع الخصوم والأعداء. شهدنا لمدة أربعة عقود مد وجزر العلاقات الخليجية بتحديات داخلية وخارجية خطيرة، هددت كيان المجلس. وزادت وتنوعت وتعقدت التهديدات من دول إقليمية بأجندات ومطامع.

ركن المجلس للتعاون مع قوى خارجية كبرى من بريطانيا إلى الولايات المتحدة بعد حرب تحرير دولة الكويت وسقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي، لكننا لم ننجح جماعيا برغم القدرات والإمكانيات بالانتقال إلى التكامل وبلورة عقيدة أمنية دفاعية تردع الخصوم والأعداء وتتصدى للتهديدات المتصاعدة.

شن إسرائيل حرباً مباغتة على إيران بغارات وعمل استخباراتي باغتيال قادة الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني وعلماء ذرة ونوويين، أطلق جرس إنذار، ذكّر بالحاجة للتعاون والعمل الجاد لبلورة مشروع وعقيدة عسكرية دفاعية جماعية تصون أمننا وتحمي مصالحنا ومقدرات شعوبنا.

وثبت أن حياد دولنا ومنع الولايات المتحدة استخدام قواعدنا العسكرية لا يقينا شر الاعتداءات والانتقام، وأن نُقحم بحروب الآخرين. تمثل ذلك باعتداء الحرس الثوري الإيراني على سيادة دولة قطر بقصف قاعدة العديد الجوية تتمركز فيها قوات أمريكية. وسط استنكار وتنديد خليجي وعربي ودولي واسع. عبَّر عنه سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد باتصال الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان بإدانة "قطر الشديدة للهجوم على قاعدة العديد باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة... ويتنافى الانتهاك تماما مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، لا سيما وأن قطر كانت دائما من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في هذا السياق".

حتى قبل الاعتداء الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر وشن إسرائيل حرب 12 يوما على إيران لتدمير منشآت إيران النووية، وضرب قدراتها الصاروخية واغتيال قادة الحرس الثوري واغتيالات علماء نوويين لضرب وتأخير البرنامج النووي.

لتنضم الولايات المتحدة لإكمال بضرب منشآت أصفهان واراك، وخاصة فوردو لتخصيب اليورانيوم ودرة تاج برنامج إيران النووي تحت الأرض بقنابل خارقة التحصينات ورد إيران الانتقامي بقصف قاعدة العديد الجوية في قطر، وتصدي الدفاعات الأرضية القطرية بأنظمة باتريوت بكفاءة عالية، وترفع مؤشر التوتر.

لذلك بات ملحاً معالجة المعضلة الأمنية بعيداً عن ردة أفعال فردية وآنية، وبلورة إستراتيجية جماعية تردع الخصوم والأعداء. علّقت في مقاليّ الأخيرين في "الشرق" - "أولوية دولنا الخليجية... وقف حرب إسرائيل على إيران".. ونجاح جديد لوساطة دولة قطر.... تساهم بوقف حرب إسرائيل على إيران"!!، وفي ندوات ودراسات سابقة للحاجة الملحة لصياغة وبناء عقيدة أمنية خليجية موحدة برؤية أمنية مشتركة تتصدى لحزمة التهديدات الأمنية والعسكرية والأمن الصلب والأمن الناعم وعلى رأسها الاتفاق على مصادر وأبعاد وخطورة التهديدات العسكرية وتهديد أمن الطاقة (النفط والغاز) والإرهاب والاعتداءات السيبرانية. والعمل الجماعي على إقامة قيادة عسكرية موحدة أبعد وأشمل من درع الجزيرة. ومنظومة دفاع جوي وصاروخي مشتركة وشبكة إنذار مبكر لدول مجلس التعاون الخليجي.

