رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان فريد

- كاتب وأكاديمي في أكاديمية المها للبنين

مساحة إعلانية

مقالات

177

رمضان فريد

حقبة جديدة في عمر الحضارة العربيّة

05 ديسمبر 2025 , 05:00ص

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على الثّقة في التّكنولوجيا الّتي ينتجها جيل التّطور، ونحن على الطّريق وننتظر صباحًا مشرقًا بشمس عربيّة خالصة. إنّ التّحوّل الفكري والثّقافي الّذي تعتمد عليه النّهضة يبدأ من التّعليم حتى تصبح حجرة الدّراسة مهدًا للإبداع والجامعة حقلًا للإنتاج والابتكار وليست مجرّد مكاتب لإصدار شهادات وبيانات للتّوظيف وكثير من الجامعات اليوم بدأت تحرص التّصنيف العالمي بما تقدّمه من أبحاث.

كانت غايات التّعليم العربي واحدة ومتشابه ومحدودة وأكثر ما كان يمكن عمله هو رفع مستوى التّحصيل ونسب الدّرجات وبغض النّظر عن الاختلاف اللاجوهري المرتبط بالإنشاءات أو التّجهيزات الّتي تختلف من بيئة إلى أخرى إلّا أنّ المنتج في كلّ هذه الدّول كان واحدا «موظف جيد» يستطيع أن يقوم بعمله أو «موظف ضعيف» يحتاج إلى وقت حتى يستطيع القيام بمهامه أو»خرّيج» يبحث عن فرصة عمل هنا أو هناك، أمّا اليوم فهناك خريجون يستطيعون حلّ المشاكل في ميدان العمل وتقديم الجديد.

إنّ مثل هذه البيئات يمكن أن تخلق صباحًا مشرقًا لأوطانها لأنّ هناك من يأخذها إلى برنامج فكري وثقافي متطوّر يؤمن بالتّجربة العمليّة ومطلع على تجارب الأمم الّتي سبقتنا بعشرات السّنين العلميّة وسلكت طريقها نحو الإبداع، فالعنصر العربي أحرز قصب السّبق من قبل في مجالات كثيرة. وقدّم للعالم إنجازات قامت عليها نهضتهم الحديثة.

 إنّ أهم عوامل النّهضة هي الدّافعية لدى الشّعوب وليست المقومات الّتي تمتلكها الدّولة وهذه الدّافعيّة أصبحت تملأ صدور الشّباب العربي ويمكن استثمارها في إحداث التّغيير وخلق بيئة إنتاج وإبداع ومفهوم النّهضة الشّاملة هو الأقرب للنّجاح والثّبات وأقصد بذلك نهضة العلوم والآداب والفنون والصّناعة والزّراعة وغير ذلك من مجالات الحياة، وقد ظهرت في الوطن العربي ملامح نهضة في مختلف المجالات لأنّنا بدأنا ننفق وقتنا وثرواتنا وطاقتنا في سبيل التّمكن من الإنتاج والتّميز في الإبداع.

وبلادنا العربيّة تخلّصت من الاستعمار ونالت استقلالها منذ زمن بعيد وعلينا اليوم أن نقطف ثمار جهود التّنمية في قطاع التّعليم وباقي القطاعات بما يحقّق الاعتماد على النّفس والاكتفاء الذّاتي

 

مساحة إعلانية