رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

441

د. سلوى حامد الملا

نفتقد شخصية عمر

06 فبراير 2025 , 02:00ص

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل نموذجا حقيقيا وواقعيا لروح ومعنى شخصية القائد؛ من خلال الصفات والسمات وقوة الشخصية والبنية الجسدية التي في مجموعها تشكل الكاريزما التي يتصف بها القائد الحقيقي. صفات وسمات القائد الحقيقي في كونه نموذجا وقدوة لمن يتبعونه في الايمان والعمل وقول الحق والمبادرة والتواجد في الميدان سواء ميادين القتال او ميادين العمل والإخلاص والإنجاز وكيفية إدارة الأزمات بأنواعها الاقتصادية والإنسانية والعسكرية. والتاريخ حافل بنماذج ومواقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومنها نموذج القيادة في إدارة أزمة "عام الرمادة" المجاعة. نموذج عمر بن الخطاب كقائد ملهم وذكي لم تنكرها عليه الأوساط غير المسلمة التي تنصف الرجال وتعرف أقدارهم. نموذج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تدرس وتعلم في جوانب كثيرة من نواحي شخصيته، كعدالته، وفتوحاته التي أشرف عليها وتمت في خلافته واجتهاداته الفقهية وقراراته وعبقريته في مجالات كثيرة.

إسلام عمر بن الخطاب ثمرة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقد دعا له بقوله: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب" وكان أحبهما إليه عمر. ومن شدة فهمه واستيعابه لمقاصد القرآن الكريم نزل القرآن الكريم موافقا لرأيه في بعض المواقف، يقول رضي الله عنه: "وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر". تميز رضي الله عنه بالعبقرية، وقوة الإيمان، وبالعلم، كما من صفاته الشجاعة والعدل والخبرة وسعة الإطلاع، والهيبة وقوة الشخصية، والفراسة والفطنة وبعد النظر، والكرم، والقدوة الحسنة، والشدة والحزم، والتقوى والورع، وحسن الخلق، والرحمة، والصبر في الشدائد، ومراعاة الشورى، وعدم الاستفراد والاستحواذ بالرأي. كما يملك الجرأة والحسم في الحق، وفي سبيل المصلحة، وبما ينم عن فهم أعمق لنصوص القرآن والسنة. هذا جزء بسيط ومختصر لسيرة سيدنا عمر بن الخطاب الإنسان والقائد العبقري والقدوة في كل جوانب التعامل والاخلاق على الجانب الإنساني والسياسي والعسكري والاقتصادي والإيماني. والذي عجزت المحاضرات والدورات والمؤلفات في الإجابة على سؤال يتكرر القيادة تولد مع الإنسان، أو يمكن اكتسابها بالتدريب؟.

آخر جرة قلم: نفتقد نموذج ومعنى القائد الحقيقي والعادل، ذلك القائد بصفاته وقيادته من يجعل أتباعه يتبعونه تلقائيا وبحب، فهم يدركون أنهم في تبعية قائد لا يحرص أن يكون في الصدارة وفي الصورة بقدر ما يسعى إليه ليكون قدوة في القيادة والاخلاق والتعامل. نموذج ذلك القائد من يوجه بأفعاله لا بعلو صوته وأوامره! القائد يتواجد ويتحرك بثقة سماته وقوة إيمانه وعدله وفراسته وشخصيته والتي تجعله قائدا حقيقيا أينما تواجد بكاريزما حقيقية لا تعتمد على منصب، ولا تعتمد على عدسات التصوير والشهرة الزائفة ولا توثيق حساب! القيادة تولد وتبنى وتتشكل بمدى تمسك الإنسان بمبادئه وقوة إيمانه، وقوته بجراءة قول الحق والعدل.

مساحة إعلانية