وكما علّقت في دراسة سابقة: "أمننا الخليجي يجب أن نصنعه بأيدينا، لا أن نستورده من الخارج". خاصة أن التباين والخلافات الخليجية الهيكلية والأمنية والاختلاف على مصادر التهديدات يعيق العمل الجماعي لمواجهة حزمة التهديدات المتصاعدة، خاصة التهديدات غير المتناظرة من تنظيمات عقائدية مسلحة، وصراع القوى الإقليمية الكبرى كما شهدنا مؤخرا بين إسرائيل وإيران لن نكون بمنأى عن تداعياته. حتى ببقاء دولنا على الحياد تجاه الحرب بين إسرائيل وأمريكا من جهة وإيران من جهة ثانية. ولن يحمي علاقتنا الودية مع إيران والتطبيع مع إسرائيل، الدول المطبعة من التعرض لتهديد المواجهة.

وأؤكد على الحاجة لتقليص الاعتماد المطلق على الحماية الأمريكية في وقت تبدو الإدارات الأمريكية منذ إدارة الرئيس أوباما مرورا بإدارات الرئيسين ترامب الأولى والثانية وبينهما إدارة الرئيس بايدن- المنكفئين عن منطقتنا بعيدا عن الحروب الدائمة ومكافحة الإرهاب وبتغير أولوياتها لاحتواء الصعود الصيني الطاغي ومواجهة تهديد روسيا للأمن الأوروبي انطلاقا من أوكرانيا. كما أن التعويل شبه الكلي على الحماية الخارجية لا يمكن استمرارها لتغير الأهداف والأولويات وتراجع الحاجة للطاقة الخليجية.

كما على دولنا الخليجية تنويع الانفتاح على تعاون أمني ودفاعي متعدد الأبعاد مع القوى الإقليمية مثل تركيا والقوى الدولية- الصين وروسيا والهند. مع تيقننا أنها ليست بديلة على المدى المنظور عن الوجود العسكري والأمني الأمريكي.

كذلك هناك حاجة ملحة لدولنا إلى تفعيل الانخراط بدبلوماسية الوساطات التي أتقناها بنجاح مميز لحل أزمات وصراعات المنطقة، والمهددة للأمن الخليجي. كما أثبتت نجاحات الوساطات الخليجية خاصة الوساطة القطرية بين الولايات المتحدة وإيران في أكثر من ملف وبين حماس وإسرائيل وبين الولايات المتحدة وطالبان، وكذلك وساطة سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقبلهم دولة الكويت في حل الأزمة الخليجية الأخيرة. ويمكننا البناء على ذلك بوساطات وإطلاق حوارات لنزع فتائل الأزمات والتهديدات.

وتبقى عربدة وتعنت إسرائيل واستباحة سيادة دول المنطقة من المتوسط إلى البحر الأحمر والخليج العربي- مع استمرار حرب الإبادة على غزة وتهويد القدس وبناء المستوطنات وحتى المطالبة بضم الضفة الغربية، يشكل التهديد الأبرز والأخطر. مع التأكيد أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة طالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل شامل ونهائي وعادل ينزع الفتيل المتفجر ويهدد الأمن والاستقرار العربي من الخليج إلى المحيط.

لذلك على المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة، ومن لديهم علاقات مميزة مع إدارة الرئيس ترامب الضغط بهذا الاتجاه لوقف حرب غزة، والانخراط بمفاوضات جادة لنزع الصاعق المتفجر واحتواء تهديدات الأمن الخليجي والعربي معاً.

اقرأ المزيد

alsharq انتهاء الحرب وتوازن الردع

في مشهد درامي يعكس تحوّلاً تاريخيًا في مسار الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، أعلنت حركة حماس التوصل إلى... اقرأ المزيد

108

| 12 أكتوبر 2025

alsharq إدارة ترامب تُعمّق علاقتها الإستراتيجية مع دولة قطر

قدمت وأوضحت في مقالي في الشرق الأسبوع الماضي: دلالات وأهمية قرار الرئيس ترامب الشراكة الأمنية مع دولة قطر... اقرأ المزيد

249

| 12 أكتوبر 2025

alsharq قطر عنوان الدبلوماسية الهادئة

في زمنٍ تتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ السيادي وتغيب فيه لغة العقل أمام صخب المصالح تبرز... اقرأ المزيد

162

| 12 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية