رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

21

د. أحمد القديدي

الرقمنة والتحول الرقمي في قطر.. إنجازات وتحديات

05 ديسمبر 2025 , 05:00ص

تعود بي الذكريات الى أواسط التسعينيات وكنت في أواسط تلك العشرية أشتغل خبيرا إعلاميا لدى سعادة الدكتور جمعة الكبيسي نائب مدير الجامعة وبدأت أتلمس طريقي للتعرف تدريجيا على أسرار نجاح دولة قطر فيما كان يسمى (الحكومة الإلكترونية.. إي غوفرنمنت) وكان المشرف عليها أحد الأساتذة الجامعيين القطريين وكان مقرها مبنى قديما مجاورا لفندق الخليج (ماريوت وريكسوس الخليج اليوم) وفندق الواحة المتواضع. وأدرك اليوم ونحن على مسافة ثلاثين سنة من ذلك التاريخ أن دولة قطر كانت سباقة ورائدة فيما نسميه الثورة الرقمية. وتشهد بذلك إنجازات كبيرة حققتها دولة قطر في مجال الرقمنة والتحول الرقمي حيث تمثل هذه الإنجازات جزءاً أساسياً من رؤية قطر الوطنية 2020 2030 والتي تهدف إلى تحقيق تقدم شامل وتنمية مستدامة في كل جوانب الحياة.

وتعكس إنجازات دولة قطر في مجال الرقمنة والتحول الرقمي التزامها التام بتحقيق التقدم والابتكار وفي أغلب الأحيان التميز عبر مختلف القطاعات مما عزز مكانة دولة قطر كلاعب رئيسي في عصر الابتكار والتكنولوجيا والتقدم التقني ولنأخذ مثلا لذلك مرفق التعليم بكل مستوياته وخاصة التربية والتعليم ما نلمسه اليوم في قطاع التربية والتعليم العالي بفضل جهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر من خلال مؤسسة قطر الرائدة، ثم لنأخذ كذلك مجال الرياضة، حيث تحول تنظيم كأس العالم سنة 2022 الى أنموذج عالمي بسبب سلامة وأصالة الرموز التي عبر عنها والكفاءة العالية للمنظمين وتجلت في الملاعب وأمن الجماهير وأحباء الفرق المتبارية وأيضا سلامة المباريات من أول مباراة الى تسليم الكأس. ونذكر هنا بالكلمة التي ألقاها الرئيس (ترامب) حينما استقبله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد، حفظه الله ورعاه، في بهو الديوان الأميري حيث بدأ كلامه بالإشادة بصاحب السمو قائلا بأنه من أهم رجال الدولة الكبار ثم قال الرئيس (ترامب): «إنني أرجو أن تساعدنا قطر بفضل نجاحها الكبير في تنظيم كأس العالم في جهودنا لأننا سنكون المنظمين لنفس الكأس مع كندا».

وحسب تقرير صادر عن (قنا) وكالة الأنباء القطرية وتقرير ثان أعده موقع (الجزيرة نت) فإن دولة قطر تعتبر أحد الأمثلة البارزة على التقدم في مجال الرقمنة والتحول الرقمي، حيث نجحت في تحقيق إنجازات ملموسة في هذا المجال الفاتح لأبواب المستقبل وهو ما يعكس التزام قطر بتحقيق تنمية شاملة تعتمد على التكنولوجيا لتعزيز مستوى الخدمات في القطاعات الحيوية المختلفة وتقديم مستوى أفضل من الخدمات للمواطنين والمقيمين في الدولة. فشرعت منذ عقدين في تطوير بنية الاتصالات والإنترنت مما أدى إلى توفير خدمات إنترنت فائقة السرعة ومستدامة. تلك الخطوة ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى التواصل وتيسير تبادل المعلومات وهو مما بوأ قطر المرتبة الأولى بين أعلى الدول في العالم في مجال نشر شبكات الألياف الثابتة وتتصدر قطر التصنيفات العالمية في مؤشرات جودة الحياة الرقمية وانتشار الإنترنت بين السكان بفضل تحديث مستمر لشبكات الهواتف المحمولة من جيل الى جيل أكثر تطورا وذلك قبل عديد المجتمعات صانعة هذه الأجيال من الهواتف. وتحتل قطر المرتبة الثانية عالميًا من بين 175 دولة في مجال اختبار سرعة الإنترنت عبر شبكات الهاتف الجوال. مع العلم أن دولة قطر نجحت في تحقيق تكامل التكنولوجيا في التعليم بجميع مراحله مما أسهم في تحسين جودة التعليم ومهارات الطلاب وكوادر المدرسين. وكذلك كان التوفيق حليف المجتمع القطري حيث استفادت قطر من الابتكارات في مجال الصحة الرقمية مع تقديم خدمات الاستشارات الطبية عبر الإنترنت وتوفير سجلات طبية إلكترونية مما عزز كفاءة الرعاية الصحية.

وفي ذات السياق شهدت الخدمات الحكومية في قطر تحولاً رقميًا كبيرًا حيث وفرت لمواطنيها العديد من الخدمات التي يحتاجونها عبر الإنترنت مما سهل إجراءات التفاعل مع الحكومة وحسن مستوى الكفاءة الإدارية. واستخدمت الحكومة القطرية آليات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال سواء في تحليل البيانات أو استخدامه بحكمة ومعرفة في كل القطاعات الحيوية في البلاد مثل الطاقة. وضمن جهودها المبذولة في مجال الرقمنة والتحول الرقمي اتخذت دولة قطر إجراءات فعالة لتعزيز الأمن السيبراني مع التركيز على حماية الأنظمة والبيانات الحيوية. ولا تجد اليوم ونحن في نهاية سنة 2025 قطاعا واحدا لم تشمله الرقمنة وهو ما يسر حياة المواطنين والمقيمين بصفة سريعة وناجعة. فلو أخذنا أمثلة الدبلوماسية والطاقة والصحة والنقل والرياضة والتعليم والإدارة والبحث العلمي والعدل بوزارته وملحقاتها والزراعة والسياحة وتنظيم حركة المرور وخاصة توفير أمن المجتمع وحمايته من الجريمة والانحراف لأدركنا بأن الدولة التي كانت سباقة ورائدة منذ ثلث قرن لم تزل كذلك اليوم وبفضل توجيهات حضرة صاحب السمو أميرها، والقيم والمبادئ التي يتمسك بها ستستمر الريادة القطرية محافظة على نفس الخيارات. لو أوجزنا في كلمات قليلة تلك المكاسب التي عددناها لقلنا بأن قطر بعد أن كسبت رهانات الحاضر تتهيأ لرفع تحديات المستقبل لأجيال قادمة خططت دولتهم لضمان مستقبلهم وتوفير حياتهم وهي عقيدة احترام القادم دون أنانية التمتع بخيرات البلاد لجيل اليوم وحده وهنا يكمن جوهر التميز القطري.

مساحة إعلانية